*إتفاق “AUKUS” الثلاثي تم من وراء ظهر ماكرون في قمة “G7” فكيف يفكر الأوروبيون؟*

 

*السفير الأممي هيثم أبو سعيد لـ”كواليس”: هذه المعادلة التي منعت استهداف القوافل*

• *أحمد موسى*

*ما قاله وما فعله الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وبعنجهيّة، تجاه اوروبا، يفعله اليوم الرئيس بايدن، ولكن بدبلوماسية وبتهذيب، فالقارتان “أميركا وأوروبا” لم تشهدا تاريخياً اختلاف وخلاف وانحسار ثقة، مثلما تشهده اليوم، فالدوافع لكلا الرئيسين ليس فقط مصلحة امريكا، وانما الحيلولة دون انهيارها، او تمديد عمر هيمنتها وسيطرتها، ما جعل السبب الإستراتيجي وبامتياز، امريكا مع حليفها “اوروبا” على “مفترق طرق”، فما عقدته امريكا مع استراليا وبريطانيا باتفاق “اوكوس”، وانما ايضاً عدم التفاهم والتشاور مع الجانب الاوربي والناتو من انسحابها من افغانستان، بأعتبارهم جميعاً “امريكا والغرب والناتو” كانوا في افغانستان بجبهة تحالف الغرب، أمر سبّبَ احراجاً وإخفاقاً جماعي لهم امام شعوبهم والعالم.*

 

*الأوربيون والإنكفاء الأميركي*
فالاوربيون يدركون الآن وأكثر من أي مرحلة مضت، أنَّهم فقدوا ثقتهم بحليفهم الامريكي وعدم تردده في تهميشهم، بل وقوّتهِ وهيمنتهِ الاقتصاديةِ والعسكريةِ، وحتى مكانتهِ الدوليةِ، وأنَّ لإسرائيل الأسبقية والأولوية، عليهم، بالإستشارة وبالمعلومات الإستراتيجية، فأمريكا لم تعُدْ كما كانت، ومرحلة من الانكفاء تنتظرُها، فالتعريةِ التي تنهش في جسدها جعلها أمام وضعٍ تُحسد عليه.
“إن بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا اتفقت على تفاصيل الشراكة الأمنية خلال قمة مجموعة السبع في حزيران/يونيو الماضي ببريطانيا، دون علم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”.
وقالت صحيفة “صنداي تلغراف” ، إن وزير الخارجية البريطاني آنذاك، دومينيك راب، “شارك في إبرام الصفقة”، في الوقت نفسه، “لم يلتفت الوزير إلى التحذيرات من أن ذلك قد يضر بالعلاقات مع الصين وفرنسا”.
*إتفاقية “AUKUS”*
وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق المتعلقة بالإتفاقية الأمنية الثلاثية “AUKUS” تم تصنيفها في الحكومة البريطانية على أنها “سرية للغاية”، وتسببت الاتفاقية الأمنية الثلاثية في “أزمة بين فرنسا من جهة، والولايات المتحدة وأستراليا من جهة أخرى”، كما أدت الاتفاقية إلى “إلغاء أستراليا صفقة شراء غواصات فرنسية تقليدية واستبدالها بأخرى أمريكية عاملة بالوقود النووي”، ما دفع باريس إلى وصف الأمر بأنه “خيانة وطعنة في الظهر”، واستدعت سفيريها في الولايات المتحدة وأستراليا للتشاور.

 

 

