تجربتي مع المسرح ٠٠ الجزء الثالث والأخير ٠٠٠

بقلم المهندس عدنان خليفة

شي فاشل ٠٠ هو العنوان المشترك بين مسرحية زياد الرحباني في العام 1983 ومسرحية الجمهورية اللبنانية الثانية إبتداءً من 1993 والتي إستمرت كلاعب وحيد حتى اليوم على مسرح كل الوطن مع الكثير من الفشل والإرتجال والتهّريج !!…
وقبل التوسع ٠٠ وللعِلم سيتم لاحقاً الكتابة عن المسرح العربي الحديث والذي إختصره الفنان عادل إمام بعنوان ألإرهاب والكباب !!..
ومقال آخر عن المسرح العالمي بدءاً من رائعة شكسبير منذ أكثر من 400 سنة ومناجاة هاملت: أكون أو لا أكون ٠٠ إلى يومنا هذا ومسرحية العالم قرية واحدة ٠٠ للإستهلاك والهلاك!!..
ونعود إلى مسرحية السلطة اللبنانية الحديثة ٠٠ وشي فاشل٠٠٠
ولكي تكتب عن العصفورية عليك أن تعيشها وقد يكون من الصعب شرحها ٠٠ لذلك وللإختصار سأكتب عن مسرحية زياد وأترك لكم المقارنة وإكتشاف أوجه الشبه والمقاربة!!..
علماً أن زياد ترَسَّخ بَصمة غارٍ للتاريخ بسبب اعماله وعبقريته الفنية والوطنية ٠٠٠
ومعظم زعماء لبنان وَصمَة عارٍ بسبب أفعالهم وعقربيتهم الجهنمية٠٠٠
وقد نكتشف أن مسرحية زياد – شيء فاشل جداً – التي كتبها ومثّلها بداية الثمانينات وأيام الإحتلال الإسرائيلي والحرب٠٠ وكأنه إستشف واستقرأ ما سيصبح عليه لبنان بعد عشرات السنين ومع جمهورية الطائف وحكم الميليشيات٠٠٠
ولكم التفاصيل٠٠
وللتذكير٠٠ زياد الرحباني وفي أكثر مسرحياته يحكي عن شعب لبنان العظيم الذي يثور على تقاليده وتراثه ويناقض نفسه بطريقة عيشه ومقاربته للكثير من الأمور٠٠ وكذلك وعلى مستوى الوطن يتغنى معظم اللبنانيون قيادةً وشعباً بالقيم والمباديء والإيمان ويزايدون بالمناقبية والعقيدة والوطنية والقومية وهم أبعد الناس عنها٠٠٠
والمسرحية تحكي عن ضيعة جبال المجد التي تمتلك أيقونة عبارة عن جرّة ثبتت في ساحة البلدة وكانت تجمع الأهالي حولها بفرح إحتفالي وبشراويل تتبدل الوانها بحسب المواسم والمشاعر٠٠٠
وسرق غريب هذه الجرّة ويحدث نكبة٠٠ ليتبين لاحقاً بأن أحد أبناء الضيعة والمسؤول عنها هو السارق٠٠ وأكتشف بعض الأهالي الأمر ولكن لم يفصحوا حفاظاً على ما تبقّى من الطيبة والإلفة في الساحة٠٠٠
وزياد يجمع عناصر الرواية لينقلها كقضية إلى المسرح في بيروت الغربية المصنفة مسلمة ولم يعرف أنه نقل معه كل عناصر التفجير وفي أجواء محقونة سلفاً بين الإنقسام والألغام ليتفجر مسرحه في آخر يوم بروفة!!.
حيث أختلط الحابل بالنابل٠٠ وأصبح المسرح كما الوطن اليوم وما نعيشه وكأنه برج بابل!!..
والغريب٠٠ بنظر الضيعة اللبنانية يختلف بين منطقة وأخرى فهنا الإسرائيلي وهناك الإيراني أو الفلسطيني وفي منطقة اخرى قد يكون السوري او العربي أو التركي او الامريكي وفي بعض البلدات كل من هو من خارجها!!…
والغريب في الوطن برأينا هو كل فاسد او منافق٠٠ قريباً كان او بعيد٠٠٠
