المرضعة

وخرجتُ من بين القطيعِ
لأنَّ لي قدمينِ
حاشا أن يكونا أربعــهْ

ولأنّ لي رأساً كسفحٍ شاهقٍ
ولأنّ لي عقلا
وجدت لأتبعهْ

ولأنّ قلبي للفضيلة قادني
وبحثت في صدري
وجدت الزوبعهْ

دربان في هذا الوجود
وخطوتي
في بحر هذا الكون صارت أشرعهْ

لي قِبلتان ولي إلهٌ واحدٌ
عقلي وقلبي
وانتزاع الأقنعهْ

أعطيت جوعَ الأرض
قمحَ قصائدي
وقصائدي بشذى الضمير مرصّعهْ

ووهبتُ ذاتي كي أتمّ نبوءتي
والشعرُ قرآن المدى
ما أروعهْ

لي شرفتان على الدروبِ
وكلمــا
ضاقَ الطريقُ
دعاني كي أمشي معهْ

فمعي يسير الحقلُ
ظلّي واســعٌ
والكفُ حقلٌ دافقٌ ما أوسعهْ

عكازتي شمسٌ
تشـدُّ أواصري
لمّا الأواصرُ في البلاد مقطّعهْ

ومدادُ محبرتي شموعُ تلهفي
كالنهرِ شـقّ المشتهى
ما أشجعهْ

شعري أنا دفقُ الحليب لعالمٍ
قبل الفطام سلاه
ثديُ المرضعهْ

عمري ارتحال الضوء
وحيُ مغامرٍ
ورؤايَ قمحٌ للكرامةِ
مبدعهْ


شاهد أيضاً

وجه كتاب توصيات لوزارة التربية

مطر: “فلنخفف على طلاب المدارس الرسمية” تجاوبا” مع طلاب المدارس الرسمية في صرختهم حيال الامتحانات …