الفنان الموسيقار سامي مولفي:

ثقافتي الفنية بدأت بمجالستي لكبار الفنانين والملحنين الذين تعلمت منهم المقامات والعزف

حوار رئيس التحرير فؤاد رمضان

الفنان الموسيقار سامي مولفي، أنعم الله عليه بالكثير من الصفات الحسنة المجبولة بالإنسانية الحقّة والمواهب الفنية المتعددة، فهو مطرب يمتلك صوتًا رقيقًا، جميلًا، شجيًا، مشبعًا بالأصالة والتراث الخليجي.لا سيما، حيث نشأ في مناخ مملكة الخير والعطاء، فالفن عنده نابع من حنجرة ذهبية ترسل تراتيل عذبة، ملحن عازف على أوتارعوده أجمل الألحان والسمفونيات، مدرس مادة العزف على العود والغناء، شاعر حساس، بليغ في إنتقاء الكلمة الوجدانية والحس الوطني، سيما يمثُل العمق الإنساني من خلال تفعيل منصبه كسفيرًا للنوايا الحسنة لحقوق الإنسان والسلام العالمي. في الكثير من الأنشطة ذات الطابع الإنساني والإجتماعي، كما في مجال أعماله الفنية، يتعمق بدراسة كل عمل ونشاط من كافة النواحي، ليأتي متكاملًا بالمستوى الذي يرغب ويطمح إليه من النجاح.

“موقع مجلة كواليس” الذي تنامى إليه أخبار الفنان الموسيقار سامي مولفي وإستماعنا إلى بعضٍ من أعماله الفنية، شده تميزه وحضوره الفني، وكان معه هذا الحوار:

*نود تعريف القاريء على الفنان الموسيقار سامي مولفي وسبب دخولك ميدان الفن؟

  • الفنان سامي مولفي إنسان بسيط جدًا، إنسان عادي وأبسط مما تتصور…
    ولدت ونشأت في “مكة المكرمة”، من سكان أجياد زقاق القلعة، ثم انتقلت من حي الى حي بسبب التطور العمراني. وقد كنت أعيش حياة بدائية عادية مع جيراني من أهل الحارة الذين كان بعضهم فنانين ومطربين، مما أتاح لي مجالستهم، ومنهم الفنان عيسى عبده الذي تعلمت منه الخطوات الأولى والصحيحة لسلك طريق الفن وكذلك الفنان موسى الزمزمي.

كنت أجالس وأحتك بكبار الفنانين والملحنين بحيث تعلمت منهم الكثير مثل المقامات والعزف، كالفنان علي قاروت والجسيس محمد امان والموسيقار طارق عبد الحكيم والموسيقار جميل محمود والفنان خالد الشريف والفنان عزوز حبشي والفنان فيصل حنيف وغيرهم من فناني: “مكة المكرمة” وجدة والطائف وينبع.

*ما هي مقومات الفنان الناجح؟

مقومات الفنان الناجح تبدأ بالاجتهاد، فـ”من جد وجد ومن زرع حصد”. وهذا ما تعلمناه منذ وعينا عليها. ثم تأتي المغامرة المدروسة والتركيز وفهم الحياة، وبذل الجهد لتحقيق أهدافنا وبالتالي الوصول إلى القمة، فـ”من طلب العلا سهر الليالي”.

أيضًا من مقومات النجاح الاطلاع على كل جديد ومواكبة العصر بتفهم الجيل الحالي، ودون أن ننسى الجيل السابق، وعلينا أن نعمل على محاكاة الجيلين وهذا مهم جدًا.

إضافة للحرص دومًا على تقديم الجديد، مع مراعاة الاصول وعدم خدش الحياء.

وأهم من هذا كله، يجب على الفنان تثقيف الروح والقلب والعقل بالقراءة والاطلاع ومجالسة الادباء والمثقفين والشعراء والفنانين، فالفن عطاء قبل كل شيء.
فإذا توقف العطاء توقف الفنان ومات واندفنت كل اعماله.

*الفن بنظرك رسالة ام مهنة؟

الفن في الوقت الحالي تغير عن السابق، حيث كان عطاء ورسالة ما بين محروم ومحب وعاشق.
فإن لم يكن حاملًا لاهداف سامية فلا قيمة له، مثلما نشاهده من بعض الذين يبحثون عن الشهرة والمكاسب المادية.

