@@ نشأة الحركة الماسونية @@ 

### الحلقة الثالثة ###

حسين ابو الحسن

تضاربت الآراء حول بداية نشأة الماسونية .. فمنها من يرجعها الى العصر الوسيط ومنها الى زمن الفراعنة ومنها الى العهود المتعاقبة في الهند ومنها الى زمن ظهور فلاسفة الاغريق ( أبقراط وأفلاطون وأرسطو وفيثاغوراس ومنها الى عهد الملك أحيرام والنبي سليمان ( الذي يلقبونه بالملك وليس بالنبي ) ومنها الى آدم عليه السلام ومنها ان الله هو المهندس الأعظم … وكتب الكثيرون عن نشأتها والأحوال التي مرت بها من اضطهاد وتنكيل مما اضطرها الى العمل في الخفاء وإخفاء أسرارها وطقوسها الا على المخلصين من روادها الى أن انتهى الأمر بها الى العصر الحديث 1717 م وصولا الى بداية القرن العشرين وحتى يومنا المعاصر .

وقد اتخذت الماسونية طريقها في العمل ضمن محافل سرية زمن الفراعنة وزمن الكلدانيين وكذلك في اليونان عصر فلاسفتها القدامى حيث سميت محافلها بمجالس الكبراء 600 ق. م . ثم انتشرت في كثير من البلدان من الهند الى اسبانيا ومناطق أوروبا ضمن تشكيلات جمعيات سرية .

ومع تطور الحركة الماسونية في أوروبا فقد تبناها القسم الأكبر من رجال الأكليروس ما بعد عام 620 م حيث كان يشار الى الماسونية بمدارس البنائين أو الأخوية الماسونية او الجمعيات الحرة ( بريطانيا ) .

ولن نغوص كثيرا في تاريخ نشأة حركة الماسونية في العالم … ومن يريد ذلك فعليه أن يتصفح الكثير من الكتب التي دونت حركة نشأتها وتطورها .

غير أنه من المهم الإشارة اليه هو أنه اذا كان هدف الماسونيين قديما هو إظهار الفن الهندسي المعماري والبحث عن النظام الكوني المتقن وتطوير العالم كي ينهض من حالة البداوة والتنقل الى حالة الاستقرار والمدنية مع ما يتعارض ذلك مع ملوك وفراعنة وأباطرة الأزمنة الأولى ( وهذا من باب حسن النية ) فإن الذي جرى هو أن اليهود تبنوا الحركة الماسونية منذ القدم وطوروها كي تخدم أهدافهم في السيطرة على العالم ضمن مقولة ” شعب الله المختار ” وضمن اسلوب ” الغاية تبرر الوسيلة ” . وقد استطاع اليهود فعلا إحكام السيطرة على الحركة الماسونية ووضعوا لها الدساتير والنظم والطقوس ورسموا درجات المسؤولية من الأستاذ الأعظم ونائبه الى السكرتير الأعظم وأمين الختم الأعظم الى درجات أقل في المهام والمسؤوليات والمراتب واعتمدوا وسائل الإشارات والرموز للتواصل بين الأعضاء او للتعارف فيما بينهم كما كان في طور نشأتها الأولى ، الى أن أحكموا السيطرة تماما بحيث أصبحت الماسونية الوجه الحقيقي للصهيونية . وقد تبنى حركة الماسونية المتصهينة كبار حاخامات اليهود وأثرياؤهم والكثير من باباوات وأساقفة المسيحية وعلى الأخص الآنجيليين والبروتستانت .

ماهي اهداف الماسونية ؟؟؟

إن المتتبع لأحوال تطور الحركة الماسونية يستنتج أنها هي حركة تدعي العمل على إنهاض البشرية في جميع المجالات كونها الحركة المتميزة بمريديها الذين يتمتعون بالقدرة العقلية والروحية والمهنية الفائقة وهي المتميزة باستقطاب الانسان الأفضل ليكون هو الحاكم على الأرض دون منازع ضمن شعار ” البقاء للأفضل ” كما ادعى ذلك فلاسفة الالمان في القرون الحديثة الماضية مثل نيتشة وفيختة ودارون وفرويد وأمثالهم وهم جميعهم يهود ومنهم وبهم نشأت الحركة النازية المتطرفة التي استندت على دعوات كتابها في تقسيم أجناس البشر الى ثلاثة وعشرين جنسا أفضلها الجنس الآري او الجرماني ووضعوه في المرتبة الأولى وكذلك فعلت الحركة الفاشية الايطالية التي ذاع صيتها أيام موسوليني . وأن شعار ” البقاء للأفضل ” ينسجم تماما مع شعار ” شعب الله المختار ” أي الشعب الأفضل الذي أختاره الله حسب زعمهم للتحكم والسيطرة على باقي شعوب الأرض …

اذن ، فقد انحرفت الحركة الماسونية في ما بعد الميلاد وحتى اليوم عن الطرح الأساسي لحركة نشأتها الأولى كما يدعي البعض من باب حسن النية والحقيقة أنها ومنذ نشأتها الأولى بنيت لتخدم الأهداف اليهودية للسيطرة على العالم اعتبارا من اعتقادهم بأنهم ” شعب الله المختار ” بينما هم بالحقيقة هم الشعب الأكثر حقارة ودناءة وخسة ونذالة وهذا ماتؤكده أدبيات ونشاطات اليهود عبر التاريخ وقد سموا بلسان الأديان السماوية بأنهم هم قتلة الأنبياء والصالحين ومحرفوا الكتب السماوية .

ومن أجل انجاح الماسونية الصهيونية وتحقيق أهدافها عمد عتاة اليهود الى وضع خارطة طريق مدروس باتقان للسيطرة على المال والإعلام واختيار الأشخاص اللامعين في طبقاتهم العلمية والمهنية والاجتماعية وتنظيمهم في محافلهم او نواديهم المتعددة تمهيدا للسيطرة على دول العالم تباعا … وهذا ما سنشير اليه لاحقا في الحلقات القادمة

شاهد أيضاً

في أجواء سورة الجمعة

✒️ المرجع الراحل السيِّد محمد حسين فضل الله. 📖 تفسير من وحي القرآن . _________ …