بُحيرة القرعون… “مُستنقع الموت بدل من مصدر للحياة”.. “الإنتقائية لا تصنع الرجال”

علوية لـ”كواليس”: مليارات صرفها مجلس الانماء والاعمار ووزارة الطاقة ذهبت من دون منفعة

• البقاع الغربي ـ أحمد موسى

“صور كارثية لبحيرة القرعون حوّلتها من مصدر حياة إلى مستنقع للموت”، مشهدية الصور “الكارثية” لبحيرة القرعون التي تحولت من مصدر للحياة الى مستنقع للموت، فيما يستمر مسلسل الأسماك النافقة في محيط البحيرة، حيث تشير تقديرات المصلحة الى إنتشال ما بين 400 الى600 كيلوغرام من السمك النافق يتم يومياً من البحيرة ويتم بيعها في مختلف المناطق اللبنانية.

علوية لـ”كواليس”: الصرف الصحي أغرق البحيرة بـ60 مليون متر مكعب
المدير العام لمصلحة الليطاني لنهر الليطاني سامي علوية لـ”كواليس” انه من الاكيد أن البحيرة “ملوثة بشكل كبير” فيما “المليارات التي صرفت على البنى التحتية ومحاولات معالجة ازمة تلوث القرعون من قبل مجلس الانماء والاعمار ووزارة الطاقة ذهبت من دون منفعة”. ويؤكد علوية “أن سبب المشكلة الصرف الصحي الذي أغرق هذه البحيرة بما يقارب 60 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي”.
المراسلون ليسو هامشيين..والانتقائية لا تصنع الرجال
علوية الذي دأب منذ توليه إدارة المصلحة الوطنية لنهر الليطاني في “شنّ الحروب يمنةً ويسرى على كل جبهات المؤسسات التي تسبّب التلوث لليطاني وبحيرة القرعون، لكن دون جدوى، سوى حفظ الدعاوى القضائية التي راحت خبط عشواءٍ في الجوارير كأسلفها من القضايا المحضية، والليطاني والبحيرة بزخر بالتلوث القاتل والملوثين الذين ينظرون باستهزاء وازدراء، وعلوية يشبك الأثير مع الصورة من خارج مكان التلوث ولو لمرة واحدة في جمع الإثنين من مكان الحدث، متخذاً لنفسه الجلاد والقاضي معاً متناسياً أن في منطقة التلوث أصحاب حقّ ونقل الصورة عن قرب وبوضوح، وللحقيقة العتب على قدرٍ من المسؤولية والمحبّة ونقل الصورة بمصداقية ووضوح، فتجاهل الأقلام ومراسلي الوكالات والصحف والتلفزة والإذاعة ليسوا هامشيين بل هم من يصنعون الكلمة وينقلون الصورة أكثر وضوحاً، والرجال لا تثصنع بالعنتريات والتراشق والإنتقائيات.


ونهر الليطاني الذي يصب في بحيرة القرعون، أطول وأكبر نهر في لبنان (طوله 170 كلم) لكنه يعاني منذ سنوات تلوثا حادا، بسبب مياه الصرف الصحي والمعامل الصناعية التي تصب فيه مباشرة من دون معالجة.
وع “الوعد يا كمون”، بعد ستين عاماً على مشروع البحيرة، قالت نتائج تحاليل المجلس الوطني للبحوث العلمية أن “بحيرة القرعون ومعها الليطاني ماتا سريرياً بسبب نسب التلوث القاتلة التي دمّرت الحياة المائية فيهما”. إعلان، وبرغم إدراك الناس ومعهم المسؤولون في الدولة “تلوث النهر وبحيرة القرعون منذ نحو ثلاثين عاماً”، إلاّ أنه ترك أثره على مجمل الحياة اليومية والاقتصادية والزراعية والصحية للمنطقة.


