قصة لها معنى… ملعقة الزيت*

إعداد أسماء جابر

يحكى أنّ تاجرًا كان لديه ابن يشكو من التّعاسة ولكي يُعلّمه معنى السعادة، أرسله لأكبر حكيم موجود بذلك الزمان.

وحين وصل لقصر الحكيم وجده فخمًا وعظيمًا وكبيرًا من الخارج.

وحين دخله سأل الحكيم: هل لك أن تخبرني بسرّ السّعادة؟

فرد الحكيم : أنا ليس لديّ وقت لأعلّمك هذا السّرّ ولكن اخرج وتمشي بين جنبات هذا القصر ثمّ ارجع لي بعد ساعتين .

ووضع بين يديه ملعقة بها قليل من الزيت و قال له : ارجع لي بهذه الملعقة، واحرص على ألّا يسقط منها الزيت!

فخرج الشاب وطاف بكل نواحي القصر ثم رجع إلى الحكيم.

فسأله: هل رأيت حديقة القصر الجميلة المليئة بالورود؟
قال الشاب: لا !!
فسأله مرة أخرى: هل شاهدت مكتبة القصر وما فيها من كتب قيمة؟
فرد الشاب: لا!!
فكرر الحكيم سؤاله : هل رأيت التحف الرائعة بنواحي القصر؟؟
فأجاب الشاب: لا!!
فسأله الحكيم: لماذا؟
فرد الشاب: لأنني لم أرفع عينيّ عن ملعقة الزيت خشية أن يسقط مني.. فلم أر شيئًا مما حولي بالقصر !!

فقال له الحكيم:
ارجع وشاهد كل ما أخبرتك عنه وعد إليّ.
ففعل الشاب مثل ما قال الحكيم وشاهد كل هذا الجمال ورجع إليه.
فسأله الحكيم:
قل لي ماذا رأيت؟
فانطلق الشاب يروي ما رآه من جمال وهو منبهر وسعيد.
فنظر الحكيم لملعقة الزيت بيد الشاب فوجد أن الزيت سقط منها.

فقال له:
انظر يا بنيّ.. هذا هو سرّ السّعادة.

فنحن نعيش في هذه الدنيا.. وحولنا الكثير من نعم ربّنا لنا. ولكنّنا نغفل عنها ولا نراها ولا نقدرها لانشغالنا عنها بهمومنا وصغائر ما في الحياه.
السعادة يا بني أن تقدر النعم وتسعد بها وتنسى ما ألمّ بك من هموم و مشاكل مثل ملعقة الزيت.. نسيتها حين التفتّ للنّعم من حولك فسقط الزّيت!!

قدّروا النّعم و اشكروا ربّنا على نعمه الكثيرة …
ستعيش مرّة واحدة على هذه الارض…
إذا اخطأت اعتذر..
وإذا فرحت عبّر ..
لا تكن معقدًا..
والأهم
لا تكره ….
ولا تحقد….
ولا تحسد….
استخدم ابتسامتك لـتغيير الحياة ولكن لا تدع الحياة تغيـّر ابتسامتك…..

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة : أنقاض غزة تحتاج 14 عاما لإزالتها

قدرت الأمم المتحدة حجم الركام والأنقاض الذي يتعين إزالته في قطاع غزة بحوالي 37 مليون …