*أبو سعيد*
السفير الدكتور هيثم أبو سعيد ومن موقعه كسفير الشرق الأوسط للجنة الدولية لحقوق الإنسان والمبعوث الخاص للمجلس الدولي إلى جنيف تحدّث لمجلّة “كواليس” عن جملة من المستجدات الدولية والإقليم والتشابك الأوروبي (الفرنسي) ـ الأميركي المستجد والصين، وكسر الحصار من خلال النفط الإيراني والإدارة الأميركية وانسحابها من أفغانستان.
*كسر الحصار*
وقال السفير الدكتور هيثم أبو سعيد أنه منذ بداية “الأزمة النفطية” قام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بـ”تحذير معظم القوى السياسية اللبنانية القيام بواجباتها تجاه المواطن اللبناني وتأمين المتطلبات الحياتية اليومية له”، إلا أن القيميين آنذاك “لم يستجيبو لذلك”.
وعليه قام بالخطوة الأولى بتأمين مادة المازوت على ان يستتبعها المشتقات النفطية الأخرى، “كاسراً” بذلك الحصار الاميركي “قيصر” على سوريا ولبنان.
واعتبر، إن كسر الحصار قد بدأ منذ اعلان ووصول النفط الإيراني إلى لبنان، وعن طريق سوريا التي أثبتت مما لا يحمل أي إلتباس، الدلالة الدامغة على ذلك، لتأتي عملية استجرار الكهرباء من مصر إلى الأردن وصولا إلى لبنان عن طريق سوريا.
*انتصار الخط الاستراتيجي*
لفتاً إلى أن دخول النفط الإيراني إلى لبنان هو “انتصار للخط الاستراتيجي الذي تمثله المقاومة اللبنانية بكل معانيها”، كما ذكرت الصحف الاميركية ذلك وعلى رأسها “نيويورك تايمز” وما تمثله من دعم للكيان الاسرائيلي، إلا ان هذا لا يعني ان هذا المحفل قد استسلم للواقع وهو سيحاول الالتفاف على هذا “الإنجاز الكبير”، لذلك المطلوب الوعي من قبل المقاومة اللبنانية لأي اجراء أو “خطوات تصعيدية”.
ورأى أن “عدم استهداف ناقلات النفط الإيرانية” سواء التي ذهبت إلى فنزويلا أو لبنان “ترك استرخاء نفسي في دوائر الأمم المتحدة لعدم القيام بتصعيد امني في المنطقة بين إيران والكيان الاسرائيلي الذي قد يشعل حرباً كونية”.
*مغامرة انتحارية*
أضاف، مما لا شك فيه، أن خطاب السيد نصرالله ترك الأثر الكبير لعدم استهداف البواخر الإيرانية عندما اعتبرها أرضاً لبنانية، أي بمعنى “أن أي اعتداء عليها وكأنه اعتداء على أراض لبنانية، وعليه سيتم الرد بالصواريخ على أماكن مماثلة داخل فلسطين المحتلة لأهداف إسرائيلية”، كما ان “الوضع الإقليمي والتسويات القائمة لا تسمح بأي مغامرة انتحارية” في هذا الصدد.
مشيراً إلى ان الجهة الأساسية التي ضغطت معروفة، وهي “الولايات المتحدة الاميركية والدول الأربعة التي تسعى إلى اعادة الاتفاق النووي إلى مساره الطبيعي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، كما ان هناك “إشارة روسية وصينية” في هذا المنحى.

*فرنسا تكشف عن غواصة نووية جديدة تقول إنها ستضمن نفوذها البحري لعقود قادمة*

 

‎*الأزمة الفرنسية ـ الأميركية المستجدة*
وعن أزمة التشابك الفرنسية ـ الأميركية المستجدة على خلفية صفقة الغواصات الفرنسية مع أستراليا، وصفها السفير أبو سعيد بأنها بالدرجة الأولى “تضارب مصالح اقتصادية” بين فرنسا من جهة واميركا وبريطانيا من جهة أخرى، حيث “الصراع واضح بين القارة العودة وغطرسة لميركل بوضع اليد عليها كاملاً”.
السفير أبو سعيد لم يستبعد أن ما يجري من صراعٍ بين اميركا وفرنسا يُذكرنا بما جرى عام 2013 في الحرب على العراق بقوله:
“قد يكون وجه التشابه موجود”، إلا ان الصراع ذهب باتجاه الغواصات والمعامل العسكرية وهذا يعني “تأزيم وهوّة كبيرة في العلاقات”، معتقداً، ونقول قد “ينعكس سلباً على بعض التسويات في المنطقة”.
وحول انعكاس ذلك يؤسّس ويعكس “أزمة عميقة”، رأى السفير أبو سعيد إن هذا ما أشرت إليه أعلاه الذهاب إلى “تشنجات في العلاقات بينهما”، إلا اننا نعتقد ان هذا الأمر سيكون محصوراً بعد فترة وجيزة، لكن الحذر بينهما سيكون سيد المواقف ولن تكون هناك تمريرات سياسية بسهولة و”سيلعب الكل أوراقه للحصول على المكاسب في التسويات الكبرى وسنشهد اصطفافات مختلفة هذه المرّة”.
*الإتحاد الأوروبي والأزمة الديبلوماسية*
ورأى السفير الدكتور هيثم أبو سعيد أن الدور الأوروبي سيكون محصوراً بما أشرنا إليه آنفاً ضمن المقاربات السياسية المستقبلية، ومن ضمنها العلاقة في الناتو، وإذا ما قام الحلف المقابل بأي عمل استفزازي قد يعيق هذا الأمر.

شاهد أيضاً

الاعلامي في طرابلس سامي كليب في لقاء حواري خاص نظمه المركز بعنوان “غزّة حلقة في مسلسل التدمير الممنهج للوطن العربي”

استقبل مركز مولوي الثقافي برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، ضمن فعاليات طرابلس …