المحلل السياسي الشيخ غسان نصار لـ”كواليس”: الفضائح المالية التي تظهر جريمة كبيرة بحق لبنان وأفقدت الثقة

الخطط الاقتصادية منذ التسعينات “فاشلة وتدميرية” وخطة الحاكم “ليست مدروسة” وتبرير وزير الإقتصاد استهتار

أحمد موسى

رأى المحلل السياسي الشيخ غسان نصار في حديثٍ مع مجلّة “كواليس”، “أن ما يحصل في لبنان خطير جداً، فخطة مصرف لبنان لجهة الدعم “لم تكن مدروسة” ولم نفهم كيف قبلت بها الحكومة الحالية (حكومة تصريف الاعمال)، وهنا اضع علامات اسفهام على وزير الاقتصاد روول نعمة، حيث وجدنا المساعدات العينية التي وصلت الى لبنان من العراق وغيره، نجدها اما باماكن التلف او تباع في دول اخرى”

فالجمود الحكومي داخلياً تزامن وتحركاً اوروبياً، الحريري في بعبدا بعد قطيعة دامت ثلاثة اسابيع، موعد محدد واعلان رسمي سبق اللقاء العاشر الذي جمع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وصل الحريري الى قصر بعبدا من دون اي ملف ولا تشكيلة، لقاء لم يتخطى النصف ساعة من الوقت خرج بعدها الحريري بجملة قصيرة حدد فيها الموعد المقبل “تشرفت بمقابلة فخامة الرئيس وتشاورت معه وانشالله الاربعا رح ارجع لعندو وسيكون لقاء سنحدد فيه الكثير من الامور الاساسية وانشالله بنشوف”.


لا تشكيلة منجزة


معلومات لمجلّة “كواليس”، “ان الحريري لم يعرض تشكيلة حكومية كاملة، ولا مسودة منجزة، بل جرى التداول بالاسماء وتوزيع الحقائب، وان عملية تاليف الحكومة تحركت من جديد، نقاش حصل في الاسباب التي ادت الى توقف التواصل”، “طروحات قُدّمت للحلول”، المعلومات شدّدت على أنه “لو لم يسجل اي تقدم في الاجتماع لما حُدّد موعد الاربعاء”.

الثنائي: لا تقدم


مصادر مقربة الى رئاسة الجمهورية كانت قد توقعت “ان يحمل الحريري تشكيلة حكومية كاملة غير نهائية تتضمن ايضا اسماء الوزراء من الطائفة الشيعية”، غير ان مصادر الثنائي جزمت لمجلّة “كواليس”، انها “لم تتقدم باي اسماء بعد”، ملمحة الى انها في “انتظار الاتفاق اولا بين الحريري وعون”.

لقاء كسر الجمود


ولموعد الاربعاء استكمال البحث الحكومي ارجئ بعدما كان علق تماما ثلاثة اسابيع، لقاء كسر الجمود تزامن واجتماع وزارء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسيل الذين دخلوا على خط “المبادرة الفرنسية”، كما تزامن ووصول وفد برلماني اوروبي مؤلف من نائبين فرنسيين يجولان على المسؤولين قبل عودة ايمانويل ماكرون الثالثة الى لبنان، وما بين اجتماع بروكسل والوفد البرلماني الفرنسي كانت زيارة وزير خارجية سوريا المقداد وهي الأولى بعد توليه المنصب ولقائه كبار المسؤولين الإيرانيين.

لا جديد حكومياً

لا جديدَ حكومياً، سوى لقاء الرئيسين الحريري ـ عون واللقاء النرتقب الإربعاء، الذي هو بمثابة “كسر جليد”، فيما كلُّ جديدٍ اقتصاديٍّ مرهونٌ بحاكمِ المالِ المتحكمِ بعصبِ الاقتصاد، ومعهُ جوقتُه من سياسيينَ واقتصاديينَ واعلاميين، ولم تَستطِع كلُّ اصواتِ الموجوعينَ من مودِعينَ لدى المصارفِ واهالي طلابٍ في الخارجِ وغيرِهم تحقيقَ ايِّ اختراقٍ في منظومةِ الفسادِ والكسادِ هذه، المتحكمةِ بارزاقِ اللبنانيينَ بل بمستقبلِ اولادِهم.

