الماسونية: حلقة الإتحاد ####

@@@ الخلقة التاسعة @@@

@@ حسين السيد.عباس ابو الحسن @@

يتحدد الأخوة الماسونيون في منطقة معينة ضمن حلقة مفتوحة كما كان يعمل فيها قديما تسمى ” بحلقة الإتحاد ” ويتماسكون بالأيدي حيث ترمز اليد اليمنى الى العطاء بينما ترمز اليد اليسرى الى الإستلام فيما تتلامس الأرجل فيتاح للطاقة الروحية أن تمر وتنتقل من روح الى أخرى ومن جسد الى آخر حتى تصل الى مجموع الجماعة ” جماعة الحلقة ” الى أن تصل الى روح مهندس الكون الأعظم .. ” ولا تعني الحلقة في مفهوم الماسونية القيد أو فقدان الحرية وإنما تتضمن معنى صلة الوصل بين الأخوة .. غير أنها تحرمهم في الظاهر من إستقلاليتهم وحرياتهم الشخصية لتدخلهم في عالم ” العشيرة الماسونية ” . وتوجد رمزية ” الحلقة ” مرسومة على جدران الهيكل وأجران المعمودية المسيحية ، كما ترمز الى تداخل جميع عناصر الخلق فيما بينها … فكما تحتوي DNA الحمض النووي لعناصر الحياة في جسم ما ، كذلك فإن حلقة الإتحاد ترمز الى العناصر الضرورية لتجلي الروح وإتحاد أرواح أعضاء الحلقة مع بعصها لتشكل روحا واحدة يبنى بها هيكل وحدة الكون . بينما أعتمد حديثا ” الحلقة المقفلة ” التي تعني فقط الجماعة المنضوية فيها دون المشاركة مع الحلقات الأخرى المشابهة .

هكذا تتصور الماسونية حركة أعضائها وانتشارها تمهيدا لخلق النظام العالمي الواحد ضمن حكومة عالمية واحدة تستطيع أن تحكم العالم بأسره ضمن مخططات الماسونية . أي أنه تعبير عن أن الله اختار اليهود ليكونوا ” شعبه المختار ” والمميز الذي عليه أن يحكم العالم ويسيره حسب إرادته وبما يؤمن مصالحه وامتيازاته وتفوقه .

فالماسونية بهذا التفسير هي عبارة عن مشروع سيطرة اليهود على العالم باسم شعارات ” الحرية والمساواة والأخاء “وهي شعارات ظاهرها فيها المودة والتسامح والعلاقات الانسانية لإكتساب أكبر عدد من الذين تبهرهم طقوس ومفاهيم الماسونية الصهيونية وباطنها فيها المكر والخديعة للوصول الى السيطرة التامة على العالم ضمن حكومة عالمية واحدة . وهذا ما تشير اليه تماما ” بروتوكولات حكماء صهيون ” في أن الله خلق اليهود ليكونوا المختارين لحكم سائر البشر الذين يسمونهم ” بالغويم ” أي الأنعام او الحيوانات ، وأن الله خلق سائر البشر ليكونوا عبيدا وخدما ” لشعبه اليهودي المختار ” … علما بأن اليهود هم فعلا أقذر وأحط جماعة بشرية خلقها الله وهم المعروفون تاريخيا ” بقتلة الأنبياء ” وتدمير كل حضارة نشأت عبر التاريخ .

يعبر الماسونيون عن ” حلقة الإتحاد ” بأنها هي التي ترسم للعضو حركة انتقاله من الأنانية الفردية او الشخصانية الى حركة إتحاد الأرواح فيما بينها بحيث أنه عندما يدخل المبتديء في حلقة الإتحاد للمرة الأولى وهو معصوب العينين يطلب منه “الأستاذ المحترم ” أن ينظر حوله بعدما تزال العصابة عن عينيه فأن كان يرى أحدا من الأعضاء لا تستهويه نفسه يتعلم روح المودة والصفح والغفران وينسى خصومته فيصبح مجمع ” الهيكل ” عبارة عن أخوة متفانين مع بعضهم ومتحدين كي يحققوا الهدف الأسمى المنشود من قبل الماسونية ألا وهو ” إتحاد الماسونيين ” الأعضاء مع بعضهم كي يتمكنوا من تحقيق الحكومة العالمية الواحدة .. وفي ” حلقة الإتحاد ” يحل النور على المبتديء لأول مرة وفي كل احتفال يحل عليه نور جديد وتسقط عن عينيه غشاوة الجهل.

يعبر الماسونيون أنهم حين يجتمعون حول لوحة ” الرسم ” أي لوحة الهيكل ” يتدلى أمامهم من كبد السماء من محور الأرض الدولاب السماوي وهو ” شاقول البناء ” فتتلاقى الأيدي والأرواح حوله ، وعند ذلك تتشكل حلقة الإتحاد مجسدة أحد أهم الأسرار الماسونية ” .

