بين الأحلام والأقلام

الشاعرة رانية مرعي

بئسَ الزمانُ، زمانٌ تتهاوى فيه الأحلامُ والأقلامُ فيصير الأملُ ذكرى والغدُ عدوًّا مبينًا.
بئس الوقتُ، وقتٌ يعاجلُنا بالطعنات والخيبات فيسرق من عيوننا جذوةَ التمنّي ويترك على شفاهنا الدامعةِ ألفَ حسرةٍ تتسرّبُ إلى مسام الرّوح.
هل نستسلمُ؟ هل نطأطئ أقلامَنا للعويل؟ فنكتب نهايةَ الرحلة التي لم تبدأ بعد.

والحبُّ؟ هل نروّعُ إيمانه بالفرح؟ فنغتال بأيدينا ما تبقّى فينا ومنّا.
أيّها الحي الذي لا يموت.. أيُّها الخالدُ كالرّبيع..
أعطنا من نورِك ملامحَ الدّهشة
اسكبْ على انكساراتِنا كبرياءَ الصّمود
وانفخْ فينا شهقةَ الحياة
أيُّها القلمُ الثائر تأهّب .. فالأبجديّةُ في خطر.. والذّاكرةُ تتلاشى.. وصدى أمجادنا يأفلُ..
عانق أناملي وتآمروا على الصّدفة..
اكتبوا برحيق التّحدّي قصتنا لكل الأنام:
“.. كان في سالف الأيّام، يا سادة يا كرام
وطنٌ شريفٌ.. تلاعبَ به القدر وأنقذه حبرٌ مقاوم.. أبى أن يجفَّ قبل أن يعيدَ حكايةَ المجد على مسامعِ الأزمان…”.
قلمي وأفكاري وورقٌ بكرٌ… ومساحاتٌ بيضاءُ تبسطُ سطورها لكلمةِ حقٍّ سيسألنا عنها يومًا… الضمير!
ولن يبقى في جعبةِ الحياة إلّا قصاصات كُتِبَ عليها بحبرِ الوفاء… أسماء كلِّ الشّرفاء الذين اشتروا الوطن وباعوا تذاكر السّفرِ في أرضٍ بلا عنوان… ومزّقوا جوازاتهم كي لا تُغتالَ الحريّة بأيدي الغرباء…
لن تنطفئَ مشاعلُنا..
نحن درّةُ الشّرق ومنبتُ الكلمة ..
نحن سفرُ الحرف ومعقلُ الإبداع ..
نحنُ أسطورةٌ خالدة لا تموت ..
أمانةُ إله!

رانية مرعي

شاهد أيضاً

سلطه المعكرونه بدون مايونيز

معكرونه اي نوع تحبوه /طماطا مقطعه ناعم /حمص/خيارمقطع ناعم /جزر مبروش /فلفل اخضر مقطع ناعم …