ملفات الفساد


ملفاتُ فسادٍ مدنيةٌ وعسكريةٌ بدأت تتوالى الى المحاكم، واِن بمبادراتٍ أو اِخبارات، لا وَفقَ سياساتٍ حكوميةٍ عامة، وبعدَ الاحكامِ التي صدرت بحقِّ ضباطِ الامنِ الداخلي، والتحقيقِ المفتوحِ معَ ضباطِ الجيشِ اللبناني، حَرَّكَ الامنُ العامُّ ملفاتٍ بشبهةِ فسادٍ واختلاسات، في عمليةٍ وُضعت على السكةِ القضائيةِ الصحيحة، وَفقَ مديرِه العامّ اللواء عباس ابراهيم الذي قال: “اِنَ كشفَ هذه العمليةِ بمثابةِ وسامٍ على صدرِ ضباطِ المعلوماتِ في الامنِ العام”.

الشيخ غسان نصار

المحلل السياسي الشيخ غسان نصار أسهب في حديثه عن المشهد السياسي القائم في البلاد، وقال لمجلّة “كواليس”، “إن مشهدية صورة الجلسة التشريعبة حول التدقيق الجنائي والرد على رسالة رئيس الجمهورية كان إيجابياً جداً، خاصةً وان جميع الكتل النيابية قبلوا بالتحقيق الجنائي، متمنيا لو صدر قانون للبدء بمصرف لبنان، وان مقولة الحاكم الشهيرة للبنانيين “الليرة اللبنانية بالف خير”، كان بمثابة “شَرك” لجميع المودعين من لبنانيين وغير لبنانيين، وان هذا العمل وبكل اسف لا تقوم به حتى” العصابات”، إن زيادة الفوائد بهذا الشكل الكبير منذ البدء بسندات الخزينة وخسارة لبنان اكثر من 25مليار ليرة، كانت المحاسبة انذاك افضل من اليوم، لكن المفاجاة اتت من الذين يتشدقون بالاقتصاد، ليدخل الحاكم من باب اخر تحت عنوان “الهندسة المالية”، فكانت بمثابة تكملة لما حصل في العام 1993، وكانت السرقة من الخزينة مباشرة.

تدمير الأسواق


اضاف نصّار، لقد ناديت بجذب المال من الاسواق، بدلا من تدمير الاسواق بالفائدة المرتفعة التي كانت بمثابة “الربا”، فضرب الاقتصاد، لقد تبين لنا ان الاهتمام الاميركي باقتصاد لبنان كان “سلبياً” من خلال الزيارات المتكررة لكبار المسؤولين الاميركيين، فضربت العديد من البنوك بدءاً من جمال ترست بنك وغيره، من دون دفاع حاكم مصرف لبنان عن المصارف، وهو شكل “عملاً اجرامياً بحق المصارف والمؤسسات المصرفية”، ما يوحي “بمؤامرة كبيرة”، فالمصرف الكندي بُرِّء بالمحاكم الاميركية، في حين اننا في لبنان لم نجد تحركاً للحاكم للدفاع عن المصارف وايقاف الاميركي عند حده، فـ”ضاعت الثقة بالمصارف اللبنانية، وبدات الليرة اللبنانية تتهاوى امام الدولار الاميركي”.

المعرقلون للتدقيق مشبوهون


وقال، كنت اتمنى على النواب وعلى راسهم الرئيس نبيه بري الذي يدور الزوايا والذهاب للبدء بالتدقيق الجنائي بمصرف لبنان ضمن قانون، ورفع السرية المصرفية عن الجميع دون استثناء ممن اقترب من المال العام وليس ممن جنى امواله من الاغتراب، ومن يعرقل مشبوه.
وتابع، عندما يحصل التدقيق الجنائي لا احد يستطيع الغاء التحويلات التي حصلت منذ بداية العام 2019 حتى اليوم، واموال المودعين يجب ان يحصل اصحابها عليها، فالودائع المالية كالصلاة.

الودائع السورية


وقال، عندما طالب الرئيس الدكتور بشار الاسد بالودائع المالية لرجال اعمال ومتمولين سوريين كانوا وضعوا ثقتهم بالمصارف اللبنانية طالعنا بعض اللبنانيين منتقدين هذا المطلب، متسائلاً اليس من المعيب والعار ذلك؟، هناك مسؤولية اقتصادية واجتماعية وشرعية وثقة وحق وجيرة، فعلينا مساعدة الجار، فكيف اذا كان هذا الجار سوريا التي حاربة الارهاب ولا تزال بحكمة قائدها وجيشها والقوى الرديفة والحليفة.

