المفتي قبلان: المشكلة الحكومية داخلية

فضل الله: الحكومة مقابل الاستقرار السياسي

أحمد موسى

رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ان مشكلة الحكومة داخلية لكن بكلمة سر أميركية ومن جرب المجرب ضيع الناس والوطن،، فيما اعتبر العلامة السيد علي فضل الله أن الإصلاح في البلد مرتبط بتشكيل الحكومة

قبلان


فقد أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة إلى أن “من نهب البلد لا هم له إلا الابتزاز والمزيد من محاولات السيطرة والاحتكار بمختلف أشكاله، أما جوع الناس وجنائزها وبؤسها لا يهمه من قريب أو بعيد، والمتهم بذلك كافة الطبقات السياسية والمالية والإدارية والأمنية، التي شاركت بهذا الإفلاس والنهب”، لافتا إلى أن “البلد بلا حكومة، وإقطاعية التفليس همهم شركاتهم ومؤسساتهم ونفوذهم، حتى لو مات كل اللبنانيين من البؤس، المبدأ عندهم السلطة في خدمة الزعامة وليس العكس، والحكومة “حكومة طرابيش” وليحترق البلد، والدولة أصلا مشروع مزرعة سائبة، والبكاء على الأطلال مجرد مسرحية، أما مبدأ إذا لم يتوفر الخبز للفقراء لن يتوفر الأمن للزعماء، فهذا مبدأ أصبح مفقودا في هذا البلد، لأن “الزعامة مطمني بالها” من أتباع لا يرون ولا يسمعون إلا ما تراه الزعامة.
هيل
أما بخصوص زيارة المبعوث الأمريكي ديفيد هيل، وجه المفتي قبلان خطابه إلى هيل “المشكلة في لبنان وكلاؤكم الذين تم زرعهم في مفاصل الدولة والمصرف المركزي والنظام المالي الاقتصادي والإعلامي، وما يعاني منه لبنان اليوم هو نتيجة حصاركم واللعبة المالية التي تقودونها، والمشكلة الحكومية داخلية لكن بكلمة سر أميركية، وجمهورية الفساد التي نعيش فيها ليست مجهولة المنشأ، خاصة المنشأ الدولي، وعلى مستوى خيار الشرق أنتم من يمنعه عبر طواقم سياسية ما زالت عينها على واشنطن، ولا يهمها بيروت أو لبنان أو شعب لبنان”.
نهب البلد
وختم المفتي قبلان خطبته “يا شعب لبنان، فليوحدكم الجوع والبؤس والانهيار، لأن مزيدا من الاتكال على من نهب البلد وما زال ينهبه ويحتكره سيحرق البلد، ومن جرب المجرب ضيع الناس والوطن”.


