كتاب الأمنيات (قراءة في قصيدة الشاعرة رانية مرعي)

حين أهديك كتابي.. تيقّنْ أنّك منّي بمنزلة الروح..
حين تشاركني صفحاته..ستكتشف الأنثى التي اختبأت وراء الكلمات..وحدك قادر..كيف لا!! وأنت رجل على مرمى العشق..
ستراني في كلّ صفحةٍ تقلبها..
فهنا بكيت..وهناك واستني المعاني..
في تلك الصفحة امتطيت سرج الكبرياء..وفي التي بعدها أعلنت الاستسلام لقلبك..
ستعرف إن أحببتك ..وكيف..
ستقرأني حرفاً حرفاً..فأنا ارتضيت أن أكون كتاباً بين يديك..لا تجرؤ على قلب صفحاته ..كي لا تصل الى نهايته..
فكلُّ صفحةٍ عمر..
وكلّ كلمةٍ دهر..
وكلّ طيف لي فيه عطر..يحملك على متن الأحلام..

رانية مرعي

• 

حين تهدينني الكتاب، أبحث فيه عن ذاتي، عن طفل صغير تغريه الحكايات ، عن قلب أستودعه دموعي والبسمات.
حين تهدينني شعرك، أفتح الشين، كي تنساب على كتفي سنابل الفرح العاشقات.
حين تهدينني أوراق البوح المجنون، أعزف لحن ولادتي، مرة جديدة، على وريدات تغازل النسيمات. تثمل في يدي قيثارة الوجد. تأسرني الصفحة الأولى. أقرأ الإهداء مرات ومرات:
إلى صديق القلب، والروح، والضمير، مع أطيب الأمنيات.
أقرأ وأقرأ وأسأل نفسي: أتٗصدقُ الأحلام في قلبي، أم انتهت المعجزات؟
أمنيتي ؟ ما أعذب الحلم مختالا بين حقول الشوق تسحرني الكلمات!
أمنيتي أن أكون حرفا، في كتاب القلب. ويخشى اليراع الاستيقاظ. تغافله الذكريات.
أقصى أمنياتي أن أكون منديلا غارُه الدمعات.
أقصى أمنياتي أن أكون دفترا تدبّ على حبره القبلات.
وقبل المساء, تمزق كبرياؤك عطر الحنان، تجوع الصفحات.
أقصى أمنياتي أن أثور على الحبر الذي زارته عيناك، ذات أمسيات. أهشم طرفه بمطرقة ظنوني، وتفيض العبرات.
تهدينني القلب؟ رويدا، أيتها المرأة/ المرآة! ورفقا بأضغاث أحلام المنى، تغفل الآهات.
تهدينني السر المقفى، في بحور وزنُها الخفقات.
أي قصيدة أنت؟ وفي سدرة الحب شرايين المدى والنظرات.
وأخشى أن أقلب الصفحة الأولى. قلبك بها أٗولى، وتسجد الغمرات.
في كل صفحة عمر..وأنا طفل يتعثر، ما زالت بخاطره تعيش عروسة السكر،
يخاف أن يستيقظ، إن يكبر.
تهدينني البعد؟ وبعضُ الليل أرقام وأوهام وخيالات.
أيها الدهر قف؛ صفحاتها دهر، وعمر طويل، أقلامنا قهر، بكاء وعويل.
لعلنا..ذات دهر نلتقي…لا نتقي…ويبطل التأويل.

د. جوزاف ياغي الجميل