جمعيات خيرية تعمل من أجل العائلات المحتاجة في هذا الوطن: حملة دفى، كشافة المقاصد، حركة الأمة، المركز الإسلامي

كتب محمد خليل السباعي:

في ظل الأوضاع الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية والنقدية والمالية، الصعبة والمتردية، في واقع البلد كله، وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، أمام الدولار الأميركي، وسقوط اقتصاديات دول عديدة من العالم، في ظل انتشار فيروس الكورونا، وإقفال البلاد بفعل إجراءات التعبئة العامة والشاملة، على مدى شهرين، من عمر هذا الوطن، يبرز دور الجمعيات الأهلية في مساعدة المواطن اللبناني، الذي يئن من أزمات متلاحقة ومؤذية وقاتلة.

حــمــلــة دفى

في هذا السياق، تحدث المتطوع في “جمعية حملة دفى”، بسام ربيز إلى “كواليس”، فقال: “بدأت الإعلامية في حينها، بولا يعقوبيان، في عام 2013، “حملة دفى”، بالتعاون مع أصدقاء ومحبين من أهل الخير، عبر تجميع تبرعات عينية (الثياب، المونة، الأكل، المواد الغذائية وسواها)، وتوزيعها على الجمعيات الأهلية، التي تتولى بدورها تقديمها إلى العائلات الأكثر حاجةً، خلال فترة نهاية السنة، وفي العام 2015 تطوّرت الحملة لتشمل جميع الأراضي اللبنانية، والآلاف من العائلات الفقيرة. وفي شهري أيلول وتشرين الأول من العام 2019، التي شهدت فيها العديد من الحرائق في مختلف المناطق اللبنانية، وتحديداً في قضائي عاليه والشوف.

قامت “حملة دفى”، بتجميع وتقديم المساعدات العينية للعائلات المتضررة من اشتعال النار في الأحراج، واقترابها إلى أماكن سكنهم. لحقتها الأزمة الاقتصادية فازدادت أوضاع الناس من سيء إلى أسوأ، بفعل التراكمات السلبية لسلطة الأحزاب الحاكمة، قبل ثورة 17 تشرين أول 2019، وما بعدها مما دفع إلى استمرار الحملة، والتوزيع بشكل مباشر للمحتاجين. وتم إطلاق “حملة صامدون” بالتعاون مع تلفزيون NTV، وبعدها أطلقت حملة ثانية، بالتعاون من تلفزيون الـ MTV، فقُدمت المساعدات العينية، في مختلف مناطق العاصمة بيروت، بعيداً عن الإلتفات إلى الدائرة الإنتخابية، أو الإنتماء الطائفي، أو المذهبي، أو المناطقي، لتلك العائلات المحتاجة”.

وأضاف ربيز: “قبل إنتشار فايروس الكورونا في لبنان، تم توزيع الحصص الغذائية، في المركز الرئيسي للجمعية في كورنيش النهر، أما بعد انتشار الوباء، ومن خلال فريق المتطوعين، الذين التزموا بالإجراءات الوقائية، الطبية من إرتداء الكمامات والكفوف والتقيد بالتباعد الإجتماعي، وتولوا إيصالها إلى العائلات الأكثر حاجةً، بعد تسجيل أسمائهم وأماكن سكنهم وأرقام هواتفهم. وخلال فترة عيد الفصح، تمّ توزيع “القمحية” على المواطنين المحتاجين، في ساحة ساسين في الأشرفية، وفي شهر رمضان المبارك، ورغم ظروف التعبئة العامة، قمنا بالتعاون مع Faqra Catering، بتأمين وجبات الفطور على مدى أسبوعين من الشهر الفضيل، للعائلات المحتاجة والمستورة. وتم تنظيم أيام استشارات وفحوصات عامة طبية مجانية، بالتعاون مع بعض الأطباء الإختصاصيين. في المقابل إستلمنا أرضاً بوراً، بالقرب من المركز الرئيسي للجمعية، تم تحضيرها لتكون صالحة لزرع الخضار فيها، والتي بعد بلوغ مرحلة الإنتاج، تُوزع الكميات على العائلات المستورة”.

وتابع ربيز: “إن وجود النائبة بولا يعقوبيان، وإطلالاتها على الإعلام، في مختلف وسائله، ومواقع التواصل الإجتماعي، يشكل قوة دفع وهمة وحماس لفريق العمل من المتطوعين، وتحفيز للعمل الخيري، من خلال النشاطات والأعمال التي تقوم بها، ويشكل المقر الرئيسي للجمعية في بيروت، بمثابة خلية نحل لكافة فريق العمل، وفيه تستقبل التبرعات العينية، على مختلف أنواعها، (مواد غذائية، تنظيف، ألبسة، أدوية، وسواها). وتتولى هاله عبيد، إحدى مؤسسي “حملة دفى”، مهمة توزيع المساعدات في مدينة طرابلس، وتتولى المسؤولية في تقديم المساعدة والإشراف، روزيت يعقوبيان، أما قسم التطوع والتبرع، فتتولاه ألفت منذر،        (رقم الهاتف 569883/71). أما لطلب المساعدة بخصوص الحصص التموينية، فعبر رسائل خطية تكتب على موقع الواتساب، تتضمن الاسم والرقم والعنوان، من خلال رقم الهاتف: (862688/81). ومن ناحية أخرى يمكن التبرّع بـ “علبة دفى” Dafa Box، عبر تطبيق My Trolley على الهاتف الخليوي”.