فالتمثيل فن كما الطرب والتلحين والمسرح فن وكل إبتكار واختراع فن وإبداع.

أما إذا كان مهنة، فالفن لا يفتح بيتًا ولا يؤكل عيشًا. الفن وسيلة للعطاء وإبراز المواهب، ونادرًا ما تجد فنانًا أستفاد من فنه كمهنة، قد نجد في المليون فنانًا أو اثنين استفادوا من الفن كمهنة يعيشون منه، ولكن لو نظرنا لجميع الفنانين على المستوى العربي والخليجي نجدهم في نهاية مشوارهم الفني لا يملكون حتى دفع فاتورة الدواء، أو لا يجدون مصروف بيوتهم.
بإختصار: الفن فقط للعطاء، تعطيه لكن لا يعطيك غير محبة الناس ومكانة بين المجتمع.

*حضرتك تمتلك عدة مواهب: الصوت، الكتابة، التلحين والتمثيل.. أين تجد نفسك اكثر، وبالتالي كيف توفق بينها؟

الحمدلله رب العالمين، الذي أنعّم عليَّ وأكرمني بالمواهب المتعددة، التي صقلتها بمجالستي وإحتكاكي بالعمالقة الكبار ومشيت على نهجهم، مثل:
الموسيقار محمد عبد الوهاب والموسيقار وديع الصافي والفنان فريد الاطرش والفنان عبدالحليم حافظ.
فهؤلاء الكبار كانوا في بداياتهم يجمعون بين التمثيل والتلحين والمغنى والطرب والحضور على المسارح والاحتفالات.

وأنا كفنان أجد نفسي دائمًا حاضرًا في كل ما يطلب مني فنيًا، أكان في التمثيل أو التلحين تجدني أوتوماتيكيًا يشتغل داخلي أنغام الحب وتغاريد البلابل وتحرك اشجاني أعذب الألحان، وإن طلب مني الطرب، أمسك بصدر العود أداعب اوتاره وأضمه ضمة محب وعاشق ولهان.

فأنا أعرف بالفطرة كيف أداعب صدر العود وأعرف متى أداعبه ومتى أضمه.

واما الكتابة والقرأءة فهو عشقي منذ الصغر، أكتب واقرأ لكي أزداد ثقافة، ولدي حب الاطلاع على كل جديد سواء في مجال الكتابة أو القراءة.

*بمن تأثرت مِمَن سبقوك من الفنانين العمالقة؟

تأثرت بكثير من الفنانين، أمثال الفنان طلال مداح والفنان محمد عبده والفنان جورج سوف ووليد توفيق وغيرهم الكثير.

*غناؤك محصور باللهجة الخليجة وتحديدًا “السعودية” أم يتعداه إلى باقي الاقطار العربية؟

أغني بكل اللهجات، خاصة كما تعلم اني من سكان “مكة المكرمة” التي تستقبل على مدار العام الحجاج والزوار والمعتمرين. مما يتيح لأهل المدينة أن يحتكوا بجميع الأجناس من كافة دول العالم، من مصر والمغرب والجزائر وتونس وليبيا وافريقيا، في هذا الجو ينمي الفنان ثقافته وقدراته، ويتعلم كيف يتعامل مع الثقافات المختلفة ويتعرف على الحضارات واللهجات المختلفة، وهذا بحد ذاته يغني ثقافته ويعرفه على تميز وخصائص الدول الاخرى الثقافية والفنية والعلمية.

*الدراسة الاكاديمية الموسيقية، أين انت منها؟

الدراسة تختلف بحسب الثقافات والاختلاط فمثلًا منذ الصغر كنت شغوفًا بتنمية مواهبي التي بدأت بمجالستي لجيراني من الفنانين والمثقفين والأدباء والشعراء.
فكنت كلما أسمع عن دورة موسيقية ألتحق بها، أتعلم وأنمي قدراتي من الدورات الموسيقية
وخاصة عندما أسمع ان هناك موسيقيين يأتون إلى السعودية من ألمانيا، أو فرنسا، أو لبنان، أو مصر، فأذهب والتحق بتلك الدورات لأنمي ثقافتي الموسيقية.

