التلطيخ السياسي المتعدد الأهداف وفقا لحملة ممنهجة /لبنان

الكاتبة رنا العفيف

وزير الإعلام اللبناني يتعرض لحملة شرسة لإدانته الحرب على اليمن قبل توزيره ،حيث قال في مقابلة قديمة له أن الحرب على اليمن حرب عبثية لتقوم بعد ذلك السعودية بنبش سياسة الماضي بطلب من الموساد الاستخباراتي لتندلع أزمة الإبتزاز السياسي بعد أحداث الطيونة ، علما أن الوزير قرداحي لم يخترق سيادة أي دولة ضمن إطار قضية التعبير عن الرأي ، فإذا ماهي الأهداف المتعمدة والمتعددة من هذة الحملة وإدانة القرداحي ومطالبته بالإستقالة والإعتذار .

على مايبدو أن هناك ماكينات إعلامية تروج لتشويه صورة المقاومة بصورة أو بأخرى وأن هذة الحملة الإرهابية على الوزير لا تقل أهمية عن أحداث الطيونة فالأحداث شبه متطابقة لماذا القرداحي بالذات من المعروف أن القرداحي شخصية مقاومة ووجه بارز بالفكر الإعلامي المقاوم ولا نرى كما تابعنا بالمقابلة أي إساءة ولا حتى ضرر لأي دولة في قضية التعبير عن الرأي فلماذا كل هذا الغضب السعودي الرياضي ؟

المستهدف من هذة الحملة ليس فقط الوزير اللبناني بل لبنان بشكل عام والمقاومة بشكل خاص ، فعندما قال قرداحي لا يجوز أن يظل لبنان عرضة للابتزاز كان يقصد أن هناك إرهاب فكري واعلامي وسياسي تحاول السعودية إبرام سياسة الشعوب وإسكاتها بكتم الحقائق عن طريق شراء الأصوات الإعلامية بالمال ، وفي حال فشلها بتحكم سردية الحرب على اليمن تقوم بسياسة تقطيع الأوصال كما فعلت ب لصحافي الخاشقجي معتبرة نفسها أنها الوحيدة في العالم التي تستطيع إبراز السيطرة على الخطاب الإعلام السياسي بحسب قناعتها هذا من جهة أما من جهة ثانية من الواضح أن السعودية تقوم بحرف الأوضاع مسلطة الضوء على القرض الحسن الذي وصفته بالإرهاب والقرض الحسن معروف لدى الجميع وهذا يعني أن السعودية تقوم بتوسيع رقعة المواجهة مع حزب الله لتشعل المنطقة فهذة هي حرب عبثية بالمعنى المباشر والحقيقي ليس كما يشنون حرب ممنهجة بالاعلام السياسي لأن وزير الاعلام اللبناني كان يقصد بالحرب العبثية على اليمن حرب غير منتهية وهنا الفرق شاسع وواسع تخلقه السعودية وفقا لحليفها اسرائيل ، وإذا فرغنا كلام الوزير نرى مفرداته علمية منطقية لا تنطبق على مواضيع مذهبية او طائفية ولا عنصرية وغيرها لتبقى هذة الحملة الممنهجة خدمة بالمجان تقدمها السعودية لصالح اسرائيل ورعاتها في الداخل اللبناني كنوع من تصفية حساب المقاومة وقد نرى خلفيات خبيثة تطال ليس فقط شخصيات وإنما لبنان وخط الدفاع الأول عنها حزب الله فالأيام القادمة كفيلة بكشف المستور وما تخبأه السعودية والرياض وسيسدل الستار قريبا إذا ما دخلت لبنان في ازمة دبلوماسية حادة لا قدر الله وهناك اطراف تسعى لخلق فوضى عارمة لزج المنطقة برمتها ضد محور المقاومة فالصراع هنا متعدد الأوجه لربما .

رنا العفيف