مهيب مدير فرقة الرقص محمّدي وجوزيف وطوني مسيحيان من بيروت الشرقية ويتبادلون التوجس٠٠ هما يتهمان مديرهما بالتضييق عليهما واستفرادهما في ملعبه٠٠ وهو يتهمهما بالتحدي له ولمن خلفه ولكل أمّة محمّد وفي عقر الدار؟!..
وفيرا بنت أخ نور (زياد) المخرج وهي المراهقة شكلاً ومضموناً ودلعاً٠٠ وتفرض سطحيتها (وعبكريتها) الساطعة على عمو والجميع!!..
ومهندسي الديكور والأرزة والشلال يقزّمون أعمالهم بحجة سهولة حملها والتنقل بين المحاور٠٠ وتقصير الكهربجي في إعطاء المخرطجي قياس اللمبات الذي هو اصلاً يطالب بقياس الفتحات قبل ان يجهّز اللمبات ٠٠ مما سبب سوء التنفيذ ٠٠ تماماً كما نلاحظ في مشاريع الدولة وفي أكثر الإلتزامات والمعاملات والقوانين!!..
وعلي لا يسمع ملاحظات المخرج ويطلب من زياد وبإستمرار وخاصة عندما يرى رأسه يغلي بالغضب بأن يحط إيديه بمي باردة!!..
وكذلك تم إستبدال لون شراويل رقصة الغضب من الأصفر إلى البنفسجي ومع سحّاب٠٠وزياد يعترض ويهدد بإلغاء رقصة الغضب لأن غضبه بدأ يفقد السيطرة!!..
وبينما هو وسط هذا الجدال يدخل نزيه ممول المسرحية٠٠ وإسمه يدل على المواطن اليوم صاحب الودائع في البنوك في مسرحية السلطة والمخدوع بالربح السريع ليصبح وكأنه ممول الفساد ويخسر كل شيء وقد يكون ونفسه !!..
والمستثمر نزيه يسأل نور المخرج (زياد ) ويذكّرة بأنه أخبره بكلفة المسرحية حوالي 80 الفاً والإنتاج سيكون 200 الفاً٠٠ لينكر زياد ويقول أنه كان قد أخبره ان الكلفة ستكون 200 الفاً٠٠ وأضاف نزيه: وهل الإنتاج 80 الفاً؟!.. فاتهمه زياد بضعف الإيمان وليتكل على الله٠٠ وإن شاء الله المسرحية بتنجح !!..
كما هو دعاء زعماء السياسة والمذاهب اليوم للنجاة بالوطن وما أقترفته أيديهم!!..
ويأتي دور أبو الزلف وأسرته العتابا والميجانا والموليا٠٠ ليسجل إعتراضه وبإسم العائلة على زياد لانه يزجهم كل مرّة في واقع لم يعد يشبههم وأنهم في وادٍ وزياد اللبناني في وادٍ لأن الاودية اللبنانية أصبحت مراكز تدريب والعناقيد هي بأكثرها قنابل عنقودية والدوالي ملالي وملالات وجرن الكبة استبدل بمولينكس صيني والدابة ( ٠٠٠٠٠٠٠٠٠ اترك لكم تعبئة الفراغ ٠٠ وما تبع ) ٠٠٠٠
ووسط كل هذة المعمعات يتصل ويتواصل زياد مع الكولونيل خليفة ليطمئن عن الاوضاع الأمنية في بيروت ومحيط المسرح من أجل سلامة خروج الفرقة٠٠ وتأتيه المعلومات عن باقي المحافظات ما عدا طلبه!!..
ويختلط عليه وعلينا وعلى كل الوطن بين شي فاشل على خشبة المسرح او على كامل الوطن ٠٠٠
ولم نعد نميّز ما هو المقصود بالدبكة اللبنانية هل هو الفولكلور أو قد تعني دبكت وزغرد الرصاص بطرابلس أو خلدة ٠٠ وما هو الفرق بين هزّات البلد وكل سمّات وهزّات البدَن ٠٠ أو هزّة نواعم لخصرها الحرير ٠٠٠
وخلّي الشَعر الناعم مع الهوا يطير ٠٠ وطار البلد ٠٠٠
والله يرحم عصام رجّي ٠٠٠
بقلم المهندس عدنان خليفة

شاهد أيضاً

مرحلة ” هيهات منّا الذلة ” والرسالة التي وصلت واضحةً :《راياتنا لن تسقط !》

  بينما يحاول العدوّ الإسرائيلي الضغط عبر التهديد والوعيد بإحتلال رفح ليُقنع محورنا المقدّس ” …