ثائر من الجولان…. المجاهد الراحل سليمان العلي

الشظايا تملأ جسده وبقي مصراً على قتال العدو الصهيوني

انس الحسن

قصة المجاهد الراحل سليمان محمود العلي مع الجهاد هي واحدة من البطولات التي تسجل في التاريخ ، فهو حامل براءة وسام جرحى الحرب من مواليد قرية الدوكة ١٩٢٥ منطقة البطيحة، ومختار قرية الدوكة من عام ١٩٦٣ وقد كان الراحل مختاراً لمخيم الوافدين ويعتبر من أقدم مخاتير الجولان .


قال المجاهد الراحل سليمان العلي إن قريته الدوكة تتبع ناحية البطيحة منطقة فيق وتقع على الشاطئ الشرقي لبحيرة طبرية فوق تلة صغيرة ، عند مصب وادي دير عزيز وتبعد حوالي ٥ كم إلى الجنوب من قرية المحجار ، وتنتشر فيها زراعة الحمضيات والموز والزيتون والحبوب والخضار المبكرة المروية ، وتربى فيها الأغنام والأبقار والجاموس ويعمل بعض سكانها في صيد السمك من بحيرة طبرية .
ويروي قصة جهاده ويقول : بدأت الجهاد والنضال ضد العدو
الصهيوني في عام ١٩٥٠ في منطقة البطيحة بقيادة (أمرة ) قائد مجموعة المجاهدين المجاهد سليمان عزات من محافظة حمص ، وهو مندوب على المجاهدين من قبل الحكومة السورية .
وكانت مجموعة المجاهدين التي يشرف عليها المجاهد سليمان عزات تتألف من عشرة مجاهدين في قرية الدوكة .
وكانت زوجة قائد مجموعة المجاهدين تشارك في المعارك ضد العدو الصهيوني ، وقد استشهدت في معركة الدوكة ( معركة بحيرة طبرية ) عام ١٩٥٦ متأثرة بجراحها وكانت حينها تقوم بتزويد المجاهدين بالذخيرة ،كما أصيب قائد المجموعة المجاهد سليمان عزات في تلك المعركة إصابات جسدية بليغة .
ويتحدث المجاهد الراحل سليمان العلي عن إصابته في معركة الدوكة فيقول الإصابة كانت بليغة حيث انتشرت الشظايةفي كل أنحاء جسدي وما زالت آثار تلك الشظايا واضحة في جسدي ، ومع ذلك بقيت مستمراً في الجهاد والنضال ضد العدو الصهيوني على الرغم من إصابتي ، وقد شاركت في جميع المعارك اللاحقة .
وفي عدوان ١٩٦٧ شاركت ببسالة مع رفاقي في مقاومة الاحتلال ضمن صفوف المقاومة الشعبية .
وبوصف المجاهد الراحل سليمان العلي معركة الدوكة (معركة بحيرة طبرية ) يقول: إن لها خصوصية مميزة عن بقية المعارك التي خضتها ضد العدو الصهيوني وكانت من أشرس وأعنف المعارك حيث إننا اشتبكنا مع العدو بالسلاح الأبيض وكبدنا العدو خسارة فادحة فقتلنا عدداً من جنوده وأوقعنا عدداً من الإصابات في صفوفه ، ما اضطر العدو للانسحاب من أرض المعركة .
وعلى أثر معركة الدوكة ( معركة بحيرة طبرية ) والانتصارات الباسلة التي حققها المجاهدون على العدو الصهيوني قام رئيس الجمهورية بمنحي براءة وسام جرحى الحرب لعام ١٩٥٦ وفي النهاية لا بد من كلمة تقدير وإجلال لكل أولئك المجاهدون والمقاومين الأبطال الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب هذا الوطن مضحين بأرواحهم وأنفسهم ليظل هذا الوطن منيعاً عزيزا ًحراً أبياً ينعم بالحرية والازدهار .

شاهد أيضاً

مبدعون تحت سماء صيدا “.. مدينة تتنفس ثقافةً وفنوناً!

تحتار وأنت تجول في معرض ” مبدعون تحت سماء صيدا ” من أين تبدأ وأين …