عضو كتلة التنمية والتحرير النائب نصرالله لـ”كواليس”:

ثلاث لاءات وذاهبون إلى المجهول “لا حكومة ولا حلّ ولا تفاؤل” قبل الإنتخابات الرئاسية والنيابية*

غالبية القوى السياسية خطابها السياسي عن الطائف “نفاق” ولبنان سفينة شارفت على الغرق والمسؤولون عنها يتشاجرون على طاولة قمار

ردّ على “القوات” و”الاشتراكي”: “حلم يقظة” وننصحهم “لبننة أزماتنا هو السبيل الوحيد لمعالجتها”

جوهر المشكلة والعقدة في السلّة الكاملة وليس في عدد أعضاء الحكومة ولا توزيع الوزارات على الطوائف والقوى السياسية ولا الثلث المعطل أو الضامن

• خاص: كواليس ـ أحمد موسى


يستمر ملف تأليف الحكومة في لبنان التي كُلّف سعد الحريري بتشكيلها، بالدوران في حلقة مفرغة بدون الوصول الى النتائج المرضية التي تقبل بها الأطراف السياسية المعنية بهذا الموضوع، وسط مجاهرةٍ من الحريري بإلقاء التهم جزافاً يمنةً ويسرى، واضعاً جملةً عراقيل من المعرقلون وفي مقدمتها مطلب رئيس الجمهورية الحصول على الثلث المعطل، كما ان الاتهامات بالتعطيل تتقاذفها العديد من الجهات بدون ان يقدم ذلك او يؤخر بل انه يؤدي بالمحصلة النهائية الى مزيد من توتير الاجواء والتعقيدات أمام الحل بدل تسهيله، أمر أسهم بإطالة أمد الازمة والتي قد “تطول حتى الإنتخابات الرئاسية والنيابية القادمة” وفق عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد نصرالله في حديثه مع مجلّة “كواليس”، وهنا نصّ الحديث:

* المشهد السياسي يتفاقم نحو الأسوأ داخلياً، والإقليم أصابه الملل في مساعدة الطبقة السياسية، أي مخرج ينتظر لبنان واللبنانيين؟


الواضح أن المشهد السياسي اللبناني يتضمن المراوحة من جهة وتراجع من جهة أخرى، فالمراوحة هو على خط تشكيل الحكومة، حيث لم يظهر بعد بصيص أمل بحلحلة العقد التي تقف في طريق تشكيلها، والأخطر أننا ذهبنا نفتش عن الحل في الخارج بدل أن نقوم بواجبنا في معالجة أزماتنا التي صنعناها بأيدينا في بلدنا ونتحمل مسؤولياتنا الوطنية والتاريخية وعدم تحميلها للآخرين.
أما عن التراجع فهو في الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، فها هي نسبة الفقر إلى ارتفاع والغلاء أيضاً، ويبدو أن “قرار رفع الدعم بدأ” تدريجياً من خلال ارتفاع سعر ربطة الخبز والبنزين وفقدان الدواء وغيرها وغيرها، مما يعني أننا في مسار نهايته، إن لم نتدارك بتشكيل حكومة سريعاً وتفعيل عملها العلمي والصحيح، فإننا “ذاهبون الى المجهول غالي الثمن”.


*تبدلات المشهد السياسي الدولي والإقليمي، أي انعكاسة على الساحة السياسية اللبنانية؟


نؤكد رأينا بمقولة “ما حك جلدك مثل ظفرك”، أي البحث عن الحل داخلياً لا خارجياً، ولكن لا شك أن هناك تأثير للخارج سواء كان عربياً شقيقاً أو دولياً صديقاً، فالأساس “أن نبدأ نحن بالحل ونطلب مساعدة الأشقاء والأصدقاء، لا أن نطلب منهم الحل أو نطلب منهم التدخل لتوريطهم في أزماتنا”.. باختصار لا يجوز لنا أن نتوسل الحل إلاّ “من عندياتنا” وأي رهان على الإستقواء بالخارج لفرض حل لمصلحة فريق على آخر لا يمكن أن يجد له مكان في لبنان.


