عقيدة إسرائيل ضد حزب الله انقلبت عليها ! ( 3 )

بقلم: جهاد أيوب

بعد معركة آل 11 يوماً أصبح ما كنا نسمعه من أهل المسؤولية، وما نتكلم به غيباً هو أمر واقعي ومادي، أي أن إنهاء إسرائيل ممكناً، قد يكون ليس حتمياً مع إننا نؤمن بحتميته، ولكنه على الأقل أصبح ممكناً!
لذلك، المرحلة المقبلة في حركة المقاومة مختلفة عن تقديم تنازلات من أجل المحافظة على إم العروس، والتلطي خلف وقوع أي معركة توصل إلى حرب ليست الآن، ولا بد من تأجيلها، وعدم المبادرة في إشعال الحرب والاكتفاء بالتصدي ليس حليماً، وبالطبع لا بد من دراسة كل الاحتمالات، وكل الظروف الراهنة، والهدايا التي قدمها العدو جراء همجيته في المعركة الأخيرة!
والعمل اليوم يختلف عن الأمس، خاصة أن ظروف المنطقة اختلفت كلياً، والمحاور التي حاربت دول الممانعة والمقاومة اصبحت تعيش القلق الداخلي بما حمل، وهي تزحف إلى عواصم كانت قد حاربتها زحفاً استسلامياً، وبمعنى اصح كلما خسرت إسرائل معركة كلما ضاق الخناق على اعداء المقاومة، من هنا يتطلم العمل من قبل محور المقاومة رؤية مغايرة بعد أن أثبت مجتمعاً خلال تاريخه منذ العام 1982 إلى اليوم أن هزيمة العدو الصهيوني أصبحت أمراً ميسراً وواقعياً، قد لا نُذكر بما قامت به المقاومة في لبنان من انتصارات على الاحتلال الإسرائيلي رغم تغلغل هذا الاحتلال في نفوس زعامات وأحزاب لبنانية تسقط وتتعرى مع كل هزيمة تصيب الصهاينة، إنما عمق فكرة التحرير داخل فلسطين كانت صعبة، ومربكة، وقد حصل من خلال تحرير الأقصى مرحلياً، وتثبيت أن القدس عاصمة فلسطين لم يعد يحتاج إلى براهين، فالمعركة أوضحت أن هذا التحرير ممكناً تحقيقه بعد ان تحقق في نفوس الجماهير الفلسطينية كلياً، ولا بد من المحور أن ينتقل إلى المرحلة القادمة، وهي الإعداد للحرب الأخيرة بعد أن تبين أن كل أدوات الحرب المقبلة كما تقدم أصبحت محققة ومتوفرة!
وذات إجتماع قال السيد حسن نصرالله أمام قادة المقاومة:” ستدخلون إلى أماكن لن تجدوا فيها من يواجهكم”…فعلاً ما قاله الأمين على الوطن والروح حدث في عكا وحيفا واللد، أي أن المعركة داخل فلسطين كشفت عورات جيش الصهاينة، وقدمت كما ذكرنا الهدايا إلى محور المقاومة، وهذا يعني أن الحرب المنتظرة لن تجعل إسرائيل تتكسر وتتشظى، بل ستتفتت كما زجاج السيارة دفعة واحدة!
لم يعد ممكناً الصمت حينما تتكالب السن الأعراب منهزمة ضد ما حقق في فلسطين نصراً وصموداً على الصهاينة، ولا قدرة على إخفاء هذا النصر مهما شكك به إعلام الأعراب، صحيح أن العقيدة الإسرائيلية اليوم رداً على هزيمة 2006 أصبحت ضد حزب الله في المعارك المقبلة تنطلق من خلال أن يكون النصر الإسرائيلي بيناً، وواضحاً، وسريعاً ” أيام معدودة” وحاسماً، وقد تحققت هذه العقيدة بشكل معكوس في المعركة الإسرائيلية الأخيرة ضد فلسطين الداخل، وكان النصر سريعاً، والصمود ل 11 يوماً ايماناً، وبيناً، وواضحاً، وحاسماً لدى الفلسطينيين ورجال المقاومة!
لا يوجد مبالغات بما قدم وقيل وحصل، فتلك العقيدة رسمتها وقررتها القيادة العسكرية والسياسية الصهيونية، وكانت قد قررت أن تكون الشعار الحاسم في الحرب المقبلة ضد حزب الله، لكنها انعكست هزيمة ضد إسرائيل في معركتها داخل فلسطين، وهذا يتطلب قراءة جديدة ومتأنية من قبل محور المقاومة، ووضع استراتيجيات للحرب الحاصلة، والنابعة من حال هزائم إسرائيل والدول الأعرابية، وانشغال أميركا بخوفها من التقدم الصين!

  • تداعيات استراتيجيات تذوق النصر في فلسطين

شاهد أيضاً

8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة

تؤثر خيارات نمط حياتنا بشكل كبير على صحتنا، حيث يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي أو …