*الإحتجاج الابدي :*

.من محاضرة عاشورائية للعلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض)

……..
إنّ تذكّرنا لمأساة (كربلاء)، يجعلنا نرفض مأساة الإنسان في فلسطين، ومأساة الإنسان في العراق، ومأساة الإنسان في كلّ بلد يسقط أحراره وأبرياؤه تحت تأثير الاستكبار العالمي. إنّ شعارات (كربلاء)، كقول الحسين(ع): “إلا وإنّ الدّعيّ ابن الدّعيّ، قد ركز بين اثنتين، بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة!”[2]، أو قوله: “لا والله، لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذّليل، ولا أقرّ لكم إقرار العبيد”[3]، ليست شعارات المرحلة، بل هي شعارات للزّمن كلّه، وهي شعاراتٌ نعيش تجربتها أمام الاستكبار العالمي، الّذي يعمل على أن يُسقط كلَّ عنفواننا، وكلَّ حرّيتنا، وكلَّ استقلالنا، وكلّ عزَّتنا، وكلَّ كرامتنا.

إذاً، لنتذكّر في عاشوراء، في مدى الزّمن، كلَّ مستكبرٍ يريد أن نعطيه بأيدينا إعطاء الذّليل، ويريدنا أن نوقّع على شروطه، أو أن نتنازل عن كلّ ما يريده منّا تحت عناوين مختلفة، لكنّ المسألة هي أن نعرف كيف نحرّك كربلاء، ولا نجعل كربلاء مناسبةً يستغرق الإنسان فيها بالبكاء، وإن كان للبكاء دوره، على طريقة ذلك الشّاعر الذي يقول:

تبكيك عيني لا لأجل مثوبة لكنّما عيني لأجلك باكية

إنّ البكاء عاطفة إنسانيّة لا يملك الإنسان أن يمسكها عندما يواجه المأساة، ولكنّ دور كربلاء هو أن نصنع الوعي للأمَّة، وأن نعرف كيف نواجه مشاكلها. والتفاعل بالحزن والبكاء، إنّما هو وسيلة من وسائل تجذير ذلك الوعي وتلك القيم في نفوسنا ….
يتبع 🔚🔚
من محاضرة عاشورائية للعلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) 10 محرم الحرام 1426 هج 19شباط2005 م …
جواهر الفكر الرسالي.

شاهد أيضاً

سلطه المعكرونه بدون مايونيز

معكرونه اي نوع تحبوه /طماطا مقطعه ناعم /حمص/خيارمقطع ناعم /جزر مبروش /فلفل اخضر مقطع ناعم …