قنبلة واحدة. . . َتفتُك بالعالم أجمع

طعّان حبشي


خلال أكثر من سنة ونصف السنة، ومنذُ ظهور فايروس الكورونا لأول مرّةٍ في مدينة ووهان الصينيّة ، فقد أنتشر هذا الوباء وعمّ كل أرجاء العالم ، وزرع الرعب والخوف والهلع بِسُلالاته وتحوُّلاته في ما بين جميع سكان هذا الكوكب ، ساخراً بذكائهم وتَقدُّمهم وقاتلاً للملايين منهم، شالاً حركتهم بمنعِ التّجمُعات بمختلف أشكالها ، فارضاً عليهم مُرغمين التباعد بما يُعرف بالحجر الصحي والعزل الذاتي المنزلي، مُغيِّراً لطرقِ حياتهم وسُبلِ عيشهم ، مُمعناً بعرقلة أعمالهم وتجارتهم وبإبطاء العمل في مصانعهم ومتاجرهم ومؤسساتهم ، مُتجاوزاً لقدرة مستشفياتهم ومراكزهم الصحيّة على الطبابة والعلاج . وهذا قد شكّل كابوساً يؤرق البشريّة جمعاء وصاعقة عالميّة لم تكن واردة في حسبان وقاموس القرن الواحد والعشرين . مؤخراً جرى نُشر مقالة في بعض الصحف والمجلات والقنوات الفضائيّة العالميّة ، وهي عبارة عن أبحاث ودراسات علميّة مُثيرة قام بها بعض العلماء ، مضمونها أنّ عشرات الملايين من الفايروسات مجموعة مع بعضها البعض تؤدي الى تُكوِّين نقطة مُتناهية في الصغر بالكاد تُرى بالعين المجرّدة كرأس شعرة الإنسان . وبما أنّ أعداد المُصابين في العالم حتى تاريخه مَحصيّة ومعروفة ، وبعد أنْ تمّ تقدير المُعدّل الوسطي التقريبي من الفايروسات للإصابة الواحدة ، فقد تبيّن لهم بأنّ مجموع فايروسات الكورونا التي أخضعت العالم بأسره لقوانينها لا تتجاوز كمّيتها الإثنين والثلاثون مليلتر ، أي بقدرِ قنبلةٍ يدويّة لا يتجاوز حجمها حجم قبضة اليد ، وقد أرخت بثقلها على سكان الأرض دراما إنسانيّة لا مثيل لها ، لا يَعرف العالم كيفيّة التّخلص منها ، ويقف محتاراّ ، عاجزاً عن القضاء عليها ، بالرّغم من التقدّم الطبي السريع والمُذهل وإبتكاراته المُبدعة والمُدهشة التي لايٌصدقها العقل مُقارنةً بالعصور الوسطى زمن الأوبئة الفتّاكة التي ضربت العالم حينذاك والتي لم يكن لها علاج كمثل الطاعون والحمى الإسبانيّة وغيرها ، وبالرّغم من سعيه الحثيث بإختباره لعددٍ من اللقاحات التي تتراوح فعاليّتها ما بين الخمسة والستون والتسعون بالمئة ، فلا يزال هناك مئة وثلاثون دولة لم يصلهم أي لقاح حتى تاريخه ، ممّا دفع منظمة الصحّة العالميّة الى المُطالبة بحملةِ تلقيحٍ دوليّة. فيا للعجب والسخرية . . .

إنها مُناسبة لوقفةٍ نُراجعُ بها ذواتُنا أقنبلة واحدة أصابت بشظاياها كل الدول والشعوب ، وفاقت بمفعولها كل ما إخترعه الإنسان من اسلحة الدمار الشامل ، وألحقت ضرراَ وموتاً أكثر من الممكن أنْ تُلحقه مئات القنابل الهايدروجنيّة ، الذريّة ، الشعاعيّة ، الكيميائيّة والبيولوجيّة . سبحان الله الخالق … فطوبَى للمُؤمِن وليعتَبِر الكافِر وليَخْزَى المُلحِد .

شاهد أيضاً

ابراج اليوم توقعات اسرار الابراج: #يسعد_اوقاتكم_بكل_خير #توقعات_الابراج_ليوم_الجمعة_والله_اعلم

  مواليد اليوم الجمعة 26 نيسان ابريل من برج الثور. مواليد اليوم من برج الثور …