الفنانة التشكيلية نجلا حبيش:

الفن التشكيلي هو اسمى درجات الفرح ويلعب دوراً ايجابياً في المجتمع

حوار: رئيس التحرير فؤاد رمضان


في ظل الأوضاع الراهنة التي تجتاح الوطن و تنعكس سلباً على حياة المواطن, لم يزل الفن التشكيلي حاضراً بلمعانه و تلاوينه من باب التحدي للذات و إثبات الحضور على الساحة الفنية و ذلك للتعبير عن الهواجس, بأعمال تحاكي واقعنا و معاناة الوطن و المواطن على حدٍ سواء , سيما الفنان إبن بيئته يتأثر بما يدور حوله من أحداث و صراعات
و في هذا السياق أقيم معرض فن تشكيلي بمشاركة أربع صالات عرض, في إحدى قاعات تجمع ABC في منطقة ڤردان , ضم غاليري Agial , غاليري Art on 56Th , غاليريTanit وغاليري Art booth.


كاميرا موقع مجلة كواليس واكبت هذا الحدث و جالت في أرجاء المعرض و كان لها لقاء مع إحدى الفنانات

المشاركات و هي الانسة نجلا حبيش التي من خلال شرحها لأعمالها الفنية تبين لنا بأن مشاركتها في المعرض المذكور و تحديدا” مع غاليري Art booth و مركزها الرئيسي أبو ظبي, كان تحدياً للذات و للأوضاع الضاغطة في البلد.


هي التي بدأت في عالم الفن التشكيلي منذ حوالي العشر سنوات وأعطته إهتماماً كبيراً, خاصةً فيما يتعلق بالقضايا و المشاكل اللبنانية و تحديدا” اعمالها التي تجسّد ولادة بيروت تحت عنوان (The Reborn) الى المشاعر المحاصرة (Trapped Emotions) و هي تلك المشاعر التي تخالجنا عند مواجهة المشاكل و الصعاب , الى أعمالها الفنية تحت عنوان المهاجرون أو (The Immigrants)وصولا” إلى أصوات صامتة ( Silent Voices) التي تعبّر من خلالها عن أصوات النساء الغير مسموعة و لا تستطيع التعبير عن رأيها.


بالإضافة الى أعمالها التي تتناول شجرة الأرز بكل ما تمثله من صمود و عنفوان ومقدرة على مواجهة العواصف و الصعاب و التي تمثل لبنان الذي لا ينفك يواجه الأزمات الواحدة تلو الاخرى بصلابة و تماسك.


و فيما خص الأعمال المعروضة في مجمع ABC- ڤردان , التي تميزت بألوانها الزاهية و تعبر في نفس الوقت عن حالتي الألم و الأمل التي نعيشها يومياً وبحسب رأي حبيش فإن الجرح وبالرغم من صعوبته يكون غالباً نافذة للشفاء . ولقد تمحورت أعمالها حول مواضيع عدة منها موضوع الهجرة وضرورة تمسكنا بأرضنا ووطننا رغم كل الصعاب بالإضافة الى موضوع إنفجار المرفأ الذي تجسد بثلاث لوحات تحاكي واقعنا الأليم و أخيراً شجرة الأرز مع ما تمثله من صمود وقوة و عنفوان , زد على ذلك اللوحة المعبرة التي تحمل عنوان ( ألوان الروح) المتميزة بلونها الازرق الذي يرمز إلى الحب والنزاهة و السلام.


بالنسبة للفنانة نجلا حبيش فإن الفن هو أسمى درجات الفرح وللفنان دور ايجابي في المجتمع بحيث يعبر من خلال ثقافته و إحساسه المرهف عن المواضيع التي يهمه تجسيدها مختزلا” اللوحة بمشهدية خاصة من زاويته و مفهومه.


أما بالنسبة لعناوين اللوحات , فإن الفنانة تسمّي العمل الفني مباشرة بعد الانتهاء منه ناقلةً الى المُشاهِد مشاعرها و أحاسيسها الغير ملموسة. فيجب وبحسب رأيها أن يكون هناك دوماً علاقة بين الفنان و لوحته و علاقة بين المتلقي و اللوحة .


فإعطاء إسم لكل لوحة هو بمثابة إصدار هوية خاصة بكل عمل فني


وقد كان للفنانة مشاركات عدة في معارض جماعية داخل لبنان و خارجه كدبي و المملكةالعربية السعودية. و في هذا السياق أثنت الفنانة على جهود غاليري Art booth وموقعها الرئيسي أبو ظبي , بشخص صاحبها الأستاذ روجيه خوري الذي منحها ثقته الكاملة و آمن بكفائتها الفنية.
و الذي يميز الفنانة نجلا حبيش هو أنها لا تضع في أغلب الأحيان أي تصوّر أو أي فكرة مسبقة في ذهنها قبل المباشرة بأي عمل فني, فلدى جلوسها امام القماشة البيضاء , تتحرك ريشتها بكل إنسيابية و بصورة تلقائية منفصلةً تماماً عن الواقع الخارجي ومنغمسةً في أحاسيسها , تاركةً دافع اللاوعي الابداعي لديها أن يقودها الى نهاية اللوحة.


فإن مصدر إلهامها الرئيسي في أعمالها الفنية يأتي من خيالها النابض بالحياة ويتميز فنها بالأشكال و الخطوط و التركيبات الجريئة التي تنبض بالحيوية و تتفرد بالالوان الجريئة.


و بالتالي فإن الطريقة التي تعتمدها الانسة حبيش في أعمالها هي طريقة حرة بالكامل،لا تتقيد بأي قيود علمية أو ضوابط معينة , فهي لم تتعلم الرسم ولم تتلقى أية دروس فنية، بل كان شغفها منذ الصغر الإطلاع على اللوحات الجميلة لساعات غير مدركةً أنها سوف تصبح في أحد الايام فنانة تشكيلية تعتمد في معظم لوحاتها على التجريدية التعبيرية و التي تنبع من إحساسها الصادق و مخيلتها الابداعية محاولة جعل المتلقي يعيش
نفس المشاعر التي خالجتها عند رسم لوحتها و هي مشاعر الالم و الامل الممزوجة بالالوان الزاهية.

شاهد أيضاً

عون التقى محفوظ في اليرزة

استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة رئيس عام الرهبنة اللبنانية …