الطيونة…جريمة ومجزرة في وضح النهار خطط لها علناً!

 

بقلم// جهاد أيوب

ما حدث بالأمس في الطيونة اعادنا إلى أيام الحرب الأهلية التي مضت في عام 1975، وأكدت أن كل حروبنا فاشلة توصل إلى الموت المجاني!
التظاهرات حق، وكل المناطق اللبنانية من حق كل اللبنانيين أن يسكنوها، ويمروا على طرقاتها، ولا يحق لفئة حاقدة تعمل على تنفيذ أوامر مشاريع خارجية من أجل حفنة من الدولارات من منع المواطنين من المرور!
ما حدث بالأمس جريمة وجب وضع النقاط على حقيقتها، ومحاسبة القاتل، المجرم، الفاعل، وكل ما هو خارج العقاب، ومع ان كشف الحقيقة المكشوفة للأطفال قبل القضاء اللبناني هو باطل، وسيوصل ما تبقى لنا من وطن ومن عمر إلى الهاوية، وإلى مزيد من التقوقع، والانقسام والموت المجاني!
من ارتكب جريمة أمس واضحاً كلياً، وتصريحات جماعات سمير جعجع التي باركت ما وقع خلال “الحرب الأهلية البروفا” أوضح من الشمس، ولا تحتاج هذه الجريمة إلى براهين أكثر مما جاء في براهينها الذي دبر في النهار والليل والفجر والصباح وعبر الهواتف النقالة تحت نظر ومسمع المسؤولين!
لا قيمة لأي حسابات انتخابية بعد الذي حدث، ولا حاجة لأي استنكارات تستثمر ما تبقى من أرواح، ويكفي التعامل كأنكم أنبياء، والواقع يؤكد انكم لا تعيشون إلا على الدماء!
صبر قيادة المقاومة وجمهورها وبيئتها كان جلياً ومشرفاً، ولكن الحسم أصبح مطلباً لا بد منه، ومن المعروف أن من قدم الدماء من أجل الوطن دون منة، ولم يطلب المراكز في الدولة لن يسمح بتكرار ما حدث في خلدة وفي شويا وفي الطيونة، ولم يعد مسموحاً إعادة سكب الدماء على يد أرباب الحقد!
قد يخرج علينا من يقول أن من تظاهر استفذ من هم بالأصل لا يعيشون إلا على القتل، ولكن من قنص، ومن وجه سلاحه إلى الرأس والقلب يدل على جريمة مقصودة ومتعمدة، لذلك الجريمة تحتاج إلى حكم سريع لكون كل الأدلة مكشوفة بفجور من اعتاد القتل والكمائن الدموية!
الخميس الدامي والاسود أسقطت أدعياء الوطنية، وتجار الأوطان من زعامات مفروضة على الوطن والمواطن بقرار غرف سوداء تحرك هذه الزعامات وجماعاتها!
واخطر ما ظهر جلياً في أحداث الطيونة كان انكشاف دور سمير جعجع وقواته، والإعلام اللبناني!
سمير جعجع أكد للمرة الألف أن خطابه يعيش على الدماء، والحروب الداخلية التي وفي كل مرة تساهم في هجرة المسيحيين وتهجيرهم من مناطقهم!
والإعلام اللبناني بغالبيته كان مكشوفاً، يبرر عملية إجرامية منظمة، ولا يعرف هذا الإعلام إلا أن يكون طرفاً في كل الحروب الداخلية!
حتى الآن لبنان لم يعد حاجة للعيش الكربم، الوضع الاقتصادي مزري، الوضع القضائي مسيس ولا وجود للعدالة فيه، والقاتل يفاخر بجرائمه، ويدافع عن قضاء لا عدالة فيه، والوضع السياسي زعامات فاسدة وطائفية قاتلة، ورجال الدين بأكثريتهم شركاء في الفساد والدماء، والوضع الصحي تحت الصفر، الوضع الإعلامي إجرام ومرتزق وبوقاً لأعداء الوطن، والفن تافه، والثقافة ماتت، والخبز مشكوك بكونه ينتمي إلى الخبز الصحي، والخضار والفاكهة لا أحد يعلم من أين وعلى ماذا تتغذى، وغياب المسرح والقصيدة… نعيش التخفي من الحياة، لذلك لا بد من معجزة أو حسم من قبل من هو متمكن من الحسم من أجل ما تبقى من وطن، ومن أجل العدالة ودماء من سقط في المرفأ وعكار والطيونة التي ارتكبت معركتها بالأمس … إنها جريمة ومجزرة وقعت في وضح النهار، وخطط لها علناً، ومن ارتكبها نفذ مخططاً خارجياً، وذهب إلى ما هو حرق البلاد!

شاهد أيضاً

8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة

تؤثر خيارات نمط حياتنا بشكل كبير على صحتنا، حيث يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي أو …