يعيش الماسوني في وسط عالم من الرموز والإشارات التي تشير الى طريق المعرفة بين الأعضاء أو معرفة كنه الكون ومعرفة المهام المنوطة لهم كل حسب درجته وموقعه .
ولكل درجة من درجاتها لها رموزها وإشاراتها ومهامها التي لايعرفها الا صاحب الدرجة ومن تخطاها كما تعتمد الماسونية السرية المطبقة على حركتها وانتشارها وإظهار أهدافها المبطنة على الجميع عدا أصحاب الدرجات العليا وخاصة الأوفياء والمخلصين منهم . ويمضي الماسوني في حياته الماسونية في جو من الرموز التي تعني له” نبع الفتوة والشباب ” .

والجدير معرفته أن جميع الرموز الماسونية ترسم في المحفل على الأعمدة والجدران والمقتنيات ولكل رمز معنى وخاصية يمكن للعضو أن يتعرف عليها تباعا في طريق تطوره صعودا من درجة المبتديء الى درجة الرفيق فالمرشد فالأستاذ المحترم بينما يحتفظ المعلم الأعظم وهو ” بابا ” الماسونية بالأسرار المصيرية التي لايعرفها غيره مع امتلاكه للسلطة العليا التي تسري أوامرها على الجميع دون اعتراض او إنتقاد .

للماسونية ثلاثة مناسبات يحتفلون بها وهي بمثابة ” أعياد لهم وهي الوليمة وعيدي القديس يوحنا ” . وينتسب عيدا القديس يوحنا الى تراث ماسوني يمكن وصفه ” بالشمسي ” ويمثل إنجيل يوحنا أفضل تعبير عنه . بينما تعتبر ” الوليمة ” جزأ لا يتجزأ من كل اجتماع ماسوني حيث ترفع الكؤوس والأنخاب على نية ” المعلم الأكبر ” أو سواه من الشخصيات الرسمية ، ويقدم أثناءها الطعام الروحي والمادي معا الى الأخوة الماسونيين الحاضرين الذين يتقاسمونه فيما بينهم .

تبدأ جلسة ” الوليمة ” بإقامة شعائر افتتاح الجلسة داخل الهيكل او المحفل ويحيي المعلم المحترم ومعاونوه عملية خلق العشيرة ويتناوب المعلمون والرفاق على الكلام حول الموضوع المراد بحثه ، وبعدها ينتقل الجميع الى قاعة ” الوليمة ” ” حيث يتقاسمون الخبز والخمر حسب حركات رمزية محددة بكل دقة تجسد في المادة ما أدركته الروح ” ويمكن للحضور المشاركة في الأحاديث المختلفة دون أية فوضى أو ضوضاء بعد أخذ الإذن في الحديث من حضرة المعلم .

” تعتبر الوليمة عنصرا أساسيا في عيدي القديس يوحنا اللذين يعتبران من أكبر الأعياد في روزنامة الماسونية التعليمية ” ويعرف عيدا القديس يوحنا بالصيفي والشتوي . فيبدأ الصيفي في فصل الصيف في أطول نهار فيه وأقصر ليل منه وحيث تكون الشمس في أشدها حرارة وتوهجا . بينما يبدأ العيد الشتوي في فصل الشتاء ويقتصر الإحتفاء به على أعضاء المحفل ولا يكشف عن شعائر هذا العيد الا للمشاركين فيه فقط . وهو العيد الذي يحتفل فيه بالنور الذي يحجبه الظلام والذي لا تراه الا العيون التي استعدت لذلك كونه نور غير مادي .

وددت هنا فقط لأشير لما تقدم لإلقاء نظرة إجمالية ، ولا يهمنا كثيرا الغوص في تعاليم الماسونية وطريقة تعريفها لجمهورها وهذا يتطلب شرحا وافيا ومملا يمكن تسجيله في ” كتابنا ” المرتقب نشره باذن الله .

يكفي أن نعلم أخيرا بأن الماسونية هي حركة سرية باطنية في أهدافها النهائية وتحاول أن تغطي حركتها وأفعالها بأعمال ” إنسانية ” ظاهرها فيها الرحمة وباطنها فيها ” المكر والخديعة والضلال وتسويق الأهداف الصهيونية للسيطرة على العالم .

هنالك الكثيرون ممن اعتنقوا الماسونية يصفونها بحركة الإنقاذ للبشرية من حالة الضياع والتمزق الى حالة الحضارة والتقدم والاتحاد بينما هي في الحقيقة الوجه الشيطاني الآخر للصهيونية .. ويجدر بمن إغتر بها أو ممن لا يعرفون الكثير عن أهدافها أن يأخذوا حذرهم منها وينبذوها حتى لايقعوا في شراكها السرطاني .

إن اعتماد الماسونية لكثير من الطقوس المسيحية وتبني بعض أناجيلها وخاص أنجيل القديس يوحنا جعل الكثير من النخب المسيحية وخاصة الإنجيليين يتبنون مشروعها بكل ثقة ومنهم عدد كبير من الباباوات والكرادلة والقساوسة وعلى الأخص في أوروبا وأمريكا وهذا ما سنشير اليه في الحلقة العاشرة القادمة .

شاهد أيضاً

البيسري بحث والسفير البلجيكي في جدول زيارته المرتقبة إلى بروكسل في 22 ايار الحالي

  الامن العام يعلن المباشرة باجراءات ضبط وتنظيم ملف السوريين الموجودين على الاراضي اللبنانية إستقبل …