المرجع المجدّد السيد محمد حسين فضل الله
إعداد وتنسيق د. علي رفعت مهدي
قد يثير الصوم مشاعر الإنسان في الأجواء الروحية نحو أفقٍ أبعد، فينتقل من الشعور بالجوع والحرمان إلى ما ينتظره في يوم القيامة من جوع وعطش عندما يطول وقوفه بين يديّ الله على أساس الأعمال المنحرفة التي تنتظر من خلالها الحسابات الدقيقة الطويلة .. فيعمل في الدنيا ليخفّف عن نفسه هذا الموقف الطويل ، بما يتراجع فيه من خطوات ، وما يصحِّح من أخطاء .. وما يتحرَّك نحوه من مشاريع وأهداف … وهو ما نستوحيه ممّا قاله رسول الله (ص) : الصوم جنة من النار . وما روي عن باب مدينة علم الرسول الامام عليّ(ع) : ” صوم النفس عن لذات الدنيا انفع الصيام ….”
أيها الأحبة;
لقد أعطانا الله قلباً من أجل أن نصنع منه الحب، الحب الإنساني، الذي إذا تحرّك في الحياة، فإنه لا يجد أي حاجز يحجزه عن إنسان آخر، لأن الحب ينطلق من الله، فالله هو المحبة، وعندما تتحرّك المحبة من الله صافية نقية طيبة مطلقة فأيّ معنى لأي حاجز، فالله المطلق لا حدود له، والحب الإلهي حين يتأنسن يأخذ شيئاً من معنى أخلاق الله، وفي الحديث ورد: ” تخلّقوا بأخلاق الله …”
والحمد لله رب العالمين
إعداد وتنسيق د. علي رفعت مهدي