لبنان يحتاج للشرفاء لا للعملاء

محمد شكر

إذا أردنا الدخول في مقاربة واسعة لموضوع الخيانة في لبنان فنجد له متفرعات بأكثر من اتجاه، ويحمل الكثير من التأويلات والاعتبارات ووجهات النظر.
أولاً : تركيبة لبنان تُسهّل مثل هذه الأمور كون العلاقات الدولية والإقليمية لبعض الطوائف تُتيح في المجال لمن يُريد التطاول على أمن لبنان وتمنحه غطاءً سياسياً وطائفياً ينفذ من خلاله إلى السير بمشاريع خيانية تضر بسلامة البلد.
ثانياً : الدول المناهضة لمحور المقاومة تُفتش دائماً على أساليب متعددة لاختراق لبنان سياسياً وأمنياً في البيئات الخصبة المختلفة التي اعتادت التوجه إلى أوروبا والغرب ونسج علاقات مشبوهة بتلك الأجهزة وتعتبرها حسب مفهومها منقذة لهم، وتتم هذه الاختراقات أيضاً عبر بعض الجمعيات الحقوقية لتنشىء رأياً عاماً سياسياً بحججٍ واهية، كحرية الرأي وحقوق الإنسان تستطيع من خلاله السيطرة على العقول وتوجيهها، ويتم التركيز على بعض الأفراد ودعمهم وتعويمهم في بيئتهم ليصبح لهم تأثيرٌ على معارفهم أولاً ومن ثم يتخطونها للوصول إلى محيطهم لتنفيذ أهدافهم وتتعاظم أحجامهم مما يصعب السيطرة عليهم من قبل أجهزة الدولة التي تحتاج قراراً سياسياً للتعاطي مع هذه الحالات مراعين بذلك مراكز القوى السياسية والطائفية، وهذه التدخلات والاختراقات، طبعاً يُديرها ضباط أجهزة أمنية غربية ومنها صهيونية وأخرى عربية وهم متمرسون في تحديد الأدوار لهؤلاء الأفراد وتوجيههم ، وخلال عملهم ينتقون عناصر لديهم ميول للشهرة والمال ولديهم عُقَدُ نقص وطنية مما يسهِِّل على المشغل إمكانية استغلالهم بحربه الأمنية والإعلامية.
ثالثاً : لبنان مستهدَف من العدو الصهيوني والأجهزة الغربية لوجود المقاومة التي أركعت قاعدتهم المتقدمة ” الكيان الغاصب ” في أكثر من نزال وخاصة في عدوان تموز ، فأصبح الشغل الشاغل لهذا العدو كيف سيرد الصفعات التي وجهت له، وكما دأبت هذه الأجهزة العدوة في محاولاتها الدائمة لاختراق الساحة اللبنانية من أجل خلق الفوضى والولوج إلى داخل المجتمع المقاوم، أيضاً تتم مساعدة هذا العدو من قبل حلفائه الغربيين بالضغط السياسي والاقتصادي لمُحاصرة لبنان ومحاولة إركاعه، فالبرغم من كل تلك المحاولات التي تستهدف لبنان بشعبه الصامد ومقاومته الجبارة غالباً ما تبوء بالفشل وترتد على المخططين وأذنابهم الذين يتلطون خلف السفارات الاجنبية التي تحولت لغرف سوداء تُدير عمليات التخريب والاغتيالات والتحريض على الفتن بين فئات الشعب اللبناني.

شاهد أيضاً

“عامل”: تضرر مراكزنا بالقصف الاسرائيلي لن يثنينا عن واجبنا لتعزيز صمود أهلنا

*مهنا: نرفض انتهاك الاتفاقيات والشرائع الدولية وازدواجية المعايير في التعامل مع الارتكابات الاسرائيلية* بيروت، 17 …