الى الكرسي في السلطة اللبنانية


د.السيد محمد الحسيني


الموت قطار يتّسع للجميع والحياة محطة مكتظة تخلو حين مروره .

القطار لا ينتظر أحدا”والغريب ! غفلة المرء عن مصيره المحتوم..
أين المفر أيها الدرويش الفاني؟

القطار لا يلحق بك بل يلاقيك،لقد ظنّ بنو جلدتك أنه تجاوزهم!
الحق أقول لهم :”ستذهلون ،أنتم تفرون إليه…”

أصعب الخيارات حين تكون في فرار دائم، تكّد وتكافح وتسابق وتتجاوز وما ان تشعر بسكينة الأمان حتى تلقى مصيرك مع المحتوم.

إنها الحقيقة بعيدا”عن السراب والوهم أيها الإنسان الضعيف المرتجف ،لا شيء سواها .بالأمس ، كنت عملاقا” تتحدى الصمت بأنفاسك وترمي الأفق بسهام نظراتك.الوقت كان حليفك ، أعطاك وأعطاك لكنه ، خانك اليوم .لقد توقف زمنك لتموت ،لتشل، لتجحظ عيناك أمام تمثال الحقيقة الشاخص كالطود ،الساطع كالشمس في كبد سماء صافية كعين الديك.

الويل لك من عذاب الضمير!. كأني أسمع صراخ المعذبين ونحيب الثكالى ومطارق تدق وتدق على جلاميد الصخور دون إنقطاع ..
أين أنت أيها الكرسي ؟ أيها المستبد؟ لتسمع ما أسمع ! أريد الشماتة بك ، أين جبروتك أيها الوضيع ؟ أنا على عجلة من أمري لمعاينة مصيرك المشؤوم ونهايتك البائسة .لعّلي أبتسم ،أضحك ،أقهقه بصوت عال ليتردد صداه على شفى هاويتك .أكرهك ولن أشفق عليك . إغرق في أوحال أفعالك ،لن أمدّ لك يد العون .واجه مصيرك وتعذّب بحاضرك وبذاكرتك. عذابك يشتد وقعه مع مقارنة جحيم الآتي بنعيم الفائت .

أما أنا فسأتابع الطريق الى أن أتعثّر ببعض الجماجم فأدفنها وأنهض لأبدأ يوما” آخر ..

شاهد أيضاً

عون التقى محفوظ في اليرزة

استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة رئيس عام الرهبنة اللبنانية …