تابع الجزء الثانى من حفلة تأبين الكاتب السورى محمد غازى التدمرى

 

سورى الموطن  و مصرى الهوى

ليلى الدسوقي – مصر

ذهبت الى مقر رابطة الادب الحديث لحضور حفلة تأبين الكاتب و الناقد السورى محمد غازى التدمرى الثلاثاء  17 اغسطس 2021 الساعة السادسة مساءا بعد ان وافته المنية يوم 7 اغسطس 2021

بعد نشر دعوة من قبل رئيس الرابطة الاستاذ فايز جعفر للجميع على صفحة الرابطة بالانترنت

صعدت سلم العمارة بشارع شريف بجوار البنك المركزى عمارة سفارة الجزائر الدور الثالث صعدت الدور الاول كأنه دورين كاد قلبى يخرج من صدرى

اخير وصلت دخلت مقر الرابطة وجدت الاستاذ احمد يلعب الطاولة و امامه مقعد الاستاذ غازى فارغا كان صامتا و حزين الوجه ، لا يقول شىء فهى ارادة الله ، كان يلعب وحيدا و ينقل احجار الطاولة و كأن الاستاذ غازى موجود أمامه و يلعبمعه

ألقيت عليه التحية و المواساة فى صديقه الاستاذ غازى و دخلت الحجرة وجدت حشد هائل من اصدقاء و محبى الاستاذ غازى منهم :

الاستاذ عبد القادر الحصنى احد ابناءبلدته حمص والشاعر الكبير محمود مفلح والشاعر اسامة عيد والقاصة ايمان حجازى والشاعر المهندس صابر صالح والمستشار عز الدين عبد ربه و الصحفى الشاعر سيد عثمان والقاصة سعاد عبد الله والشاعر ناصر رمضان والشاعر اليمنى نبيل الفودعى والشاعرة اليمنية فكرية مسعود وارتجل الشاعر سمير رشوان قصيدة ترحما على المرحوم كما حضر الشاعر رؤوف جميل والروائى احمد فتحى عوض. و الصحفى ياسر حماد ولفيف من الكتاب والشعراء.

كما مثلت دار الكتاب العربى فى الحضور واتت بمجموعة من الاعمال التى قام باعدادها المرحوم محمد غازى واصدرتها الدار وكان الاستاذ جمال ممثلا عن الدار .

ترأس الندوة الاستاذ فايز جعفر و قدم كل شخص كلمته و سرد لنا مواقفه مع الفقيد و ذكر لنا الاستاذ جعفر جزء عن حياة الاديب غازى قائلا :

هروبا من اهوال سوريا الى بولاق الدكرور بمصر منطقة شعبية بسيطة ،  هناك يقطن بإحدى العمائر الاديب السورى محمد غازى يصمت ( جعفر ) كإنه يستدعى اللحظة لقد أخبرنى الاستاذ غازى انه فتح موتور المياه ذات مرة و نسى ان يغلقه نادت عليه بصوت عالى الجارة اللى فى الدور العلوى اقفل الموتور يا اللى تحت ( كما عادت المصريين بالاحياء الشعبية )

و بعد فترة اصبحا صديقان بل العمارة كلها اصبحت تعرفه و تحبه حتى اصدقاء الجامع و الزواية اللى تحت العمارة التى كان يصلى بها و الحلاق الكل يعرفه فقد اصبح معروف لدى الجميع اصبح له عائلة كبيرة بمصر لا تتركه وحيدا بعد اليوم

لقد هاجر ابنه طلال الى الكويت ظل غازى يعيش وسط ابناء بولاق الدكرور سنوات عديدة و قد اصيب بإغماء مفاجىء متكرر لمدة 3 شهور و ذات مرة سقط على آثر الاغماء على الارض طلبوا له الاسعاف

فقالت إمرأة بصوت عالى يا جماعة ارفعوه على السرير بدل ما هو  مرمى على الارض كده ، عنصر المفاجئة كان اقوى منا جميعا اتلهينا فى الصدمة و نسينى نرفعه ، رفعناه على السرير

حضر الدكتور و نظر فى عينيه قليلا و سمع نبضات قلبه و قال بعد فترة و نحن نحملق جميعا فى وجه الدكتور لعله يقول لنا فى نبض ، لسه عايش و يخلف ظننا

لكن للاسف قال لنا هبوط حاد بالدورة الدموية مع انخفاض شديد بضغط الدم

ساد صمت رهيب كأنه دهر و شعرنا بحزن يغمر قلوبنا لا حول لنا و لا قوة نشعر بقلة الحيلة و بارادة الله التى هى اقوى من اى رغبة بالبقاء على قيد الحياة

كان سلم العمارة ضيقا جدا و ملفوف فكرنا نقوم بالغسل فى الجامع او الزاوية او مدخل العمارة قالت جارة له يا جماعة يتغسل مكان ما مات

كان هناك شاب أسمر اللون ملتحى ذو هيئة انيقة نحيل الجسم متوسط القامة يهرول لإنهاء اجراءات الدفن بمكتب الصحة و ناولنى تصريح الدفن

و اخيرا حضر المغسل و قال يا جماعة اللى عاوز يدخل الغسل يتوضأ و يدخل و دخل الشاعر احمد فتحى ( صاحب قصيدة مهمشون الذى كان يشاكسه الفقيد بإستمرار بود ) و دخل الاستاذ فايز و الحاضرين و قال الاستاذ فايز للشاب الملتحى اسمر اللون ذو الهيئة الانيقة اتفضل ادخل معانا

رد الشاب سريعا و بدون تفكير  : لا

فسكت الجميع فى ذهول لماذا يرفض هذا الشاب دخول الغسل ده ثواب و ظهر على بعض الموجودين الضيق

قال له الاستاذ فايز : ليه هو مش كان جار اختك و اصبح صديقك و كنت تعتبره زى والدك
قال : نعم لكن لا ينفع
قلت له : لماذا
قال لنا : لانى مسيحى

كلنا نظرنا إليه نظرة تقدير و شكر و احترام

هذا هو الشعب المصرى يد واحدة مع انسان بلا وطن ، بلا اهل يعيش وحيدا و يموت وحيدا و الكل يصبح له بمثابة الاهل و العائلة

و بعد الغسل عانى الجميع فى نزول الجسمان بسبب ضيق السلم و اخيرا دخل سيارة تكريم الموتى و صعدت معه سيدة جارة له فى العمارة

و قد قال لها السائق رايحه فين يا حاجة ده احنا هنروح بلبيس

ردت قائلة هروح معاه بلبيس علشان اودعه الوداع الاخير امال اسيبوه وحده بالسيارة و محدش يقرا بجنبه قران

و هكذا غطى الثرى الجسد المغترب ، عاش بعيد عن سوريا و دفن بعيدا عن تراب الوطن

وداعاً أستاذى محمد غازى التدمرى

الوفاة 7 اغسطس 2021

حفلة التأبين 17 اغسطس 2021

شاهد أيضاً

وليد جنبلاط واستقبال كبير في عاصمة الأم الحنون للموارنة

بقلم ناجي أمهز المقدمة وأتحدث هنا عن زعيمي هما الشهيد رشيد كرامي ووليد جنبلاط رشيد …