“سنّ الرشد”

فصديق لبنان هو من يقف الى جانبه، اما عدونا فهو من يضع علينا العقوبات ويساند العدو الاسرائيلي المغتصب للارض والحقوق، فنحن لا نريد انتدابات جديدة، ونريد حكاماً يبلغون “سنّ الرشد”، يبدو ان هناك خلافات داخل الصف السياسي الوحد، وعلى الشرفاء في لبنان ان يقفوا وقفةً واحدة وتعاد الامور الى نصابها في هذه الضروف الصعبة، وليصدر مجلس النواب قانون تنفيذي مباشر للتحقيق الجنائي ليكون شعاراً تنفيذياً من اجل الحقوق والثقة بلبنان.

خُطط التفليس

وقال، بعد الانتهاء من التحقيق الجنائي يجب الذهاب الى خطة اقتصادية ناجحة، لان الخطط الاقتصادية السابقة منذ التسعينات حتى اليوم كانت “فاشلة وتدميرية” بل واصبحنا تحت “الصفر”، فسياسة الـTVA والضرائب المرتفعة التي اعتمدتها الحكومات السابقة “لم تنجح”، فخطط البنك الدولي الافلاسية سيصطدم فيها مجلس النواب والحكومة، والشعب اللبناني لن يسكت.

خطط المصرف غير مدروسة


ان ما يحصل في لبنان خطير جداً، فخطة مصرف لبنان لجهة الدعم “لم تكن مدروسة” ولم نفهم كيف قبلت بها الحكومة الحالية (حكومة تصريف الاعمال)، وهنا اضع علامات استفهام على وزير الاقتصاد روول نعمة، حيث وجدنا المساعدات العينية التي وصلت الى لبنان من العراق وغيره، نجدها اما باماكن التلف او تباع في دول اخرى، وكنت اتمنى على الجيش اللبناني ان يعمل على توزيعها على العائلات اللبنانية، فما حصل “جريمة”، وهنا احمل وزير الاقتصاد المسؤولية الكاملة والمباشرة، وما تبريره الاخير سوى استفزاز واستهتار من رجل مسؤول بهذا الحجم، وبالتالي فان ما حصل حيال المساعدات شكل من اشكال الفساد وقلّة مسؤولية، فكفانا جلد بانفسنا، كفانا الم وسرقة وضرب بالاقتصاد، وعلى التحقيق الجنائي ان يفعل فعله.
وقال، ان الفضائح المالية التي تظهر اليوم شكلت جريمة كبيرة بجق لبنان وفقدت الثقة، فالمطلوب اليوم اعادة الثقة.

فلسطين.. التطبيع والمقاومة


وتابع، نحن مع القضية الفلسطينية، ونحن امام مجموعة من المعطيات الدولية والاقليمية، من التطبيع المشؤوم، وترسيم الحدود والنفط، وما الاهتمام الاميركي ورعايته لموضوع الترسيم لم يكن ليحصل لولا “المقاومة ورجالها رجال الله وسلاحها الشرعي والمقدس” لما اتى الاميركي وغيره للمفاوضات، فنحن نمتلك مخالب قوة جعلت من لبنان “قبلة”، وعلى المطبعين ان لا يفرحوا كثيراً، يجب ان تبقى القدس وفلسطين وكنيسة القيامة بالفكر والثقافة والوجدان، كما ويجب مواجهة التطبيع بكل صنوفه واشكاله، فبقاء فلسطين محتلة مقدمّة لاحتلال بلدان اخرى.


أميركا والنفط اللبناني

ليختم المحلل السياسي الشيخ غسان نصار ان الاهتمام الاميركي بالنفط اللبناني “يحمل علامات استفهام كبيرة”، خاصة مع التمدد الاميركي الى سوريا والعراق وليبيا واليمن وفنزويللا والنزاع الارمني ـ الاذاري، امر يحتم علينا التنبه الى الاعداء الجدد، والمحافظة على ثروات لبنان الطبيعبة لمستقبل اجيالنا، وان لا ننسى أن ما يحصل هو بفضل قوة لبنان الاستراتيجية “المقاومة”، لكانت اسرائيل احتلت لبنان بفرقة موسيقية كما يزعمون، فعلينا ان نحصن المفاوضات بهذه القوة، ونحن اصحاب حق وان “نتمسك بهذا الحق وهذه القوة”.

شاهد أيضاً

عون التقى محفوظ في اليرزة

استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة رئيس عام الرهبنة اللبنانية …