مستنقع يقتل محيطه: هذه سموم البحيرة

تقع بحيرة القرعون التي كان يجب أن تكون مصدر إنماء كبيرا لمنطقتها أولا، ولكل لبنان ثانيا وفي قلبه الجنوب، ضحية ملوثات حوض الليطاني من منبعه في العلاق إلى مصبه فيها، في البقاع الغربي.
تنتج هذه الملوثات عما يوّلده قطاع مياه الصرف الصحي المنزلي في البقاع والذي قدر بحوالي 45.4 مليون متر مكعب سنة، ويتوقع أن يصل إلى 62.9 مليون متر مكعب بعد سنوات عدة. وتتلقى البحيرة أيضاً عبر الليطاني النفايات الصناعية السائلة والخطرة لـ650 مؤسسة صناعية ومزرعة ومعملا تنتشر في كامل حوضه الأعلى ويفوق حجم نفاياتها المليون متر مكعب من الملوثات الخطرة.
“وباء غامض” يفتك بملايين الأسماك في بحيرة القرعون
فقد أدى تلوث غير معروف السبب إلى نفوق ملايين الأسماك في بحيرة القرعون شرقي لبنان. واختلف خبراء بيئيون في تحديد أسباب هذه الظاهرة، مع ترجيح أن يكون التسمم ناتجا عن فيروس وبائي.
لا يمكن للكاميرا أن تنقل رائحة الموت، هي فقط توثق نفوق ملايين الأسماك التي تلفضها الأمواج على ضفاف بحيرة القرعون في وادي البقاع شرق لبنان.
المجزرة البيئية لم يُعثر على أي تفسير علمي دقيق لها، فالفحوص الأولية أضهرت أن سمك “الكارب” النافق أصيب بـ”نزيف”، وفي الفحوص العلمية المخبرية تُشير المعطيات الأولية إلى “تعطّل في الأعضاء الحيوية قبل النفوق”.
صور كارثية لبحيرة القرعون وخبراء بيئيون حوّل البحيرة إلى “خزّانٍ سام”
الخبراء البيئيون يرجحون “أن وباءً غامضاً تسبّب بهذا التسمّم الكبير”، لكن حجم التلوث الذي يكاد يحول بحيرة القرعون إلى “خزّانٍ سام” يجعل البحث عن السبب “عمليةً علميةً معقدة”، إذ يكفي أن تصبّ في البحيرة مجاري الصرف الصحي من عدد من قرى وبلدات حوض الليطاني حتى تتسمّم البحيرة بما فيها ومعها تتسمّم الحياة المائية.
ووفق خبراء فإن سموم “السينوبكتيريا” المتواجدة في البحيرة منذ أكثر من 12 سنة، هي من الأسباب والعوامل الرئيسية التي ضربت الحياة في البحير ومعها مات كل شيء.


انعدام للحياة المائية ومكوناتها
لا حياة بشرية قريبة من بحيرة القرعون تستمتع بجمالها، بل إن ما يفرزه البشر من مياهٍ آسنة ونفاياتٍ صناعية وسموم استشفائية ومبيداتٍ زراعية خطرة، تُشكّلُ “تهديداً مستمراً للحياة المائية مع كل مكوناتها” وتحوّل هذا المكان إلى “مصنعٍ بكتيريّ خطر وسمومٍ قاتلة”.
تأتي هذه المجزرة البيئية الخطرة بعد أعوامٍ من إقرار البرلمان اللبناني قانون يفرُض ويُنظّم تنظيف مجرى نهر الليطاني من منبعهِ إلى مصبّهِ، لكن لبحيرة القرعون صورة أخرى يتجلى فيها “ضعف آداء السلطات الحاكمة”، ملايين الأسماك نفقت في بحيرة القرعون التي لم تجد من يدعو إلى “إعلان حالة طوارئ بيئية”، أو أقله يدعو إلى “تطبيق قوانين يُفترض أنه معمول بها”.
المسطح المائي الأكبر في لبنان
تختم بحيرة القرعون مجرى الليطاني وحوضه الأعلى مشكّلة المسطح المائي الأكبر في لبنان. يبلغ طول البحيرة 5.4 كيلومترات، أما عرضها فيصل في أوسع نقطة منه إلى 2.1 كيلومتر، وينحصر في 1.5 كيلومتر في أضيق نقطة.
تصل القدرة التخزينية وسعتها لبحيرة القرعون إلى 222 مليون متر مكعب، يستخدم منها 160 مليون متر مكعب سنويا للري وتوليد الطاقة الكهرومائية (169 ميغا واط كهرباء)، بينها 60 مليون متر مكعب كمخزون للموسم الجاف.
يتم تخزين حوالي 40 مليون متر مكعب على أقل تقدير خلال السنة ضمن طبقة تغذية سطحية هيدروجيولوجياً، وتعتمد بحيرة القرعون نظاماً ديناميكياً حيث تتلقى جزءاً كبيراً من نهر الليطاني وجزءاً أقل بكثير من المياه الجوفية عبر الشقوق والتصدعات في قعرها.

شاهد أيضاً

وليد جنبلاط واستقبال كبير في عاصمة الأم الحنون للموارنة

بقلم ناجي أمهز المقدمة وأتحدث هنا عن زعيمي هما الشهيد رشيد كرامي ووليد جنبلاط رشيد …