حلمي يتواصل لنلتقي في “موقع كواليس الإلكتروني”

 

ما زلتُ أتأبط الحلم الذي أبقاني منذ طفولتي، طفلة تبحث بفرح وجهد لا يكل ولا يتعب عن نافذة تطل منها على العالم، بدأت بنافذة غرفتي الصغيرة المطلة على شجرة “الكينا العملاقة” التي كانت تنقلني إلى حدائق الكون، حيث تغرد العصافير وتزغرد المواويل الممطرة بعرق الكادحين والمزهرة بضحكات الحصّادين والمحلقة باجنحة فراشات حقول الخير.. ومنها وبسحر إسطوري وجدت نفسي مطلة على “مستعمرة المطلة” في الأرض الفلسطينية المحتلة، والمجاورة لقريتي “كفركلا” فنضجت في قلبي الصغير القضية، وعرفت من عذابات الأطفال وتهجير العوائل وبيع الحقوق معنى الظلم، فأخترت جمع التبرعات لعلي بها أضمّدُ نزف الجرح، فجلت في شوارع بيروت وبيدي دفتر تبرعات، أطرق أبواب المسؤولين وكأنني وبدون قصد مسبق كنت أقرع ناقوسًا يذكرهم بشعبٍ أُحتلتْ أرضه لعلهم كأصحاب قرار يسارعون بالعمل على عودته حتى لا تستباح أرضنا وكرامتنا وبقية الماء في وجهونا، لكنهم دفعوا المال وصموا الآذان عن الهبّة للدفاع عن المظلومين، حتى وصلنا وللأسف لما نحن فيه اليوم لولا ثلة من المقاومين الذين باعوا جماجمهم لله، فحموا الأرض وصانوا العرض.
لجأت للقلم أبوح له حزني وأرسم به هواجسي، فأصبح صوتي العازف على الورق الأسمر قصائد ترسم أحلامي، فأخترت الكلمة سلاحًا، وكانت “كواليس” مساحة أنفتحت بها وفيها على نوافذ ذاتي أنقل عبرها وجعي الذي هو وجع أهلي ومجتمعي وأمتي والعالم الحر إينما وجد، وبقي الحلم مشرئبًا برأسه يسير أمامي كطائر الفينيق، ينهض من أية كبوة وينفض رماده عاشقًا للعطاء، متمردًا على كل ظلم رغم الأحداث والحروب والأزمات.
اليوم يبتسم حلمي الواثق بتوالده المنعش في روحي، يزف معي ولادة “موقع كواليس الإلكتروني”، المكّمل للطموح والشامل للتعاطي مع شرائح واسعة من المجتمع لم يكن بمقدور “كواليس” الورقية أن تصله بذات السرعة والشمولية، وإن كان شغفنا بالورق ما زال في أوجِه وسنكمل رسالتنا به بخطط مستحدثة تلبي متطلبات الشريحة الأوسع التي سنتوجه إليها كل في مكانه وحسب حاجاته.
حلمي اليوم يزف لأحبائي في كل مكان وبكل اللغات “موقع كواليس الإلكتروني” واعدًا بالتجدد لما فيه خير العطاء وجمال العلاقة المعطرة بالمحبة للجميع. من دون أن أنسى كل الزملاء الذين لولاهم لما أستمرت “كواليس”، والذين من دونهم لن يكون “موقع كواليس الإلكتروني”، وأخص بالشكر الصديق الوفي والأخ العزيز حسام عادل حمود، الذي بقي حلمي يرن في أذنه مستسنحًا الظروف – رغم ما نمر به من ظروف قاسية وسيئة- لمد اليد بسماحة لنسير معًا، فتلاقيه يدي وأيدي زملائي لنحقق التميز في موقعنا الذي سيكون صوت المحبة الشاملة ولقاء الأفكار البناءة المشرعة على عالم نتمنى ونسعى لأن يكون الأفضل.
فاطمة فقيه

شاهد أيضاً

مطر والعجوز يتذكران ٧ أيار:” لنترحم على الضحايا الأبرياء ولن نتباكى عليه بل سيكون عبرة لنا ولغيرنا”

  كتب ايهاب مطر عبر حسابه على منصة “اكس”: “٧ أيار ٢٠٠٨ كان يوماً مشؤوماً، …