@@@هل تعرضت الماسونية الى المناهضة @@@

  • الحلقة العاشرة

@@@ حسين السيد عباس ابو الحسن @@@

نعلم مما تقدم أن العديد من ملوك وأباطرة وأمراء أوروبا وكذلك العديد من الباباوات والقسيسين انخرطوا في حركة الماسونية وتبوأ بعضهم مرتبة الأستاذ الأعظم خاصة أثناء الحملات الصليبية وحملات نابليون بونابرت .. غير أن اعتماد الماسونية على تنظيمها السري المطبق وعدم البوح بأهدافها وطريقة التعامل والتواصل بين أعضائها وتدخلها في الشؤون الداخلية لكثير من الدول أدخل الشك والريبة في نفوس قيادات بعض الدول الأوروبية وغيرها حول صدق وصفا ء أهدافها اضافة الى اكتشاف مؤامراتها للسيطرة على هذه الدول .. ففي عام 1884 م بدأ العمل المناهض للماسونية في فرنسا حيث وجه الملك ليون الثالث عشر رسالته الى أبناء الكنيسة الكاثوليكية ” بأن ينزعوا عن وجه الماسونية القناع الذي تختبيء وراءه ويفضحوا أعمالها وأهدافها وتحركاتها ” . وبدأت عندها المعركة المنتظمة ضد المحافل الماسونية التي كانت منتشرة في معظم المدن الفرنسية . وجاءت حملة المناهضة للماسونية بعد نشر الماسوني الأستاذ جوغان باجيس الملقب ب ليو تاكسيل والعضو في محفل الشرق الأعظم أدبياته الفاضحة والقذرة لرجال الأكليروس من كهنة وراهبات ومنها : ” غراميات البابا بيوس التاسع السرية ” و ” المفسد الملك ليون الثالث عشر ” و ” حياة المسيح ” و ” الخلاعة المقدسة ” و “اظهار العذراء مريم كمدبرة نساء حملت من مرتزق ” الى آخر هذه المؤلفات التي فضح فيها الكثير من تصرفات الكهنة ” الخلاعة المقدسة ” وقد عمدت الكنيسة الى إنزال الحرم الكنسي عليه . وقد تم نشر مؤلفات ” ليوتاكسيل ” في صحيفة” لانترن ” التي يديرها الماسوني ماير Mayer .

وكانت المعركة القائمة بين الماسونية والكنيسة تمر بحالات من المد والجزر من المناهضة او المهادنة او حتى الترحيب من قبل الكنيسة حسب التكتيك الذي كان يعتمده الماسونيون آنذاك لتضليل الكنيسة وإخفاء أهدافها المريبة .كما نشأت جمعيات فرنسية لمناهضة الماسونية مثل لجنة باريس لمكافحة الماسونية عام 1897 م ” الماسونية بلا قناع ” .

والكلام يطول في هذا المجال حول الصراع الذي نشب بين الماسونية وخصومها خاصة وأن الماسونيين استطاعوا أن يسيطروا على الثورة الفرنسية الأولى وأن يتغلغلوا في الأوساط الرسمية بشكل مذهل مما جعل الصراع ضدهم صعبا للغاية وبدأ يتعاظم وجود الماسونيين بعد العرب العالمية الثانية خاصة بعدما ترأس محافلهم العديد من اليهود الفرنسيين تماشيا مع سيطرة الماسونية على أصحاب القرار في بريطانيا من اليهود الذين ترأسوا محافلها ، إذ تبين فيما بعد أن بيكو رئيس وزراء فرنسا وسايكس رئيس وزراء بريطانيا هما ماسونيان يهوديان واللذان عمدا الى تجزئة الوطن العربي بعد انحسار الاستعمار العثماني ومهدا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين العربية . وبمثل ما جرى من صراع بين الحركة الماسونية في فرنسا وبريطانيا حدث في أيضا في إيطاليا وهولندا وبروسيا وروسيا وغيرها .

غير أن حنكة اليهود الصهاينة وسيطرتهم على المال والإعلام العالميين جعلهم أصحاب القرار الفعلي في معظم الدول الأوروبية والأميركية . ولهذا رأينا أن معظم قيادات الصف الأول والثاني في أوروبا وأميركا كانوا ماسونيين صهاينة ومارسوا أبشع أنواع الاستعمار للعالم الثالث عبر تاريخ طويل من الجرائم الفظيعة ضد الانسانية . وهذه حقيقة سيتم ” باذن الله ” الحديث مفصلا عنها في كتابنا المرتقب .

@@@ وجود الكهنة في صفوف الماسونية @@@

الأسقف شانتال المطران الأصيل في أيسلندا .
المطران فردييه رئيس أساقفة باريس الذي تلقى ” النور ” الماسوني في محفل أسترييه في بطرسبورغ قبل دخوله الى السلك الكنسي .
الكاردينال رامبولا والذي كان مستشارا للسفارة البابوية في مدريد.وعضوا في الجمعية السرية المسماة بأخوية هيكل الشرق الماسونية ، وكان لأخوية هيكل الشرق فروع كثيرة منها : أخوية الروح القدس ، أخوية الهيكل ، فرسان الهيكل ، أخوية فرسان مار يوحنا ، أخوية فرسان مالطا ، أخوية النور الهرمسية ، المذهب القديم والبدائي للماسونية ، المذهب الماسوني الاسكتلندي القديم ، الخ ويفترض المؤلف ” هنري كوستون ” أن الكاردينال رامبولا كان منتميا الى الفرعين : “أخوية قبر السيد المسيح وكنيسة سان غرال السحرية ” وهما يتيحان لمن ينتمي اليهما مقابلة ” المعلم الأكبر العام ” او الأخ الأعلى الذي يمثل المبدأ الأول للسلطة .
البابا بينوا الرابع عشر المولود في بولونيا 1679 م كان ماسونيا عندما كان كاهنا وكان يحضر الاجتماعات الماسونية بعدما أصبح رئيس أساقفة بولونيا وقد انتخب بابا في 1740 م .
البابا بيوس التاسع الذي كان مريدا في الماسونية في آب 1839 م وذلك في محفل بالرم Palerm قبل تتويجه ك بابا وهذا مايشير اليه ” هنري كوستون ” في كتابه ” الماسونية دولة في الدولة ” .
المونسنيور فيشر رئيس أساقفة كانتربري .
المونسنيور جوهانس ماريا بطريرك الكنيسة الكاثوليكية الرسولية البدائية في أنطاكيا الذي كان مريدا في محفل روما التابع للمحفل الوطني الايطالي الأكبر .

