رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمستشفى مرجعيون الحكومي الدكتور مؤنس كلاكش: وعدنا معالي وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن، بإستكمال مشروع مبنى المستشفى الجديد



بفضل همة الرجال المؤمنين برسالتهم الطبية والإنسانية ويقظة الضمير، حققت مستشفى مرجعيون الحكومي نقلة نوعية ومتميزة وحازت على ثقة أهلنا في المنطقة والجوار، بعد أن كانت غارقة بالإهمال كما الكثير من مؤسسات هذا الوطن الذي عاني وما زال من فساد مستشرى طال أبسط حقوق المواطنين.

لمسات الدكتور مؤنس كلاكش واضحة وجلية ليست فقط مهنيًا والتي أهلته لأن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، بل من تعاطفه الإنساني الممزوج بالمحبة والرغبة الكبيرة في خدمة أهله وأبناء وطنه، فإذ به يعطي وقته وكل قلبه لتكون المستشفى التي نقلها من الأهمال المزري إلى واحة شفاء وطمأنينة يحتاجها أهل المنطقة الذين عانوا عذابات مختلفة أهمها وجودهم على تماس مع عدو شرس يتفنن في طرق أذيتهم قبل أن يضع رجال الله معادلتهم، وإن كان خطره ما زال متربصًا الأهالي شرًا.

اللقاء مع رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمستشفى مرجعيون الدكتور مؤنس كلاكش سبقه صيته على لسان الأهالي الذين كنا نلتقيهم، ممن يلجأون إليه إحساسًا منهم أنه واحد من أسرتهم، يهتم بهم من دون تفرقة، يعالج أمراضهم ويسكن قلوبهم بكلمة طيبة حتى اصبحوا يختارون المستشفى عن طيب خاطر وليس للضرورة فقط..

الحديث مع الدكتور كلاكش الذي شمل وضع المستشفى سابقًا وحاليًا ومستقبلًا، حيث الأمنية بالإنتهاء من المبنى الجديد الذي سيسع لأكثر من 100 سرير، وبخدمة أفضل للمرضى من حيث تجمع العيادات والأقسام في مكان واحد. هذا الحديث أكد ما سمعناه عن حماسة الدكتور كلاكش ليكون المستشفى بحساسية موقعه بحلة جديدًا صرحًا صحيًا مهمًا، واشعرنا بأن الوطن ما زال بخير لوجود أبناء مخلصين لعملهم ورسالتهم وقسمهم، جادين في تضحياتهم في سبيل الصالح العام وليس الصالح الشخصي الذي أصبح نهجًا أكل الأخضر واليابس وتسبب بفساد نئن اليوم من ثقله متضرعين لله أن ينقذنا وينقذ وطننا من أزماته..



*تعريف عنكم كرئيس لمجلس الإدارة ومدير عام مستشفى مرجعيون الحكومي، ومما يتألف مجلس الإدارة وصلاحياته ومسؤولياته، وبالتالي النقلة النوعية التي تحققت بعهدكم وبات هذا الصرح الطبي يقدم كافة الخدمات الطبية منفردًا عن سواه في مناطق مرجعيون – حاصبيا – تبنين وبنت جبيل؟

أولًا: أرحب بكم وأثمن مدى غيرتكم على هذا الصرح الطبي، وما أود قوله: هذا المستشفى وبعد التحرير عام 2000 تحول من مستشفى حكومي إلى مؤسسة عامة بموجب مرسوم صادر عن مجلس الوزراء يديره مجلس إدارة مؤلف من رئيس مجلس إدارة ومدير مستشفى وعضوين ومفوض حكومة وهو تحت سلطة وصاية وزارة الصحة بشخص الوزير تحديدًا كالأعمال الإدارية والطبية والمستجدات التي تحصل في المستشفى وهو أيضًا يتبع لمراقبة ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي اللذان لهما سلطة على معظم المؤسسات العامة في البلد.

وسابقًا كان مستشفى حكومي مرتبط بوزارة الصحة مباشرة من حيث الكادر الطبي والموظفين والرواتب، كذلك كافة التجهيزات والمعدات الطبية على عاتق وزارة الصحة.

في العام 2001 تحول المستشفى إلى مؤسسة عامة لها نظامها الداخلي من خلال مجلس إدارة ومدير عام، وباتت سلطة مستقلة مجلس الإدارة يرسم الخطط والمدير ينفذ، وهناك بعض المشاريع والخطط تتطلب موافقة الوزارة عليها شخصيًا.

كل من تعاقب على وزارة الصحة من وزراء كانوا بمنتهى

الحرص والتعاون على رفع شأن المستشفى الحكومي

وهناك تسعيرة لكل مرجع إن كان على حساب وزارة الصحة أو الضمان أو تعاونية موظفي الدولة، نعتمدها بدقة والمستشفي له إستقلالية لجهة تأمين المعدات الطبية اللازمة بإجراء المناقصات وإستدراج العروض من الشركات المستوردة وفق آلية معتمدة ووفقاً للمراسيم المرعية الإجراء بعد إبلاغ وزارة الصحة، لآجل أخد العلم والموافقة ، بإستثناء الصفقات التي تتجاوز المئة مليون ليرة، تتطلب موافقة معالي وزير الصحة العامة. وكافة الموظفين والمتعاقدين مع المستشفى يقبضون من صندوق المستشفى، كذلك الامر بالنسبة للمشتريات كافة، تتعامل الوزارة معنا كأي مستشفى خاص، إنما برعاية خاصة كمستشفى حكومي مع التنوية إلى أن الوزارة تدعم المستشفيات الحكومية في حال تعثرت أحداها، إنما تستردهم لاحقًا “قيمة الدعم”.