كشافة المقاصد

من جهة أخرى، تحدث “مفوض عام جمعية كشافة المقاصد الإسلامية”، في لبنان، والرئيس السابق “لاتحاد كشاف لبنان”، نبيل بيضون إلى “كواليس” فقال: “في الأزمة الاقتصادية والمالية والإجتماعية والصحية التي أصابت البلد كله، وما رافقها من تنفيذ التعبئة العامة، بفعل انتشار فيروس الكورونا في لبنان، وتأثيراته على حياة المواطنين اليومية، أطلقنا العمل التطوعي، من ضمن أهداف ورسالة الحركة الكشفية المقاصدية، وتم بالتعاون مع “جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية” توزيع المساعدات العينية والغذائية وقوارير الغاز على العائلات المحتاجة، قدمت من أهل الخير من أبناء الجمعية، وبفعل الأوضاع الصحية الصعبة التي شهدتها البلاد، أعطيت التعليمات إلى الكشافين والمرشدات، للإلتزام بضوابط الوقاية الصحية، تحت شعار “خليك بالبيت”، عبر توزيع البروشورات على المواطنين، لمعرفة أخطار جانحة “كوفيد 19″، بالتعاون مع وزارة الداخلية والبلديات، بالإضافة إلى إقامة محاضرات وندوات تثقيفية صحية، عبر الـ Online، وأخرى تدريبية من أجل تقوية المهارات المهنية، وخلال شهر رمضان المبارك، أجريت مسابقة دينية، ارتبطت بالأدعية والمواعظ والتربية الإسلامية، ووزعت ثياب العيد على العائلات المحتاجة، في مختلف أحياء بيروت”.

وأضاف بيضون: “إن مفوضية بيروت في الجمعية، أقامت مطبخ للأكل تحت عنوان: “إفطار صائم”، ووزعت على العائلات المحتاجة، من أبناء مدينة بيروت، بمعدل 40 حصة يومية، وهذه المبادرات الإنسانية تدخل ضمن رسالة “جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية”، وبتوجيه من رئيس الجمعية الدكتور فيصل سنو، وبتعليمات من رئيس كشافة المقاصد الدكتور بلال حمد، وتم التعاون مع مجلس بلدية بيروت، ووزارة الداخلية والبلديات، تأمين داتا المعلومات، المتعلقة بالعائلات المحتاجة والتي أرقام سجلاتها في بيروت، من خلال فريق عمل من المتطوعين، الذين اهتموا بتخزين المعطيات الدقيقة حول هذا الملف”.

حــركــة الأمــة

بدوره تحدث “مسؤول اللجنة الإجتماعية في “حركة الأمة”، الشيخ وليد العمري إلى “كواليس” فقال: “إن اللجنة الإجتماعية في “حركة الأمة”، مستمرة في تنفيذ مشروع “الرغيف الخيري” في شهر رمضان المبارك وخارجه، لناحية توزيع الخبز، والعينات الغذائية، من الرز والسكر على العائلات المستورة، وذلك بعد صلاة يوم الجمعة من كل أسبوع، في مسجد الشيخ أحمد كفتارو في منطقة المصيطبة، وإن الدعوة مستمرة لأهل الكرم والخير، لناحية البذل والعطاء، من أجل مساعدة العائلات المحتاجة، ووزعت العينات الغذائية على العائلات المعتففة عن روح الإمام الخميني، كما قدمت الحصص الغذائية، على العائلات المستورة، في مدينة بيروت، مقدمة من سفارة الجمهورية الإسلامية في بيروت، وبالتنسيق مع “تجمع العلماء المسلمين”، بمناسبة يوم القدس العالمي”.

المركز الإسلامي

من جهة أخرى، تحدث “رئيس المركز الإسلامي- عائشة بكار”، المهندس علي نور الدين عساف إلى “كواليس” فقال: “إن رمضان شهر الخير والبركات والتسامح والغفران، ولقد كنا أوفياء لمحبي وداعمي وأصدقاء المركز، من خلال العمل الدؤوب والصدقية والشفافية، التي نتميز بها منذ مرحلة الإنشاء، وإن ثمرات هذه الأعمال مرئية للجميع، بما نقدمه من خدمات على أرض الواقع، لتكون ركيزة للعمل الخيري والإجتماعي والثقافي وعليه، لقد وضع المؤسسون الأوائل للمركز الإسلامي، أهدافاً واضحة للجميع، وبدأوا بتنفيذها منذ اللحظة الأولى، ومنها خدمة الفرد والمجتمع وتعزيز كرامته وإنسانيته، وقمنا من خلال اللجنة الإجتماعية تقديم وجبات الإفطار للصائمين وعابري السبيل، خلال شهر رمضان المبارك، والتي ناهزت ٣ آلاف وجبة يومياً، وارتفاع هذا العدد بهذا الشكل المخيف، يعود للأوضاع المعيشية والإقتصادية والمالية الصعبة والمتردية والمأساوية، والتي ازدادت تفاقماً مع إنتشار فيروس كورونا المستجد، وإقفال البلاد على مدى شهرين ونصف، وازدياد حالات الصرف الجماعي، في كافة القطاعات الإنتاجية، وفي العديد من الشركات والمؤسسات، العاملة في القطاع الخاص”.