*الإدارة الأميركية الجديدة تسير بخطى ديبلوماسية عكس الإدارة السابقة، خاصة على صعيد الملفين النووي الإيراني واليمني ورغبة أوروبية، أي مصير ينتظر قانون قيصر والعقوبات الممنوحة لشخصيات سياسية لبنانية؟


لا يغرينا أبداً التبدُّل في الإدارات الأميريكية ما بين جمهوريين وديمقراطيين، وخاصةً في الشرق الأوسط وبالأخص فيما له علاقة بإسرائيل، فالفريقين ينطبق عليهما شعار “تنوّع أدوار ووحدة هدف”، كلاهما مع إسرائيل بلا حدود ولكن يختلفان بالوسائل والأسلوب.
صحيح أن بايدن تعهد بتنفيذ الإتفاق النووي ووقف الحرب على اليمن، ولكن تبقى العبرة بالتنفيذ، ولا يحق لنا أن نستعجل الحكم قبل معرفة كامل البرنامج التي ستسير فيه الإدارة الجديدة، فربما يكون الثمن أكثر فداحة مما كان يطلبه سلفه، وكذلك فيما يتعلق بملف العقوبات.


*أمام ما تقدم، بطء حركة التأليف الحكومي داخلياً يقابله حركة إقليمية، أي مصير ينتظر الحكومة؟


التحرك الإقليمي خاصةً من الدول الشقيقة يحتاج إلى حدّ أدنى من التوافق بيننا كلبنانيين حتى يكتب له النجاح، ونحن لدينا تجربة هامة، هي تجربة “الطائف” التي كانت “تحظى بدعم أميركي وسوري وسعودي”، وعدنا من السعودية وبيدنا الإتفاق، ولكننا “انقلبنا عليه” قبل أن ننزل من الطائرة، فـ”طبقنا جزء بسيط منه ونكلنا بالأجزاء الأكثر أهمية”، فالطائف ينص على “تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية”، والطائف ينص على “وضع قانون انتخاب وطني خارج القيد الطائفي”، والطائف ينص على “إنشاء مجلس للشيوخ”، وغيرها.. وغيرها، فأين أصبح الطائف؟، والعجيب الغريب أن غالبية القوى السياسية في لبنان لا تزال تؤكد في “خطابها السياسي على الطائف”، أي “نفاق” هذا!!؟، وبعد “خذلاننا للأشقاء والأصدقاء” نرمي اليوم “وسخنا السياسي” عليهم، بصراحة “لن يتمكن أحد من مساعدتنا لأننا غير مؤهلين لتلقي المساعدة السياسية”، نحن فقط مؤهلون لتلقي “المساعدات المادية” التي فور وصولها “تذهب بين هالك ومالك وقبّاض الارواح”، يعني “لسنا متفائلين بحل قريب” ولكن نتمناه.


*بين المطالبة بحكومة من 18 و20 و22 وزيراً، أي مخرج لهذه الولادة وهل اقتربنا من التوافق على ولادة حكومة الـ18؟

لا أعتقد أن جوهر المشكلة هو في عدد أعضاء الحكومة بل هو عقدة من العقد الموجودة “كسلة كاملة”، و”لا نرى حلاًّ إلا بمعالجة العقد كلها” سواء العدد أو توزيع الوزارات على الطوائف والقوى السياسية أو لجهة أنها قضية الثلث المعطل أو الضامن، ولكن للأسف لا أستطيع القول إلاّ أننا “لم نر حتى الآن بصيص أمل بولادة الحكومة العتيدة”.


