عنزة الإستقلال ولو طارت!!!

ما قصة العنزة التي تتقدم العرض العسكري؟!

زياد سامي عيتاني*


بعد إعلان دولة لبنان الكبير في العام 1920 وبعد الاستقلال في العام 1943، طالب اللبنانيون بجيش وطني مستقل، تمت الموافقة عليه وتشكيله تحت إسم “القناصة، وتم تنظيم أول عرض عسكري في وزارة الدفاع في المتحف عام 1946. ليكون بعدها أول عرض عسكري رسمي بمناسبة الاستقلال.
وقد إتبع بذلك العرف من الإنتداب الفرنسي، علماً أن الفرنسيين بدأوا بالعروض العسكرية بعد نجاح الثورة الفرنسية.


•قصة العنزة ورمزيتها:


ثمة روايتان تتعلقان بقصة العنزة التي تتقدم العرض العسكري الذي يقام سنوياً لمناسبة ذكرى إستقلال لبنان، رغم أوجه التشابه بينهما، إلا أن الإختلاف يتعلق بالتفاصيل، لذلك نورد الروايتان كما وصلتنا:


-الرواية الأولى:


خلال التحضير للعرض الأول، قدّم أحد الفلاحين هدية لفوج القناصة الأول وهو عبارة عن عنزة جبلية. فإقترح رئيس الفوج في حينها “جوزف حرب” وضعها في مقدمة الفوج خلال العرض العسكري، وذلك طبعاً بعد إلباسها ثياباً مناسبة.


-الرواية الثانية:


بدأت الفكرة مع الضابط حينها جوزف حرب لدى تفقده إحدى الوحدات العسكرية في مرجعيون، حيث أهداه أحد الاهالي عنزة، فطلب تدريبها على السير على وقع الموسيقى امام وحدات الجيش، وكان ذلك.


خاروف يفشل في المهمة:


وفي عام 1947 تحدى الفوج الثاني الفوج الأول بإحضار خاروف للغاية نفسها، ولكنه لم يلتزم التعليمات.
لذلك، بقي الإعتماد على العنزة، حيث كانت ترمز الى الحقول والزرع وخيرات التربة، وكذلك السير في البراري والأودية وتسلق الجبال.


•مراسيم وتقاليد العرض العسكري:


في تقليد الإحتفال العسكري، يصل عند الثامنة علم الجيش وتجرى مراسم تكريمه، ثمّ يصل تباعاً رئيس الأركان، قائد الجيش، وزير الدفاع الذي يستقبل رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب. وعند التاسعة يصل رئيس الجمهورية إيذاناً ببدء مراسم الإحتفال، بحيث يكون الفارق الزمني بين وصول كل شخصية واخرى نحو 5 دقائق، ويضع رئيس الجمهورية لدى وصوله إكليلاً عند نصب للشهداء، ويستعرض بعد ذلك على متن “جيب” عسكري إلى جانب وزير الدفاع الوحدات المشارِكة في العرض، فيما يتبعه “جيب” آخر على متنه قائد الجيش ورئيس الأركان.


ويعود بعدها الى المنصة الرسمية ليبدأ الإستعراض العسكري بموسيقى قوى الأمن الداخلي، ويتقدّم علم لبنان، ثم على التوالي أعلام كل من قوى الأمن الداخلي، الأمن العام، أمن الدولة وعلم الجمارك، وتبدأ الوحدات المشارِكة التي ستشكل سرايا رمزية من الألوية العسكرية كلّها بالتقدم، تليها مجموعة من مختلف الإتحادات الرياضية اللبنانية، الإتحادات الكشفية، وطلاب من مختلف الجامعات اللبنانية، الهيئات المدنية، ومجموعة من عناصر الصليب الأحمر. في حين تمر من وقت الى آخر أسراب من سلاح الجو…


•تاريخ نشأة الجيش اللبناني:


الحديث عن العرض العسكري للجيش اللبناني بمناسبة عيد الإستقلال، نوجز تاريخ بدايات نشأة الجيش اللبناني.
ففي 17 حزيران 1944، وتنفيذاً للبروتوكول الموقّع بين الحكومة اللبنانية والسلطة الفرنسية بتاريخ 15 حزيران من العام نفسه، والقاضي بوضع وحدات من القنّاصة اللبنانية معزَّزة بمفرزة مصفّحات بتصرّف هذه الحكومة، أقيم في الملعب البلدي- بيروت عرضٌ عسكري حضره رئيس الجمهورية والوزراء والجنرال “بينيه” وأركان حربه، تسلّم خلاله الزعيم فؤاد شهاب العلمَ اللبناني من الرئيس بشارة الخوري.


إلّا أنّ التطوّرَ الأبرز حصل في الأول من آب 1945 تاريخ تسلّم الوحدات العسكرية وتكريس عيد الجيش. فقد اجتمعت اللجان اللبنانية والسورية والفرنسية في 12 تموز من العام 1945 في فندق مسابكي شتورة، وأفضت الاجتماعات إلى إعطاء الإشارة ببدء عملية تسلّم الوحدات على الشكل الآتي:


– تسلّم الثكنات وسائر المنشآت في 20 تموز العام 1945.
– تسلّم القوات العسكرية البالغ عديدها 20000 عنصر في سوريا و5000 عنصر في لبنان بتاريخ 25 تموز من العام نفسه.
– تسليم قيادة هذه القوات وإدارتها في الأول من آب العام 1945، وقد تمّ تكريس هذا اليوم عيداً وطنياً للجيش.


*إعلامي وباحث في التراث الشعبي.

شاهد أيضاً

*قتل زوجته بطلقين نارييَن بسبب خلاف بينهما، وقطّعها بمنشارٍ كهربائي ودفـنها في حديقة المنزل وشعبة المعلومات أوقفته وضبطت سلاح الجـريمة.

  2024-04-20 صــدر عــــن المديريّـة العـامّـة لقــوى الأمــن الـدّاخلي ـ شعبة العـلاقـات العـامّـة البــــــلاغ التّالــــــي: …