كفرٌ وإيمان

تكريم الشاعر جريس البستاني في منتدى
شواطئ الأدب …..

عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه

لو كان يأتي الشعرُ
فيضَ دنانِ
لجعلتُ أجملَ صحوةٍ هذياني

وسكبتُ في الأنهار
خمرَ قصائدي
وسبقت هذي الأرض في دوراني

ومنحتُ للأشجارِ
برعم عاشقٍ
يعطي ثمار الجمر للبركانِ

لكن هذا الشعرُ ريشةُ كادحٍ
محراثُ فلاحٍ
وحقلُ أغاني

والشاعر السكرانُ
يثمله الأسى
ويسيل نهرُ القهرِ نزفَ معاني

إني لكثرة ما لمستُ
سكوتكم
ما عدتُ أشعر أنني لبناني

وكفرتُ بالانسانِ
حين بلحظةٍ
يعطي القيادَ لعابثٍ شيطاني

ويصير من صنف العبيدِ
فلا يرى
أنّ الخلاص بثورة الإيمانِ

أنا قد يئستُ من العمائم
بعضها
من لحيةِ المسموم والثعبانِ

من قادةٍ سرقوا البلادَ
وقسّموا
القانون مختلّاً بلا دوزانِ

من دمعة الفقراء تحكي
عجزَهم
من أنّةِ العطشانِ والجوعانِ

إني يئستُ من الجميعِ
إذا همو
قبلوا بدور ضحيةِ السلطانِ

واستمتعوا بالذلّ بعد خصائِهم
وبحالةِ التركيعِ والإذعانِ

يا أهلنا الموتى كفرتُ بموتكم
بسكوتكم
بمشاعر الغلمانِ

هم يركبون على الظهور جميعِها
والذئبُ آخى لعنةَ الرعيانِ

فالشعرُ بسملة الخلاصِ
وبلسمٌ
وشرارة تودي إلى البركانِ

والشعرُ ناقوسُ القرنفلِ
نورسٌ
قرعٌ لأجراسٍ
صدى أذانِ

والشعرُ عكّاز الطريقِ
وثورةٌ
وأمانةُ الرحمنِ للإنسانِ

والشعرُ هذا اليومَ يغدو
بيرقاً
لما يكرمُ جريسَ البستاني

هذا الكبيرُ بكلّ كلّ قصيدةٍ
بمواقفٍ
سطعتْ مدى الأزمانِ

بمسيرةِ علّتْ
أناجيلَ الشذى
ورأتْ خيوط النور في القرآنِ

بجلالةِ المعنى
بكلّ قصيدةٍ
كسرتْ بعزمٍ سطوةَ الأوثانِ

اليوم تجتمعُ القصائدُ
كلُّها
لتصير أعلى قامةٍ شطآني
********************************