المخاض السياسي اللبناني ولعبة البالون

د. السيد محمد الحسيني

بعد البحث والتدقيق: تبيَّن ان المخاض السياسي في لبنان لا موعد محدد لساعة الوضع او الولادة فيه. لأنه لا يخضع لمعايير علمية أو منطقية، إنما هو كالتوقعات المناخية من العلوم اللاخطِّية.
تعود بي الذاكرة إلى زمنٍ كنا فيه صِبيةً لا ترسو أقدامنا على برّْ .نكاد ندور حول أنفسنا دوران الكوكب الأزرق حول نفسه.
كنا نطرب باللعب ببالونٍ طويلٍ له فتحة ضيقة جداً ، لا نكاد ننفخ فيه حتى تجحظ أعيننا وكأنها ستُقلع من محاجرها ! حين نُفلته من بين أصابعنا يذهب في كل الاتجاهات وبشكلٍ لا خطيٍّ ، لا يُتوقع مكان سقوطه ويرافق تحليقه المجنون زعيقاً يستمر حتى آخر نفسٍ فيه!
هذا الزعيق الذي إختزنه بالوننا المجنون كان حبيس صدورنا . وهذا التحليق اللاخطّي التي تعجز قوانين نيوتن عن قياسه هو حنين أرواحنا إلى تفلُّتها من قيدها…
ما أشبه لعبتكم يا أصحاب السلطة في لبنان بلعبة بالوننا آنذاك… لكن الفارق كبير لجهة النفخ: البالون ، نحن من كان ينفخه ،أما لعبتكم فثمة من ينفخ فيكم وبشدة لتفقدوا صوابكم وصواب كل ذي عقلٍ يسعى…
انصحكم بالعودة لإقتناء بالوننا لعلكم تستعيدون بعض البراءة والطهارة والكرامة.

شاهد أيضاً

سلطه المعكرونه بدون مايونيز

معكرونه اي نوع تحبوه /طماطا مقطعه ناعم /حمص/خيارمقطع ناعم /جزر مبروش /فلفل اخضر مقطع ناعم …