التقوى

من درر :
السيد الاستاذ المرجع
محمد حسين فضل الله


…. في هذا السياق يأتي قوله تعالى: { وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى }، حيث نهاية المطاف للإنسان التي يشرف فيها على الآخرة من خلال نشاطه وعمله في الدنيا، ولأنّ التقوى تمثل السير على خط اللّه في كل ما يأمر به وينهى عنه، وقد ورد في الحديث في تفسير التقوى أنْ لا يجدك اللّه حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك، وقد قال اللّه سبحانه وتعالى: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )، وقال تعالى: { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا } ، فهي التي تمثل خط التقوى، لأنّ المال يذهب، والبنين يفارقونك، وستحشر وحدك وتحاسب وحدك، فإذا كان لك رصيد من الباقيات الصالحات فهو الأمل حيث لا أمل، وهو الدليل على الثواب حيث لا تملك أن تنتج شيئاً هناك. وقد ورد في الأثر: { اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل } ، والتقوى هي العمل الذي تلتقي فيه الدنيا والآخرة معاً، في التقاء العمل الصالح بعواقبه الطيبة، والمسؤولية بنتائجها الأخيرة في الدنيا والآخرة.

شاهد أيضاً

الكونسرفتوار الوطني يحيي إرث مؤسِّسه

تحية تكريمية إلى وديع صبرا أعرق موسيقيّي لبنان وملحّن النشيد الوطني ماجدة داغر بدعوة من …