《قلمي والطبيعة》

رداح عسكور


همس القلم يعلو ، يناجي الطبيعة ، يسألها أن تحلو ، يغازلها ، تدبّ فيه الحياة.
يبدو أن الطيور سمعته ، فرفرفت وكأنّ الطير يناجي الطير .
تمايلت الغصون على الغصون ، واخترقت النسائم الشتوية
القلوب تستمدّ منها دفئاً ، وأسرعت هذه النسائم لتمتدّ أيديها على الطبيعة ، تطرّزها بألوان تنتشر حواشيها فتعانق الأرض .
فيترامى القلم في أحضان الطبيعة، وكأنّه وجد فيها أنسه وعزاءه .
يتمرّغ في أحضان الطبيعة ، داسّاً رأسه في صدرها فتشرق مبستمة له ، تضمّه بحنان عاشقين ، ولهفة حبيبين للقاء مُنتظر ، ويغار جميلٌ وبثينة لجهلهما بألوان عشق القلم .
بات فؤاد الطبيعة يرقص ، ويتراقص والقلم يحتضنها ، وقد رأى أنّها استيقظت قبيل الفجر تتلظّى على لهيب الانتظار .
انفلت النسيم بين الأزهار الملوّنة كألوان النفس ، وإذا العبق عبق الروائح العطرة يضمّخ الأرض ، وتصحو الشمس تسترق النظر، فتبدو وكأنّها تغتسل من آثار الوسن .
ويبقى القلم قلمي يعانق الطبيعة بلا وجل .

شاهد أيضاً

جهاز أمن مطار رفيق الحريري في بيروت يوقف طائرة تحمل عبارة “تل أبيب”

المديرية العامة للطيران المدني في لبنان تطلب من طائرة تابعة للخطوط الجوية الأثيوبية إزالة عبارة …