. كما نجد الكثير من القساوسة الماسون في أميركا والمانيا وسويسرا مثل القس بوني من ” برن ” الذي كان المعلم الأكبر للمحفل الأكبر في البينا في سويسرا ” Suisse alpina ” . والقس ديمونس الذي ترأس محفل الشرق الأعظم في Nimes اضافة الى العديد من القساوسة المنتسبين للماسونية في عصره عام 1840 م كما يشير الكتاب المذكور الى أسماء العديد من المحافل الأخوية الماسونية في بلدان أوروبا وأن هنالك العديد من القساوسة الذين انتسبوا الى تلك المحافل واستطاعوا المؤاخاة بين الإنتماء للأخوية المسيحية والأخوية الماسونية . وكانت المحافل الماسونية تنتشر برعاية القساوسة حينا وحينا يخبو وهجها حسب الظروف السياسية المعاصرة لها .

اما في العصر الحالي فقد مرت الماسونية بكثير من حقب المناهضة او المؤيدة تبعا لمواقف الكنيسة الكاثوليكية او الأنجيلية مدا أو جزرا . وهذا لن ينفي تعاطف الكنيستين مع الحركة الماسونية خاصة مابين عام 1740 ووقتنا الحالي … والمتتبع للأمر يرى أن الكنيستين تعاطفتا مع الحق التاريخي المزعوم لإنشاء وطن لليهود في فلسطين ولم يصدر منهما أي اعتراض على ذلك . ومن المعلوم أن غالبية رؤساء المحافل الماسونية في أوروبا وأميركا وغيرهما كانوا يهودا ويديرون من خلالها لعبة الأمم والسيطرة على مقدرات الشعوب .

وقد تماشى مع هذا التعاطف مواقف العديد من بطاركة لبنان الذين اعتبروا أن لليهود الحق في إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين ومنهم البطرك عريضة والبطرك مبارك اللذين اشترطا في المقابل اعتراف اليهود بمارونية لبنان .. وأن معظم القساوسة والكرادلة لم يصرحوا أبدا بالعداء للكيان الصهيوني وانما كانوا يشيرون اليه ” بالجار ” الذي له الحق في العيش بأمان . وأن بعضهم دعا الى ممارسة الحياد في الصراع مع العدو الصهيوني حيث أن إسرائيل لا تعتبر عدوا للبنان حسب خصوصياتهم . وكان المسيح عليه السلام لم يعنيه مقاومة الظالم المغتصب لحقوق الغير !!! وكأن اليهود عبر تاريخهم الأسود لم يفتكوا بالأنبياء والرسل ويقتلونهم حتى سموا ” بقتلة الأنبياء ” .

ولن نستغرب سماع الأصوات المنادية بالنأي عن النفس في الصراع مع العدو الاسرائيلي من قبل شخصيات سياسية وحزبية طالما أن مرجعياتهم الكنسية طرحت هذا الموقف علنا ولم يرف لها جفن على الجرائم الانسانية الفظيعة والمتوحشة التي مارسها ويمارسها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني خلال فترة استيطانه الاغتصابي لفلسطين بدعم ومعاونة وتأييد الغرب قاطبة … مع أن هذا العدو لم يتراجع عن هدفه في إنشاء اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل الذي يشمل أقطار لبنان وسوريا والعراق والأردن ودول الخليج العربي ومصر والسودان وجيبوتي والصومال ناهيك عن الأقطار العربية الأخرى . !!!؟؟؟

ومن المفيد جدا الاطلاع على بروتوكولات ” حكماء صهيون ” الموجودة في كثير من المكتبات اللبنانية والعالمية ليتم التأكد من أن العدو الصهيوني يهدف الى إنشاء دولته الكبرى من الفرات الى النيل … فهل هذا هو الذي توافق عليه الكنيسة اللبنانية وكنائس أوروبا وأمريكا ؟؟؟ أم عليها رفض الوجود الصهيوني في فلسطين ومحاربته بجميع الوسائل المتاحة ؟؟؟

هذا مانرجو أن تقوم به الكنائس عامة وخاصة اللبنانية وتعمد الى تصحيح حركتها التاريخية المؤيدة لليهود تماشيا مع رسالة السيد عيسى المسيح عليه السلام في إحقاق الحق وإزهاق باطل اليهود أينما وجدوا …

سآتي في الحلقات القادمة عن فضح تعاليم بروتوكولات حكماء صهيون وبعدها نبدأ بذكر المحافل الماسونية الموجودة في لبنان خاصة وكيفية تحركاتها …

 

شاهد أيضاً

الجميع يتاجر بفلسطين

جمال اسعد  يزخر التاريخ بحوادث ووقائع ميليودرامية تتخطى العقول وتتجاوز المعقول ولكن المشكلة الفلسطينية قد …