الشكر لكل من واسانا بمصاب فقيدتنا الغالية زينب

الدكتورة محسنة سرحان*

مجرد سماعي بأن زينب مريضة بفيروس كورونا وهي في المشفى، شكل لي الخبر نوع من رجفة هزت كياني وبدات التواصل مع كل من يتابع وضع زينب الصحي من دكاترة وابناها واخوتها وشقيقاتها وفراد من عائلتنا الممتدة،

• 

وكما قلت كنا كخلية نحل لا ننام إلا بعد ان تتلف عيوننا من السهر والارهاق، خاصة بعد أن دخلت زينب العناية المركزة، هنا بدات تأتي الاخبار المتعددة، نفرح لبعضها ونحمد الله بان زينب ستعود لاولادها والينا سالمة، وما تكاد فرحتنا تستمر لساعات حتى يأتينا خبر مقلق ومرعب عن وضعها والتدهور في صحتها ككل مريض كورونا، واكيد مع استمرارنا جميعاً بالدعاء والابتهال إلى الله ليشفي زينب ونتلقى من الاصدقاء عبر التواصل المستمر نصائح بالمواظبة على الدعاء الذي يساعد على شفاء زينب، وكنا نقوم بها بالرغم من قناعتي بعبثية البعض منه، الا اننا كنا نقوم بها برغبة شديدة واضعة عقلي ومفاهيمي جانباً، المهم ان اعمل بكل ما يمكن أن يساعد على شفائها، كمثل الغريق الذي يتعلق بقشة للنجاة، وكنت انا في موقع الغريق، استمرت هذه الحالة اياماً وكان يشتد القلق والتوتر والخوف كلما اتت اخبار سيئة عن وضعها الصحي، وبدا القلق يتزايد وحالتها الصحية تتدهور والامل يضعف ويبتعد شيئاً فشيئاً ونور الشفاء يهفت ويشح والقلق يزداد مع مرور الوقت إلى أن جاء الخبر المفجع المدوي منتصف ليلة الاربعاء 10 شباط 2021،

• 

ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم لم نزل جميعاً في حالة من الذهول برحيل زينب المبكر والسريع والصادم، نتواصل مع بعضنا البعض فنبكي ونتبادل توزيع صور التقطت لها في مناسبات عديدة فيما بيننا، ونرى كل صورة اجمل من اختها، نبكي نتاسف على شبابها وجمالها… اشتقنا لوجوه لا ندري ماذا فعل بها التراب، اشتقنا لملامح لا تغيب ولصوت لا ينسى، فيا ربي امطر على زينب سحائب رحمتك الواسعة وانر قبرها واجعله روضة من رياض الجنة وابعد عنها وحشته وارسل لها ملائكتك تحصنها وزيدها بالاحسان احساناً وبالسيئات غفراناً، فهي شهيدة وباء خبيث خطفها مسرعاً إلى عالم البقاء دون نظرة وداع، وهذا الذي يثقل من دوي الفاجعة … فانت ارحم الراحمين وانت على كل شيء قدير والهمنا الصبر على فراق حبيبتنا وعزيزتنا زينب ونهدي بطاقات شكر لكل من شعر معنا في هذا المصاب الاليم، وترحم على حبيبتنا من اهل واصدقاء ومحبين، ونطلب من الله ان يبعد عنكم هذا الوباء الخبيث ولا يريكم مكروه في عزيز … كما نطلب من يلهم الصبر لولديها ويعينهما على فراق ام كانت بالنسبة لهم بوسع الكون بل الدنيا كلها وان يكملا دراساتهم العليا باذن الله وبنجاح لان هذا ما يريح من تعبت وربت وسهرت وعلمت وهي تحت التراب…

فيا حبيبتي ارقدي بسلام فصورتك في القلب محفورة لا يمحيها الزمن وفي الوجدان ملتصقة لا تنسى مع الايام وفي ذاكرتنا طالما فينا عرق ينبض ..

فالى روحك منا فيض رحمة وسلام …

الفاتحة

*خالة المرحومة زينب يوسف سليمان