وأضاف عساف: “هذه الوجبات الساخنة التي تحضّر وفقاً لمعايير الصحة العامة، وتم الإشراف الدائم عليها، من قبل اللجنة الإجتماعية، التي تولت تجهيز وجبات الإفطار، وتوضيبها وتوزيعها وإيصالها بكل أمان لكل المستفيدين، وإن الشكر للمساهمين والمتبرعين، ولجميع المشاركين والعاملين والمتطوعين، الذين تفانوا في عملهم الخيري والإنساني، وتواصل اللجنة الإجتماعية، على دعم العائلات المتعففة المسجلة لديها، وعددها 650 عائلة، حيث يقدم لها الخدمات الطبية والأدوية المجانية، بالإضافة إلى الحصص والوجبات الغذائية، والمساعدات العينيّة من ملابس وأغطية”.

وتابع عساف: “يعمل المركز الإسلامي، من خلال عياداته الصحية، (طب الأسنان، المعالجة الفيزيائية تخطيط السمع، تخطيط القلب، التصوير الصوتي، عيادة العيون، فحص ضغط العين والشبكة)، عبر تأمين معظم المتطلبات الطبية، لأبناء العاصمة بيروت، بإشراف أطباء متميزين واختصاصيين. وقمنا بالتعاون مع بلدية بيروت، لإطلاق حملة فحوصات مجانية للسكري والكوليسترول والتريغليسيريد، وحملة أخرى لفحص النظر وضغط العين وفحص الشبكة. في المقابل، أقامت المدرسة المهنية دورات تعليمية وتدريبية، لمساعدة ودعم ورعاية عدد كبير من الطلاب المتأخرين دراسياً، عن زملائهم في التحصيل العلمي. ويستمر معهد “بهيرة شريف كنيعو”، بتعيلم الخياطة وتصميم الأزياء، والقيام بخياطة العبايات وأثواب الصلاة، ليتم توزيعها على العائلات المحتاجة، أما بالنسبة إلى اللجنة الدينية، فأطلقت من خلال “مركز الحاج نزار شقير، لتحفيظ القرآن الكريم” بتخريج دورة لحفظة القرآن الكريم، بالإضافة إلى تنظيم دورة قرآنية صيفية، بإسم “دورة المرحوم الحاج حسن جارودي” في مسجد عائشة بكار”.

وأوضح عساف: “كما أقامت الدائرة النسائية، حصة تدريب عملي لدورة جليسية للأطفال، بالتعاون مع المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، ولا نزال مستمرين مشروع “كبيرنا”، الذي يهتم برعاية المسنين، عبر إقامة دورات مكثفة، لتدريب الشباب والشابات، لناحية العناية بكبار المسنين بالتعاون مع أطباء إختصاصيين في طب الشيخوخة والعائلة. وتم تنظيم دورة “شرفتونا للضيافة والخدمة”، بالتعاون مع الجامعة اللبنانية-الأميركية (LAU) في بيروت، عبر إعطاء دروس للفتيات، لتدريبهم على حسن التصرف واللياقة الإجتماعية، وذلك من خلال تأهيلهم لإيجاد فرص عمل لهن”.

وختم عساف: “من أجل متابعة بمساعدة الطلاب، في تقوية تحصيلهم العلمي، أقيمت دورات لطلاب مدرسة الدعم والتقوية، لإيصال الإفادة والتطور والتقدم، ومساعدتهم على التحدي الثقافي والنفسي، من خلال تدريبهم على تعزيز التواصل واللقاء فيما بينهم، والتماسك والوحدة من خلال تعريفهم وتحفيزهم، على إيجاد الحلول للمشاكل الاجتماعية، بأسلوب ابتكاري وحضاري”.

كلام الصور:

  1. 2- النائبة بولا يعقوبيان تشرف على المساعدات العينية.

3- بسام ربيز يتحدث إلى “كواليس”.

4- نبيل بيضون يتحدث إلى “كواليس”.

5- توزيع المساعدات العينية في حركة الأمة.

6- المهندس علي نور الدين عساف يتحدث إلى “كواليس”.

7- توزيع وجبات الإفطار الساخنة في المركز الإسلامي – عائشة بكار.

شاهد أيضاً

*حركة الأمة نبّهت من تكاثر الجمعيات الوهمية.. ودعت لمواجهة جشع الاحتكار والتجار*

*تساءلت حركة الأمة عن الغيرة ب “سمنة” والغيرة ب”بزيت” لدى البعض في لبنان*؛ حين *يستنكرون …