مستشار رئيس الجالية اللبنانية في ساحل العاج عصام قشاقش للسياسيين: “اكفوا الإغتراب شرّ خلافاتكم”.. واللبنانيون هنا يحاولون أن يبنوا وطنهم في الإغتراب

 

باميلا فاخوري

كيف لزعماء الحرب أن يستكينوا ويتنعموا بالمال العام، هؤلاء الطغاة الذين يتحكمون بنا بلقمة عيشنا ويردّوننا إلى العصر الحجري حيث لا مجال للتطور. هم رعاة الوطن أم مفتتوا الوطن؟ لعلّهم الأذرع التي تطبّق من خلالها سياسة فرق تسد. فرّقوا الأبناء عن الأمهات و أدمعوا عيونهم.هم وحدهم المسؤولون عن هذه العذابات. فانتهى بالمغترب اللبناني ومستشار رئيس الجالية اللبنانية في ساحل العاج عصام قشاقش أن يذرف دموع الفراق مع أمه ويخلص إلى عبارة “الله لا يخليّ لي كان السبب”. هل هذا الشرف العظيم الذي يفخرون به؟
هذا الرجل والذي غادر لبنان في العام 1986 من جراء الضغوط المعيشية والحرب ترك السياسة لمن صدّقوا الأكاذيب وانصرف إلى الإقتصاد والإجتماع، وله موقع صوت لبنان الإغترابي.

وفي حديثه لموقع DiasporaOn أشار إلى أنه درس هندسة ميكانيك الطيران في الوطن وكان من المتفوقين. وأردف: “كانت الجامعة وقتها ستعطيني منحة دراسية تخولني متابعة علمي شرط أن أعمل من دون مقابل بعد التخرج على مدار 5 سنوات. فلم أقبل بهذا العرض. درست كذلك الصحافة وعلم النفس. وكنت أتابع تخصصي بالمراسلة”.
وأضاف: “لأنني كنت المعيل لعائلتي قررت الرحيل إلى ساحل العاج وتمكنت هناك من تأسيس نفسي. فعملت في مجال بيع مستحضرات التجميل. من ثمّ افتتحت مصلحةً لي وأنا اليوم لدي شركة تأمين فضلًا عن موقع إعلامي وأسست عائلة وأنا مكتفٍ”.

 

وعن المرارة التي عاشها في الإغتراب، قال: “حال وصولي، علّقت روزنامة على الحائط، وكنت في كلّ يومٍ أشطب الايام وأعدّها، واستمريت على هذه الحالة لحوالي 4 أو 5 أشهر، فلقد كانت الغربة صعبة في بداياتها وكنت أتذكر رفاقي وأهلي في لبنان. وكنا نسجل أنا وأمّي صوتينا ونستمع إلى صوت بعضنا ونجهش بالبكاء ونقول: “الله لا يخليّ لي كان السبب”. بعدها تأقلمت وبقيت في ساحل العاج لمدة 5 سنوات. من بعدها عدت إلى لبنان وما لبثت أن لازمت ساحل العاج لـ 15 عامًا. وعندما زرت لبنان في الـ 2005، ركعت وقبّلت أرض المطار”.

وفي ما خصّ وضع الثقافة في لبنان أوضح أنه “في لبنان الكثير من حملة الشهادات إلا أنّ المثقفين قلائل، وأعني بالثقافة ما اهتمّ به المرء ونهل من العلم والمعرفة، هذا فضلًا عن الثقافة الوطنية التي بتنا نفتقدها”.
وشدد على ضرورة رفع “العلم اللبناني بدلًا من الاعلام الحزبية، والثقافة الحقيقية هي في أن يعتصم اللبنانيون أمام منازل الزعماء لا أن يغلقوا الطرقات على بعضهم البعض”.
وأردف: ” علينا أن نتفق كشعب مع بعضنا البعض، ونوحد جهودنا أمام زعماء متخاصمين في الظاهر ومتفقين على كيفية سرقة أموالنا”.
وأعرب عن أسفه لكون “ضغوط الحياة على الشعب اللبناني جعلت منه إنسانًا خارجًا عن النظم والمعايير الأخلاقية فنجده بجهوزية تامّة للتلفظ بالعبارات النابية”.


وتحدّث عن مؤتمر الطاقة الإغترابية لافتًا إلى أنه قال للسياسيين: “اكفوا الإغتراب شرّ خلافاتكم ودعوها في لبنان”.
ورأى أنه “الثورة ينبغي أن تكون على الحقد والكراهية اللذين زرعهما السياسيون في لبنان”.

وتابع: “الأهمّ أن يتحلّى الإنسان بالوطنية والأخلاق فمن دونهما لا تتحقق إنسانيته”.
هذا واستصعب أن “يتحسن الوضع في لبنان، فالسياسيون في لبنان ينقصهم الوطنية. واللبنانيون في ساحل العاج يحاولون أن يبنوا وطنهم في الإغتراب”.

 

شاهد أيضاً

في أجواء سورة الجمعة

✒️ المرجع الراحل السيِّد محمد حسين فضل الله. 📖 تفسير من وحي القرآن . _________ …