إمرأةٌ طاعِنة في ٱلشّعر.

مي الحلّاني

مُفعَمة بالتّفاصيل، تأسرُني ألكلمة وحركة اليدّ، نبرة ألصّوْت، لمعة ٱلعيْن، ٱلإبتسامة، ٱلدّمعة ومعالم ألوجه كُلّها، حتّى ألمواقف عندي غير عابرة، عيوني ثرثارة، وقلبي يُدهشُني بشرودِ عقلي ٱليَقِظ ونباهة حدَسي! وكأنّني أعيشُ كوكباً غير الّذي نقطُنه! أُدركُ ألنّقوشَ والخدوشَ والخبايا والكسُور! مريضةٌ أنا بجروحٍ لمْ تبرأْ، بعضها مُتمرّدٌ والبعض الآخر منها قد مَلَّ صبراً!
مُتعبةٌ، منكوبةٌ ومُثقلة بأحمالٍ صخريّة صلدَة!
لكنّني أكثر النّاس سكينة! بغضبٍ ينسابُ مع كلّ لحنٍ حزين، غريقةٌ لكنّني أكثر نجاةً، أسبحُ بصحبةِ التيّار فيعشقني! أعودُ فأحلّقُ بأجنحةِ الرّوح الهائمة عالياً ولآ أسقُط! أُكافئُ حياتي بصبرٍ عارمٍ مُهلك! أمشي في جنازتي، أحملُ جُثّتي إلى مأوايَ لكنّ ليس الأخير!
وأجهشُ من ثقلِ نَعشي كُلّما أنتشلَني دوّي العويل من هوْل الرّزايا، وأعودُ لأُرتّق ثُقوبَ قلبي بخيوطِ ٱلحُبِّ وأنا حافية الرّوح، مُحدّقة في شُقِّ الدّهرِ إلى ٱمرأةِ الشِّعرِ الطّاعنة بشرودٍ يُسابق سُرعة ٱلضّوْء! في غرفةٍ يرسمُ فيها دُخّانَ سجائري حلقاته ألدائريّة المُكتظّة بأنفاسِ إمرأة طاعِنة في ٱلشِّعر!…~

شاهد أيضاً

الشارقة تتصدر المشهد اليوناني مع الاحتفاء بها ضيف شرف الدورة الـ20 من “معرض سالونيك الدولي للكتاب”

بدور القاسمي: لسنا مجرد ممثلين لدولنا ولكننا مسؤولون عن قصة إنسانية مشتركة ● عمدة مدينة …