*القوى السياسية تتصارع على جنس ملائكة الحصص، ولبنان يصارع الهاوية، والمواطن ينكأ جراحه، ووضع اقتصادي ومعيشي مأزوم ومدمّر، والتجار لا يرحمون، ودولار يحلّق دون رادع، والبنزين والمازوت إلى ارتفاع جنوني، وحكومة تصريف أعمال تتلهى في عنتريات التصاريح الإعلامية الفارغة، كيف تقرأ ذلك؟


إن ما ذكرته صحيح بالكامل، واختصاره هو أن “لبنان كسفينة شارفت على الغرق والمسؤولون عنها يتشاجرون على طاولة قمار”، فالوضع المالي يشير إلى حتمية رفع الدعم بسبب العجز الطبيعي عن القدرة على الإستمرار، ما يعني أن الوضع المعيشي سيتضاعف سوءاً، وتخيل معي إذا كان الوضع الحالي أوصلنا إلى 60 بالمائة تحت خط الفقر فكيف إذا تضاعف وليس لمرة واحدة بل لعدة أضعاف ساعتئذٍ، اعذرني بالقول أنني لم أسمح لمخيلتي بتصور ما ستؤول إليه الأمور، والمؤلم أن هناك من يربط تشكيل الحكومة برئاسة الجمهورية ومنهم يربطها بالانتخابات النيابية وهم لا يحتملون أننا إذا بقينا على حالنا لأسابيع أو لأشهر قليلة ربما لن نصل إلى انتخابات نيابية أو رئاسية.


*عريضة “قواتية” إلى الأمم المتحدة و”الاشتراكي” مع “الجنائية الدولية”، كيف تقرأون نغمة المطالب بتدويل لبنان؟


نؤكد وبشكل دائم على، ولا أقول أولوية الحل الوطني لأزماتنا بل لحصريته لا سيما وأن من قواعد العمل السياسي أن لا شيء لله .. بل كله لقيصر، بمعنى أن السعي لإدخال الآخرين على أزماتنا “كالقطتين اللتين اختلفتا على قطعة الجبن ولجأتا للقرد حكماً فخرجتا خاليتا الوفاض وأكل هو الجبن”، على كل حال هو “حلم يقظة” لا أجد أن الظروف الوطنية تسمح بتحققه، وننصح أصحاب هذا الطرح بأن “لبننة أزماتنا هو السبيل الوحيد لمعالجتها”.


*التهديدات الإسرائيلية المتكررة للبنان مؤخراً قابلها رد من أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله إلى ماذا يؤسس، وهل نحن أمام حرب مفتوحة، أم أننا أمام تسريع لحلول في المنطقة؟


العدو الإسرائيلي مأزوم جداً، وليس بإمكانه سوى التهديد والوعيد ويحصل على الردود المناسبة التي تجعله متوتراً كما نشاهد ونسمع، فهو لا يستطيع أن يُقرّر حرباً من غير موافقة الأميركي والأخير لديه أولويات ليس بينها حرباً في المنطقة، وهو الذي يسعى لوقف حرب اليمن وتنفيذ الاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية في ايران، فلو رغبت إسرائيل بالحرب لا تستطيع ضمان محدوديتها، فمن يبدأ الحرب يكون القرار بيده ولكن من يقرر نهايتها هو الميدان بحجمها ومساحة انتشارها، ومقاومتنا بجهوزية كاملة لصدّ أي عدوانٍ ومحورنا على مستوى المنطقة بجهوزيةٍ كاملةٍ، لذلك، “لا نرى حرباً وشيكة” واذا حصلت نتيجة خطأ في الحساب ساعتئذٍ نقول “بسم الله الرحمن الرحيم وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً” صدق الله العظيم.

شاهد أيضاً

الأسد: موقف سوريا من المقاومة يزداد رسوخاً.. وستقدّم كل ما يمكن للفلسطينيين:

الرئيس السوري، بشار الأسد، يؤكد ثبات موقف بلاده من القضية الفلسطينية والمقاومة، على الرغم من …