في الحنين للأستاذ.. الدموع في عيون هيكل؟!

 

دموع الأستاذ كانت عصية ولكنه ذرفها في مواقف تاريخية محددة: يقول الأستاذ بكيت في خمس مواقف

المرة الأولي كانت _ عند إنسحاب الجيش المصري من مدينة المجدل عام 1948 . «وقفت على سفح الهضبة العالية التي تقبع فوقها غزة.. ولم أشعر إلا وأنا أغطي عيني بيدي باكياً أنهنه وأذرف الدموع كأنها جمرات نار».

و كانت المرة الثانية _ يوم أن «أُحرقت القاهرة» عام 1952م كانت ألسنة اللهب في كل مكان، وكانت الفوضى هي التي تحكم وتملك. وكانت الشوارع مغطاة بالرماد وبقطع الخشب التي ما زالت تشتعل والنار تسري فيها بعد أن أحالتها إلى فحم.
حريق القاهرة كان تذمراً من الذين لا يملكون شيئاً، ضد الذين يستحوذون وحدهم على حق الحياة!.

أما المرة الثالثة _ كانت يوم «النكسة» الجمعة 9 يونيو 1967.. إذ لمحت دمعة في عيني عبد الناصر لأول مرة في حياتي وكان يستعد لإلقاء خطاب التنحي.. واستدرت خارجاً من غرفة مكتبه، فلم أكن أريده أن يرى دمعة أخرى في عيني!

 

و كانت المرة الرابعة _ في أثناء اللحظة الرهيبة التي وقفت فيها بجوار فراش جمال عبد الناصر وهو يجود بالنفس الأخير.. لم أبكيه لحظتها.. بل بكيته يوم تشييعه يوم الخميس 1/أكتوبر 1970م لأنه كان رفيقاً حميماً وسيظل ظني به أنه ليس فقط إنساناً عظيماً وإنما تاريخاً عظيماً أيضاً. وقلت لنفسي هذه هي سفرته الأولى التي يذهب فيها ولا أكون في رفقته!

وبكيت للمرة الخامسة _ يوم السبت 19/11/1977 يوم وصول السادات إلى القدس مساءاً.

رحم الله الأستاذ محمد حسنين هيكل.

شاهد أيضاً

حنان” الإيرانية تُوقع بعسكري ~إسرائيلي~ :

  ‏ السجن 10 أيام لعسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية لفتاة أغوته وتبين أنها …