فضل الله
بدوره رأى العلامة السيد علي فضل الله، في خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية، أن لبنان الذي مرت عليه قبل أيام الذكرى 46 للحرب الأهلية التي اندلعت في العام 1975، والتي يستعيد فيها اللبنانيون المآسي والويلات التي تركت آثارها التدميرية على الحجر والبشر والاقتصاد، ولا يزال لبنان يعاني من تداعياتها..
إننا نستذكر هذه الحرب الدامية لا لنكء الجراح التي اندملت أو لإثارة الأحقاد والضغائن التي لا نريد لها أن تبقى بل لمزيد من الوعي لدى اللبنانيين وأن لا يكرروا الأخطاء التي أدت إلى نشوبها أو أن يقعوا مجدداً فريسة من استفادوا من هذه الأخطاء وحولوا لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.
لقد بات واضحاً دور الأيادي الخارجية في صناعة الحرب الأهلية وتغذيتها وتسعيرها، ولكن هذه الأيادي ما كانت قادرة على العبث بالواقع اللبناني لولا الانقسام الداخلي بين الطوائف والمواقع السياسية وعدم اعتماد لغة الحوار لمعالجة الهواجس الموجودة لدى هذه الطائفة أو تلك أو هذا الموقع السياسي أو ذاك مما جعل الجميع ينخرطون فيها ويعانون، لذا نرى أن من حق اللبنانيين أن يخشوا تجدد هذه الحرب وهم يرون كل التوتر الحاصل على الصعيد السياسي أو في علاقة الطوائف ببعضها البعض والذي نشهده عبر المنابر الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي والذي إن استمر قد يأتي من يستفيد منه ويغذيه لمن يرى مصلحته في إشعال حرب.
إننا نريد للبنانيين أن تبقى مآسي هذه الحرب في ذاكرتهم وماثلة أمامهم حتى لا يلدغوا من جحرها مرة أخرى.
في هذا الوقت، تزداد وطأة الهم المعيشي على اللبنانيين بفعل تدني القدرة الشرائية لديهم وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ووقوفهم طوابير أمام محطات المحروقات لعدم توفر مادة البنزين والمازوت، أو ما حصل أمام الأفران والنقص في الدواء وزيادة التقين في الكهرباء وفي الحديث المتزايد عن قرب رفع الدعم من دون بديل، فيما لا يبادر من بيدهم القرار بأية خطوات جادة وسريعة وفعالة لمعالجة هذا الواقع سوى في مسكنات لا تسمن ولا تغني من جوع المواطن وحاجاته.
إشغال الناس
وفي ظل هذا الواقع لا يزال اللبنانيون ينامون على عنوان سجالي ليستفيقوا على آخر، وكأن الهدف لدى المسؤولين هو إشغال الناس عن تقصيرهم بدلاً من استنفار جهودهم على مختلف المستويات للتخفيف عنهم ومعالجة مشاكلهم المستعصية وجوعهم القاتل.
ومن المؤسف وفي هذا المجال أن تُدَخل العناوين الإصلاحية والسيادية لتكون مادة للسجال، كالذي طرح سابقاً حول التدقيق الجنائي وهذا ما نخشى أن يتكرر في الحديث عن ترسيم الحدود البحرية والتي تتعلق بسيادة لبنان وثروته المائية وما قد يكون فيه من غاز أو نفط يتحدث المعنيون بأنها كفيلة لمعالجة مشاكل لبنان الاقتصادية، حيث سيؤدي استمرار مثل هذا السجال إلى إضعاف الموقع التفاوضي للبنان في ثروته.
ومن هنا، وأمام هذا الاستحقاق، فإننا ندعو الجميع إلى موقف موحد، وأن لا يفرطوا بمصالح اللبنانيين وبمستقبلهم وبحريتهم، وأن تتم كل الإجراءات التي تضمن قدرة لبنان على تثبيت حقه في مياهه وفي الاستفادة من ثروته وان لا يتوقف بفعل الضغوط الدولية او المماحكات الداخلية فاللبنانيون الذين بذلوا الدماء لتحرير أرضهم لن يغفروا لمن يفرط بحبة ماء منها.
الحكومة
ونعود إلى تأليف الحكومة التي من الواضح أنها هي الأساس في حل مشاكل هذا البلد إن قامت على أسس صحيحة وكان هاجسها هذا البلد وإصلاح مؤسساته، فهي لا تزال رهينة القوى المعنية بتأليفها حيث لا يبدي أي منها استعدادا للتنازل عن مواقفه وحساباته ومصالحه مما يوحي أن لا أحد منهم يريد تشكيل حكومة في ظل الوضع الحالي، ولذلك لم تنجح كل المبادرات الداخلية والحركة الدبلوماسية الخارجية أن تحقق اختراقا على هذا الصعيد أو أن تُقرب وجهات النظر بين المتنازعين على الحصص والمواقع.
إننا أمام ذلك نعيد دعوة كل الذين لا يزالون يقفون حجر عثرة أمام التأليف أن يرأفوا بهذا البلد الذي يخسر بهذا التأخير ماله وثرواته واقتصاده وصورته أمام العالم وأن يرأفوا بإنسانه.
لقد آن الأوان لكل هؤلاء أن يعوا ان لا خيار لهم إلا الحوار والجلوس وجها لوجه للتفاهم فالبلد لم يبنى ولا يبنى إلا بالتوازن والتفاهم والتنازلات المتبادلة لحسابه.
ونبقى أخيراً عند الاعتداء الذي تعرض له المفاعل النووي في نطنز والذي يحمل بصمات صهيونية.
إننا نرى أن هذا الاعتداء لن يزيد الشعب الإيراني إلا تصميما على الاستمرار ببرنامجه السلمي وتطوير قدراته على هذا الصعيد ولن يفت ذلك من عضده وقوته.

شاهد أيضاً

الفنان الفلسطيني سانت ليفانت يكشف عن أغنيته “قلبي ماني ناسي”

سانت ليفانت يقدم “قلبي ماني ناسي” بأسلوب موسيقي متنوع ومعقد رسالة عميقة ومؤثرة من خلال …