أبو الصادق العاملي
أثناء قيام المجاهدين بتوزيع ما يقدمه المجاهدون على أهل القرى ، قصد أحدهم منزل إمرأة في منتصف السبعين من العمر ، يقول :
طرقت بابها وعرفتها بنفسي أنا فلان فرحبت بي، قدّمت لها ظرفاً صغيراً فيه مبلغ مالي تقدمة من المجاهدين إلى أهلهم الشرفاء .
لم تمسك الظرف نظرت إليه ونظرت في وجهي لتقول : “إنتو يا إبني قدمتو كتير ، قدمتو دم لرجعت عالبيت ، قدمتو عمركن عم تقاتلو كرمالنا ، نطور شوي ” .
قامت تمشي على عكازها وصلت إلى (الفيترينا) فتحتها وأخرجت علبة كرتون صغيرة ، كأنها علبة ابريق شاي ، فتحتها وقالت “يا إبني ، أنا الحمد لله مش بحاجة ، الله ساترها وبنتي قايمة بالواجب وهيدا الصندوق أنا عاملتو قجة عم جمع فيها للمقاومة” ، أحضرت كيسا أفرغت ما في الصندوق من مال وأعطتني إياه وهي تقول : “أنا ما عم رد هديتكم ، بس والله مني بحاجة خدها مني ووصلها لحدا من الشباب ، أعطيها لجريح وهول كمان مني للمقاومة ” ونظرت في عينيَّ وقالت : “الحمد لله إنو أنت وصغير كانت تجيبك أمك وارقيك وحملتك عإيدي مرات كتيرة ، الحمد لله شفتك شب وشفتك بالمقـاومة” .
يكمل القول : دمعت عيناي صدقا وخجلت منها “ما عرفت شو قول ، انربط لساني ، ما بعرف شو إحكي مع وجود هيك ناس بمجتمعنا” .
🌷 شعب بهذا الوفاء وهذا العطاء ، لن تهزمه كل قوى الإستكبار ولو اجتمعت عليه ، تحية لتلك الجنوبية المؤمنة المجاهدة ، ولكل من آمن بالمقاومة وحضنها ودعمها من أي موقع ومكان.