لن تنتهي المأساة اللبنانية إلا بنظام رئاسي ديمقراطي

حسن أحمد خليل، تجمع استعادة الدولة

كان اللبناني يشوف حاله على الخليجي، واذ بالخليج يستفيد من كل طاقاته وكفاءاته، ليصبح مثال التطور.
بعد انجازات الامارات، لمن لا يعرف، عليه مراقبة تطور المجتمع السعودي.
مصر مع ازمتها السكانية، تتمتع بفورة اقتصادية مميزة، وبرهن شعبها بالادلة انه يحب بلده اكثر من حب اللبناني لبلده. اغاني فيروز والهجرة ليست دليل.
برهن الشعب السوري بعد كل محنته، وبغض النظر عن راي اللبناني العنصري بالسوري، انه وطني وقومي اكثر من اللبناني، وان مؤسسات الدولة السورية مع كل ماسيها متماسكة.
كما أن الجزائريين ورغم حجم الفساد الذي كان ينهش بالدولة، الا انه بلحظة نداء الوطن يتوحد الجيش مع الشعب ضد الفساد وتعود الجزائر من جديد اقوى واصلب واسرع تطورا.
هذا هو الواقع مشرقياً وخليجياً ومغربياً، وحتى افريقياً، في موريتانيا ودجيبوتي وجزر القمر.
ماذا الذي يميز لبنان واللبنانيين عن هذا الواقع؟
هناك راس تنفيذي في اغلب الدول. في لبنان هناك ٣ رؤوس كبيرة، وكل منها يتصرف كالرئيس الفعلي، وعشرة متوسطة وعشرات صغيرة، كل منها يتصرف وكأن القرارات الدولية لا تمر بدون بصمته، ومرجعيات روحية تعمل لديهم، اشبه بالمحتسبين ايام فساد الخلفاء وامراء المؤمنين. كلهم يؤلفون مجتمعين منظومة سياسية مالية مصرفية صحافية خبراتية نقابية وبلدية، نخرت كل مفاصل الدولة, وزرعت رجالاتها في النقابات والبلديات والتوظيفات والتنفيعات. وافسدت التواصل الحضاري في الحياة الاجتماعية، وجعلت الناس تشكك ببعضها الى حد الكراهية.
لن تنتهي الماساة اللبنانية إلا بنظام رئاسي ديمقراطي، بعيدا عن نظريات التفاهة كالديمقراطية التوافقية، والعيش المشترك، وكأن لبنان فيه شعوب وحضارات مختلفة، بينما النفاق والفساد هما القاسم المشترك عند الجميع، بدون استثناء.
يطرح البعض الفيدرالية والكونفدرالية، وهما متناقضان في الجوهر والصلاحية، وتختلط الامور مع اللامركزية الادارية الضرورية، فقط لتفجير نزعة عنصرية. يطرحونها على اساس طائفي، بينما تاريخ المكونات لكل طائفة في لبنان ممزوج بدم الاقتتال الداخلي اكثر منه مع اخرين، والبعض ما زالت اصابعهم على الزناد.
الحل بدولة واحدة قوية عادلة حازمة يراسها رئيس مصدر سلطته من الشعب، كما حكومته والمجلس النيابي. وياخذ كل سياسي حجمه، وتنزع صفة الالهية عند بعض الذين ضرب البخار في رؤوسهم، فصدقوا انهم فعلا انبياء ورسل. وهذا الحل يحتاج حد ادنى من البلوغ والوعي السياسي عند الشعب نفسه. لذلك نقع في نفس الدوامة كل ١٥ سنة او اقل. لا بد من كسر هذه الوتيرة. كيف؟ هذا هو السؤال المعجزة.

شاهد أيضاً

الفصائل الفلسطينية: مستعدون لسيناريو اجتياح رفح وواشنطن تتحمّل مسؤولية هذا العدوان

  الفصائل الفلسطينية تصدر بياناً بشأن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب وحرب الإبادة على قطاع …