*بعد المازوت أسواق البقاع “بلا بطاطا”.. والنقابات في مواجهة الوزير

 البقاع الأوسط ـ أحمد موسى

*يتخبط القطاع الزراعي كما تتخبط الحكومة بقراراتها، نقابيون ومزارعون اجتمعوا على رفض القرارات الحكومية وتجاهلها حيال دعم القطاع الزراعي عامةً، فأطلقوا السهام القاتلة على حكومة وزيرها المعني بقاعي كمزارعيها، فأصاب رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم الترشيشي وزير الزراعة عباس مرتضى منه مقتلاً بعد أن وصف “الحكومة بالظالمة”، إذ ينتظر وخلال زيارة مرتضى القادمة إلى البقاع نهاية الأسبوع الجاري (راشيا)، ردّاً قاسياً على التهكم الذي أصاب حكومته من قبل أصحاب الدار، وما الوقفة الإحتجاجية على السياسة الحكومية وبين طياتها وزارة الزراعة أشبه بـ”القوطبة” على الوزير مرتضى وردّ الظليمة بحق المظلومين المزارعين.*

شعبٌ يكتوي

وفيما الشعبُ اللبنانيُ المكتوي بنارِ الحقدِ الاميركي حصاراً اقتصادياً ونفخاً ببوقِ الفتنة، فما زالَ يَنزِفُ كما الليرةِ امامَ الدولار، ويتحسسُ خطاهُ في عتمةِ الكهرباءِ المرعيةِ الاِجراءِ اميركياً وبفعلِ التخبطِ لبنانياً، ويجولُ موجوعاً بينَ محتكري السلعِ الغذائيةِ وخاطفي رغيفِ الخبز، ووزير يُهبط النعمة فيحوّلها بقرار خفض وزن ربطة الخبز ليرفع سعرها إلى الألفين فتنزل نقمة، تماماً كسلفه السائر على دربه، عندما قرّر فرض رسوم على خدمة الواتس آب، فأشعل الشارع وأسقط الحكومة، فيما الدولةُ بمتفرعاتِها تتجادلُ ولا تزالُ في قيمةِ خسائرِها.

حكومة متعثرة

حكومةٌ تتعثرُ خطواتُها وتحاصَرُ خياراتُها بفعلِ فاعلٍ سياسيٍّ، والكهرباءُ خيرُ دليل، فالمعاملُ ممنوعةٌ عن اللبنانيينَ بقرارٍ دوليٍ بانتظارِ صندوقِ النقد، اما قرارُ العملِ فهو جِديٌ داخلَ الحكومةِ التي تواجهُ الاوضاعَ المعيشيةَ الصعبةَ بالسلةِ الغذائيةِ ودعمِ الموادِّ الأولية، ولا يتلمسها المواطن، سوى جنون الأسعار وإقفال عشرات المحال التجارية والسوبرماركات، وتعملُ على وقفِ التهريبِ وفقَ قرارٍ حكوميٍ باقفالِ المعابرِ غيرِ الشرعية، ومادة المازوت مفودة، وإلى دعم طلاب المدرسة الرسمية التي وجدوا فيها أهالي الطلاب نوع من التمييز بين المرحلتين الإبتدائية والمتوسطة المحضيتين بدفعاتٍ متتالية، في حين غاب الدعم عن المرحلة الثانوية، فباتو الأهالي يتخبطون العناء والمعاناة بلا حلول، وصولاً إلى تحركات المزارعين الذين انذروا الحكومة بالتصعيد، والقائمة تطول.

لقاء المزارعين

فقد عقد رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم الترشيشي ورئيس نقابة مزارعي البطاطا جورج الصقر اجتماعاً في مركز التجمع في رياق البقاعية بحضور رئيس اللجنة الاقتصادية في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة طوني طعمة، مزارعون تجار وفعاليات زراعية، وتدارس المجتمعون آخر العوائق والعراقيل التي تعترض انتاج البطاطا في البقاع لا سيما الخسائر بسبب اقفال الاسواق الخارجية والاستيراد بالدولار والبيع بالليرة اللبنانية ومشاكل تصريف الانتاج وأسعار المازوت.
وتمنى المجتمعون على وزير الزراعة وقف الاستيراد لاي منتج زراعي في لبنان.

الصقر

رئيس نقابة مزارعي البطاطا جورج الصقر أكد “ان المزارعين يمرون بازمة اقتصادية خانقة، رقال:”لقد زرعنا البطاطا والبصل والفواكه بسعر دولار 1500 ليرة واشترينا البذار والاسمدة وبذار البطاطا على سعر دولار اليوم ولو بعنا الموسم كله لما استطعنا ان نعوض الخسائر، فماذا نفعل هل نبيع الأرض والبيوت؟”.

مناشدة

وناشد الصقر رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء بحماية المزارع، وقال: “ارحموا الشعب، تطالبون بالأمن الغذائي وتقدمون الدولارات للصرافين، كيف يتم تأمين الامن الغذائي من خلال هذه الاموال والمزارع لا يستطيع تأمين الاسمدة والبذور، فسعر كرتونة البطاطا 20 الف ليرة تكفي العائلة مدة شهر وربطة الخبز لا تكفي ليوم، اذا لم يومن الامن الغذائي للمواطن سنذهب جميعا الى المجهول، فالمطلوب ان نبقى يدا واحدة لإنقاذ هذا القطاع. بالأمس دعم مجلس الوزراء قطاع المعلمين ب 500 مليار ليرة وحاجة القطاع الزراعي 100 مليار ليرة او50 مليون دولار لتأمين الاسمدة والبذار”.
ليختم جورج الصقر متوجها بالسؤال الى الحكومة، هل المطلوب ان نبيع ارضنا من اجل حل المشاكل العالقة بين المزارع والتاجر؟.