*هل من نظرة لوزير صحة تختلف عن سواه تجاه هذه المستشفى؟


كل من تعاقب على وزارة الصحة من وزراء كانوا بمنتهى الحرص على رفع شأن المستشفى الحكومي. ومؤخرًا كانت زيارة لمعالي الوزير الدكتور حمد حسن، أطلع خلالها على أوضاعها وزودناه بما لدينا من آراء ومقترحات ومطالب خاصة إستكمال مشروع المبنى الجديد سعة ١٠٠ سرير والذي توقف العمل به منذ ثلاث سنوات ، فبتوجيهات من الوزير علي حسن خليل ورعايته الدائمة للمستشفى تم تقديم بعض التجهيزات الطبية الضرورية ورفع السقف المالي للمستشفى وإعطاء المساهمات المالية ، وهو يعطيها الاهتمام الكامل والرعاية الدائمة ، لأن هذا الصرح الطبي يقع بمنطقة حساسة محتلة بمحاذاة الحدود اللبنانية – الفلسطينية، وتغطي منطقتي مرجعيون – حاصبيا، حتى بعض قرى محافظة النبطية.


عندما توليت باديء الأمر منصب مدير المستشفى ولاحقًا رئيسًا لمجلس الإدارة، لا شك هناك مسؤولية كبيرة ومضاعفة وكان وجودي تحديًا، سيما وكانت أوضاعها لا تُحسد عليه، تفتقر إلى الكثير من الخدمات الطبية والتجهيزات والمعدات بسبب عدم تعاقدها مع وزارة الصحة، والأسلاك العسكرية والضمان الإجتماعي وتعاونية موظفي الدولة، وأجريت نقلة نوعية في كافة مفاصلها بدءًا من تخفيف عدد موظفيها الغير مستوفية شروط عملهم وأجريت صيانة عامة للمبنى، وتحديث للخدمات الفندقية وشراء معدات وتجهيزات حديثة متطورة، كل ذلك عبر لجنة المشتريات أو لجان صرف وعليه تم تخفيف المصاريف ، وبتوجيهات من دولة الرئيس نبيه بري الراعي الدائم للمستشفى منذ التحرير تم تقديم بعض التجهيزات الطبية على عاتق مجلس الإنماء والعمار وإعطاء المساهمات المالية ورفع السقف المالي ووضع حجر الأساس لإنشاء مبنى جديد لمستشفى مرجعيون الحكومي. وفي العام 2006 تضرر المستشفى بشكل كبير، عملنا على إصلاح الأضرار وإفتتاح أقسام طبية جديدة مع كادر طبي وأصبح للمستشفى إسم وشهرة وإزدياد ثقة المواطنين به، وتقديماته الطبية بدءًا من كافة العمليات الجراحية، بإستثناء عمليات القلب المفتوح، وهناك غسيل كلى وتمييل قلب وتركيب رسور وعناية فائقة قلبية وعناية حديثي الولادة، ولا ننسى بعض أصحاب الأيادي البيضاء من أبناء المنطقة والجوار في ظل جانحة كورونا بتقديم مساعدات مادية.



*يقال:من لا يعملون لا يخطئون، إذا ما حصلت أخطاء الأطباء، كيف تتعاطون مع واقعها؟

هناك مراقبة طبية عدا المراقبة اليومية والزيارات الدورية للمرضى في أسرّتهم والإطلاع على ملف كل مريض والعمليات التي أجريت والتأكد من حسن تنفيذها وهناك فرق بين الأخطاء الطبّية التي تحصل وهي قليلة جدًا، والمشكلة مع حالة المريض من الأساس بحيث تحصل عنده مضاعفات ما بعد العملية نتيجة إلتهابات او ما شابه، وطبعًا يحال ملف المريض إلى لجنة تحقيق طبية للوقوف على تحديد سبب الوفاة وما حصل معه أثناء العملية وما بعدها..! وعلى ضوء نتيجة تقرير اللجنة يُبنى على الشيء مقتضاه بإتخاذ تدابير مسلكية وهذا الأمر يحصل في معظم المستشفيات.



*كيف تعاطيتم مع “جائحة كورونا”؟

لا يمكن تحويل هذا المستشفى إلى مرضى الكورونا، لذلك لم نستقبل أي مريض مصاب بالكورونا، لأجل المحافظة على خصوصية المستشفى، فهناك حالات مرضية طارئة أهم من وباء الكورونا كالأزمات القلبية والحوادث وغسيل الكلى، إنما ما تمكنت من إنجازه بتجهيز غرفتين على مدخل الطوارئ خارج المبنى بمساعدة قوات الطوارئ الدولية الإسبانية، لفحص المشتبه بهم على سبيل الحجر، وفي حال ثبت إصابتهم يتم نقلهم إلى بيروت.

