“الشيخ والفتى والجبل”

بقلم د. عباس وهبي

زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون : هي القصة المعروفة التي يدور فيها الحوار بين الملك كسرى أنوشروان والرجل الطاعن في السنّ أثناء زرعه للنخيل الذي يحتاج لسنوات كي يثمر…
والسؤال ماذا ترك العابثون لأجيالنا؟ يحمل الكلامُ جواباً تلقائياً: الإفلاس والشوكُ والبلّان ! لقد زرع لنا أجدادنا وطناً تحدّى كل الصراعات ، و عاد منها ممتشق القامة رغم الجراح ، لقد زرعوا فيه الأمل فأزهر من جرحه… لكنْ ما نحصده اليوم بسبب العابثين من الجراد هو الهم و البؤس والتخبط … حتى إنَّ صوتَ الشعب يسرقونه! هذا الصوتُ الذي هدر بقوةٍ في الساحات حتى بلغ المدى ، و لم يكترثوا! كأنّهم صمٌّ بكمٌ لا يفقهون!
فلم يبق لدينا إلاّ إرادتنا ، وعزيمتنا …
إذاً حالنا كذلك الرجل العجوز الذي كان يحفر جبلاً عندما مرّ به فتًى ، فسأله يا جدي لماذا تحفر في هذا الجبل ؟فردّ الشيخ :لكي أُزيله! فتعجّب الفتى قائلاً: كيف يمكنك ذلك وأنت قد بلغت من العمر عتيّا والوهنُ يُثقلُ أوصالك ؟! فردّ الشيخ مبتسماً : يا ولدي سأحفر حفرةً فيه، وأولادي من بعدي سيحفرون، وأحفادي وأحفاد أحفادي من بعدهم حتى يتهدّم هذا الجبل ! فابتسم الفتى وتناول المعول من جده ليكمل الطريق…. وما ذاك الجبل الطاووس إلّا الإستبداد والإستعمار ….
“من وحي قصتين”

زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون : هي القصة المعروفة التي يدور فيها الحوار بين الملك كسرى أنوشروان والرجل الطاعن في السنّ أثناء زرعه للنخيل الذي يحتاج لسنوات كي يثمر…
والسؤال ماذا ترك العابثون لأجيالنا؟ يحمل الكلامُ جواباً تلقائياً: الإفلاس والشوكُ والبلّان ! لقد زرع لنا أجدادنا وطناً تحدّى كل الصراعات ، و عاد منها ممتشق القامة رغم الجراح ، لقد زرعوا فيه الأمل فأزهر من جرحه… لكنْ ما نحصده اليوم بسبب العابثين من الجراد هو الهم و البؤس والتخبط … حتى إنَّ صوتَ الشعب يسرقونه! هذا الصوتُ الذي هدر بقوةٍ في الساحات حتى بلغ المدى ، و لم يكترثوا! كأنّهم صمٌّ بكمٌ لا يفقهون!
فلم يبق لدينا إلاّ إرادتنا ، وعزيمتنا …
إذاً حالنا كذلك الرجل العجوز الذي كان يحفر جبلاً عندما مرّ به فتًى ، فسأله يا جدي لماذا تحفر في هذا الجبل ؟فردّ الشيخ :لكي أُزيله! فتعجّب الفتى قائلاً: كيف يمكنك ذلك وأنت قد بلغت من العمر عتيّا والوهنُ يُثقلُ أوصالك ؟! فردّ الشيخ مبتسماً : يا ولدي سأحفر حفرةً فيه، وأولادي من بعدي سيحفرون، وأحفادي وأحفاد أحفادي من بعدهم حتى يتهدّم هذا الجبل ! فابتسم الفتى وتناول المعول من جده ليكمل الطريق…. وما ذاك الجبل الطاووس إلّا الإستبداد والإستعمار ….
“من وحي قصتين”
عباس وهبي