الترشيشي

رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم الترشيشي تلى بيانا باسم المزارعين جاء فيه: “نجتمع اليوم على أنقاض زراعة البطاطا وكأننا وصلنا إلى نهاية هذه الزراعة ونهاية تقدمها وتطورها ونموها وازدهارها بفضل السياسات الخاطئة التي تتبعها هذه الحكومة الظالمة ومنها:
– ارتفاع سعر الدولار يوميا (من 1515 حتى تخطى اليوم 9000ل.ل) إبتداء من تاريخ 2019/11/15
– حجز الأموال في المصارف
ـ إلغاء التسليفات الزراعية كلها
ـ عدم السماح بفتح الاعتمادات لشراء المستلزمات الزراعية بالرغم من أننا أرسلنا ثلاثة كتب إلى حاكم مصرف لبنان ولدولة رئيس مجلس الوزاء ووزير الزراعة ودقينا ناقوس الخطر وأشرنا يومها إلى الكوارث التي ستحصل إذا أقدم المزارع على شراء مستلزماته الزراعية عن طريق ال FRESHMONEY من السوق السوداء وسوق الصرافة فإن الكلفة سترتفع حتمأ ولن يستطيع المزارع أن يتحملها وهذا ما يحصل حاليا، الى جانب شراء مادة المازوت من السوق السوداء يوميا دون الإستفادة من الدعم، وندرة مادة الأسمدة والأدوية والبخور وأنقراضها من الاسواق، وبما أنه يوجد لدينا حوالي اكثر من 250 الف طن بطاطا ( 100 الف طن للسوق المحلي و150 الف طن للسوق الخارجي ) سعرها الحالي لا يغطي نصف كلفة الإنتاج وهناك أزمة في تصريف الإنتاج الى الخارج بسبب العوائق والضرائب على الطريق البرية المؤدية إلى العراق ودول الخليج، لذلك تشدد اليوم على المطالب التالية:

المحروقات

ـ تأمين المحروقات للمزارعين بالسعر الرسمي ومعاقبة من يتلاعب ويحتكر ويهرب هذه المادة من مستوردين وتجار وموزعين في تأمين العملة الصعبة للمزاعين لإيفاء ثمن الأدوية والأسمدة والبذور القديمة والجديدة للموسم القادم وذلك عن طريق تخصيص مبلغ لا يتعدى 100 مليون دولار أسوة بالقطاع الصناعي وعدم الإكتفاء بدعم استيراد بعض المنتجات الزراعية اللبنانية من العدس والحمص والفول والشعير وغيرها وإصدار آلية خاصة بالمزارع و إطلاعه على مكان شراء هذه المبالغ.

مطالب وعوائق

ـ الطلب من مؤسسة ايدال بزيادة الدعم على طن البطاطا المصدر ليكون من 300 إلى 500 ل.ل للكيلو الواحد ليتمكن المزارع من المنافسة في الأسواق الخارجية.
ـ رفع العوائق عن التصدير عبر الطريق البرية وخاصة الضريبة المفروضة على شاحناتنا من قبل الإخوان السوريين وهي 1500$ إلى الدول الخليجية و4500$ إلى الأسواق العراقية. ولا يجوز أن تبقى هذه الضريبة حصرأ على المنتجات والسيارات اللبنانية بعد أن رفعت عن السيارات السورية والأردنية والكويتية والسعودية والعراقي وغيرها.

وقف الإستيراد

الترشيشي طالب وزارة الزراعة العمل ابتداء من اليوم على وقف استيراد اي منتج زراعي وخاصة البطاطا طيلة أيام السنة ليتمكن المزارع من تأمين حاجة السوق من البطاطا على مدار السنة وخاصة في شهري شباط وآذار وهكذا نكون أوقفنا تحويل وإخراج ملايين الدولارات إلى الخارج.

حكومة ظالمة لا تبالي

ناسف على توقفنا عن بيع البطاطا البارحة يوم الثلاثاء ونعتذر من المستهلك إذا كنا نطالب برفع أسعار المنتجات الزراعية ولكننا مجبورين على القيام بهذه الخطوة، نظرا لإرتفاع اسعار الكلفة بشكل جنوني ومن أجل استمرارنا وصمودنا بأرضنا وخوفا من أن لا نجد المزارع في الأيام السوداء القادمة خاصة أننا في زمن حكومة لا تبالي، تعد ولا تفي، تصرح ولا تنفذ، اقوالهم اكثر من افعالهم.

تحذير

لذلك نعلمكم بأننا في حال الدولة لن تبالي وتحقق مطالبنا سنكون مضطرين إلى عدم إرسال البطاطا إلى الأسواق لأكثر من يوم وسندعو إلى اضراب شامل في كل مناطق البقاع ابتداءا من الأسبوع القادم وبصراحة لسنا مضطرون لأن يترك المزارعين أراضيهم وثقطع لقمة عيشهم ويجوع أولادهم ويتحولوا إلى ميليشيات جديدة تشكل أحزمة بؤس حول المدن وتحضر لحرب أهلية جديدة كما حصل في عام 1975.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة : أنقاض غزة تحتاج 14 عاما لإزالتها

قدرت الأمم المتحدة حجم الركام والأنقاض الذي يتعين إزالته في قطاع غزة بحوالي 37 مليون …