*نتاجك الفني كيف تلخصه والاعمال المسرحية
وهل من شركات انتاج تتبنى اعمالك؟

عندي مجموعة من الأغاني وفيديوكليبات،
وشاركت في مسلسلات عديدة منها مسلسل “سكتم بكتم” ومسلسل “مستر كاش” وشاركت في عدة أفلام أيضًا فيلم “أمل” وفيلم “الحياة”.

وللأسف الشديد لم أجد شركات إنتاج تدعمني أو تتبناني كموهبة.

غير أن هناك صديق لي جاءني بالصدفة وهو الفنان والملحن وعازف الايقاع أحمد عبده الذي توسط لي عند الفنان خالد عبد الرحيم، قائد صالون الرياض الفني الذي أنتج لي أغنية “شلي ناقص فيك” وأنا من خلال موقعكم، أريد أن أقدم لهما جزيل تقديري واعجز عن شكرهما.
أيضًا هناك إنسان عزيز عليَّ، وهو الفنان فهد العمر، الذي قدمني للتمثل، أشكره جزيل الشكر، كما أشكر كل من ساعدني ويساعدني ويدعمني سواء بكلمة جميلة أو حتى بنصيحة أخوية.

واشكر ايضًا جمهوري المتابع لنشاطاتي وأعمالي الفنية، والذي يدعمني بكلماته الجميلة واعطائي الامل ويحفزني للنجاح.

كما أقدم شكري الكبير للشاعرة المتألقة مها (M.S)التي تدعمني دائمًا بكلامها الجميل وتشجيعها لي والتى لم اغنِ ولم ألحن إلى الآن من كلماتها. وأشكر الجميع.

*مُنحت لقب سفيرًا للنوايا الحسنة لحقوق الإنسان من التحالف العالمي لسفراء هذه المنطمة، ما هي شروط ومواصفات هذا اللقب وكيف تفعل عملك فيه؟

  • منحت لقب سفيرًا للنوايا الحسنة لحقوق الإنسان،
    وذلك لما اقدمه من إرشادات وحكم وتوجيهات ونصائح في مقاطعتي، والحث على الرحمة والمحبة والتآلف والتقريب بين المجتمعات وإصلاح ذات البين، وفي بعض الأوقات أقوم بالصلح بين الزوجين والصلح بين الاخوان، وهناك الكثير ممن يقدروني ويحترمون رأئي، ويطلبون مشورتي، وعندما يختلف إثنان اصلح بينهما واجمع بين الزوجين وبين الاصحاب وبين الاحباب واكتب على قنوات التواصل الإجتماعي الكثير من الإرشادات والنصائح.
  • والحمدالله، هذا فضل من رب العالمين الذي جعلني مستشارًا بين الناس.
  • *ما هي حدود طموحاتكم وامنياتكم؟

الطموحات كبيرة والأماني كثيرة، والإنسان يعطي بما يستطيعه، فهو يجتهد ويبذل الجهد والتوفيق والنجاح من رب العالمين وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

من هنا أوجه خالص شكري وتقديري لكل من دعمني وساعدني.
وكل من ساعدني ورحل من هذه الدنيا أدعوا لهم بالرحمة والمغفرة.
الاستاذ علي قاروت والاستاذ عيسى عبده والاستاذ محمد امان ملا، “رحمة الله عليهم اجمعين واسكنهم الله فسيح جناته”.
فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله فلا ننكر أو ننسى فضل أحد، بإذن الله، فلهم مني جميعهم الدعاء والتقدير لهم ولأبنائهم.

ومن كلمة بختام هذا اللقاء؟*

كلمتي الأخيرة، أشكر الاستاذ فؤاد رمضان و”أسرة موقع مجلة كواليس” على هذا اللقاء الجميل الشيق، كما اشكر الاستاذ ربحي.
لكم مني خالص الحب والتقدير وادعو لهم بالصحة والعافية والتوفيق.
محبكم الفنان سامي مولفي

شاهد أيضاً

عون التقى محفوظ في اليرزة

استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة رئيس عام الرهبنة اللبنانية …