هل تقدم “القوات” مصالحها على مصلحة البلد؟

وجهت قناة “الجديد” في مقدمة نشرة أخبارها، مساء الجمعة، سيلاً من الاتهامات إلى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، متهمة إياه بأخذ دور المتفرج في الأزمة اللبنانية، من دون أن يقدم على الدور المطلوب منه كزعيم سياسي، ويأخذ زمام المبادرة عبر تقديم حلول تؤدي إلى حلحلة تشكيل الحكومة اللبنانية.

تدور المشكلة الأساسية في تشكيل الحكومة حول إصرار “التيار الوطني الحر” على امتلاك الثلث المعطل، بينما يمتنع الرئيس المكلف سعد الحريري عن إعطائه هذا الامتياز كي لا يتم تقييد العمل الحكومي.

إلا أن الحريري متروك وحيداً في مواجهة التيار وحلفائه، إذ أن انكفاء القوات اللبنانية كما الكتائب عن المشاركة، يضع معظم الحصة المسيحية بيد التيار الوطني، الذي سيسمي وزراءها والذي سيحصل على الثلث المعطل تلقائياً غداة التشكيل.

ردت “القوات اللبنانية” عبر بيان من الدائرة الإعلامية، أعلنت فيه موقفها “الواضح وضوح الشمس”، وهو أن لا حل مع السلطة الحالية إلا بإعادة إنتاج السلطة عبر انتخابات نيابية مبكرة.

تختلف حسابات “القوات” عن حسابات قناة “الجديد”. فرئيس الحزب سمير جعجع يحقق المزيد من المكاسب السياسية كل يوم بينما يتفرج على خصومه يتناحرون في ما بينهم، وما عليه سوى الانتظار ريثما ينقض على المنتصر الذي لن يخرج من المعركة سوى منهك القوى.

كما أن الأزمات التي تعصف بالبلد، تضع خصومه في موقع حرج يخسرون معه شعبيتهم يوماً بعد يوم، بينما تزداد شعبية “القوات اللبنانية” في الشارع المسيحي.

يشير سمير جعجع إلى أخطاء العهد كل يوم. ينظر، يلقي العظات، يستميل الشارع كل يوم إليه على أنه هو المنقذ لهم في الوقت الذي يعجز فيه خصومه عن الحركة.

أما الانتخابات النيابية المبكرة، فهي مجرد ورقة ضعط، تؤمن له الهروب من المشاركة كما تضغط على الطبقة السياسية كلها لإجراء الانتخابات في موعدها وعدم اللجوء إلى التأجيل الذي بدأ البعض بالتمهيد إليه.

فالانتخابات النيابية المقبلة ستحصل في أيار2022، ويعلم سمير جعجع أن لا أحد من أحزاب السلطة سيسير في قرار تقديمها من أجل بضعة أشهر فقط، مع العلم أن التحضير لأي انتخابات مبكرة سيطول لأشهر.

يضع جعجع نصب عينيه الانتخابات الرئاسية القادمة، إذ لم يتبق من عهد ميشال عون سوى عام ونصف العام ويناسب جعجع أن لا يقوم المجلس النيابي الحالي، حيث يستحوذ حزب الله وحلفائه على الأكثرية، بانتخاب الرئيس القادم.

من مكانه في المعارضة غير البناءة، ينظر جعجع إلى الأزمة اللبنانية ويرى فيها مصلحة القوات اللبنانية فقط. يدير معركته بنجاح من منظور مصلحته الشخصية فقط.

أما مصلحة الشعب اللبناني، فتكمن حالياً في تشكيل حكومة، أي حكومة، تستطيع أن تخفف عنه وطأة الأزمات التي يعاني منها وهذه الحكومة لن تتشكل بسهولة إن لم تمد القوات يد العون إلى سعد الحريري وتقوم بتسمية وزراء اختصاصيين يحولون دون حصول التيار الوطني على الثلث المعطل، في وقت يحتاج فيه البلد والشعب إلى تضافر الجميع وإلى قرارات وطنية بعيداً المصالح السياسية الضيقة.

شاهد أيضاً

تكتل “التوافق الوطني” التقي فرونتيسكا في دارة كرامي

التقى اعضاء تكتل “التوافق الوطني” النواب فيصل كرامي، عدنان طرابلسي، محمد يحي ،حسن مراد، وطه …