*كطبيب ناجح، لأجل ما تواجه من معاناة وعقبات، وبالتالي ما بذلته من المستحيل لتحقيق نقلة نوعية لدى الصرح الطبي بمراجعة ذاتية، هل كان لك رأي آخر بتوليك مسؤوليات هذا المستشفى؟

إذا كان شخصيًا لا أفكر بالعمل، أما على سبيل مصلحة عائلتي وأبناء هذه المنطقة العزيزة، لا بد من تقديمات وتضحيات لأنهم صابروا وعانوا وصمدوا وتحدّوا وما حققته على صعيد التقديمات والخدمات الطبية والثقة التي تحققت بهذا المستشفى لأبناء المنطقة لهو دليل نجاح وتقدم على كافة الصعد والمستويات. وأنا أؤدي رسالة إنسانية صرفة، وسعيد جدًا بعمل الخير الذي نزرعه ونلاقي صدى وثناء له.

بحكم عملي كمدير ورئيس مجلس إدارة، أقطع يوميًا مسافة 100 كلم ذهابً وإيابًا، وبنفس الوقت عضو مجلس نقابة الأطباء، وما حققته من نجاح، هو ثمرة تضحية وخبرة وشفافية وإصرار على تحقيق النجاح، في العمل ولو معنويًا، وليس الشهرة.. والقطاع الصحي في تطور دائم، وهناك تبادل بيننا وزملائنا الأطباء في العديد من المستشفيات المجاورة، إضافة لذلك حضورنا ندوات ومؤتمرات داخلية وخارجية والإطلاع على كل جديد في عالم الطب.



*تحصل أحيانًا طلبات ورغبة من ذوي المريض بنقله إلى مستشفى آخر رغم وضعه الصحي المتدهور ظنا منهم أنه سيلاقي علاجًا أفضل، كيف تواجهون هذا الأمر؟

نحن لا نجبر أي مريض على العلاج عندنا، حتى لو كان في وضع خطر على أثر حادث أو عارض ما.. وفي حال رغبة وإصرار ذويه على نقله يكون ذلك على مسؤوليتهم، لأن هناك محاذير كثيرة جراء نقله والوقت الذي يستغرقه للوصول إلى مستشفى آخر، خاصة في المدن كصيدا وبيروت. فالمريض عادة يلجأ إلى المركزية أي وسط البلاد “العاصمة” وليس أطرافها أو جبالها، على سبيل المثال إبن حاصبيا يحضر إلى مرجعيون، لا بصعد إلى شبعا، وإبن مرجعيون ينزل إلى النبطية أو صيدا، وإبن النبطية ينزل إلى صيدا وإبن صيدا ينزل إلى بيروت، وهكذا دواليك، تنطبق على معظم المناطق اللبنانية، ليس في منطقتنا فحسب.. لأن المريض يشعر بالأمان أكثر مع العلم عندنا المسافة والعلاقة مع المريض اقرب والتعاطي المباشر أفضل.



*مقارنة فيما خص تقدم الطب ما بين لبنان والخارج كيف توجز لنا ذلك؟

هذا مزاج وطبع لدى اللبناني مع العلم أن الحكمة عندنا باتت أفضل وجميع العلاجات والعمليات متوفرة كما الأطباء الإختصاصيين لكل الأمراض، وقياسًا على منطقتنا، ومن هذا المنطلق أقول في مستشفى مرجعيون أطباء أكفاء وممرضين ومعدات طبية متطورة وخدمات ممتازة وأطمئن أهالينا في المنطقة إن شاء الله لا يحتاجون إلى المستشفي وليطمئنوا بأننا على ثقة بكل ما نقدم من خدمات طبية متعددة بأفضل المعايير باذلين كل مجهود لنجاح أية عملية أو عارض صحي وهمنا اولًا وأخيرًا سلامة المريض وشفائه وأعتبار هذا المستشفى بيتي الثاني.

وشكرًا على هذا اللقاء..

وبعد اللقاء كان لنا جولة مع مدير المستشفى الدكتور مؤنس كلاكش في أقسام المستشفى وما تحويه من أجهزة حديثة بدءًا من غرف الحجر خارج مبنى المستشفى إلى الطوارئ المجهز لإستقبال أية حالة صحية ثم المختبر وغرفة لأشعة إلى غسيل الكلى، بحيث تسير العملية بتنسيق ومتابعة دقيقة من قبل الإدارة الحريصة بإشراف الدكتور كلاكش على كل صغيرة وكبيرة ووجود فريق طبي حاضر ومتأهب لكل طارئ في منطقة حساسة جدًا

فاطمة فقيه – فؤاد رمضان

شاهد أيضاً

وليد جنبلاط واستقبال كبير في عاصمة الأم الحنون للموارنة

بقلم ناجي أمهز المقدمة وأتحدث هنا عن زعيمي هما الشهيد رشيد كرامي ووليد جنبلاط رشيد …