أمان السيّد في مجموعتها: “النهرُ أنتَ يا حبيبي وأنا الأفعوان”)

ـ شوقي مسلماني.

مسكونة الشاعرة والأديبة أمان السيّد بالتمرّد، مسكونة بالدعوة إلى الحريّة وإلى الإنعتاق المطلق من كلّ ما يعيق تقدّم الإنسان بعامّة والمرأة ـ الشعلة المضيئة أبداً ـ بخاصّة. وهذا ما يظهر حتى من عناوين إصداراتها السابقة التي منها : “قدري أن أولد أنثى” ـ القاهرة ـ مؤسّسة شمس، و”ذكورة المنافي” ـ اللاذقيّة ـ دار الحوار، و”أبعد من القيامة” ـ الشارقة ـ دائرة الثقافة والإعلام.
وفي الإصدار، مجموعة “النهر أنتَ يا حبيبي وأنا الأفعوان” ـ دار البيان العربي للطباعة والنشر والتوزيع، والإهداء هو “إلى سيدني” ـ مدينتها الأستراليّة التي تحبّ ـ تشعّ الشاعرة زهوراً “في سفح قرية منسيّة”، لا تخشى بألوانها الرقيقة خشية، فتقول موغلة بالأصل والأبد: “أنا من أهب الموسيقى بهاءَها”، فهي الأنثى الساحرة، و”أنا من أهب الرقص حياته”، فهي فراشة، و”أنا الأنثى تتدافع الأحلام إليّ”، فهي أحلام الليالي المقمرة، وهي الخطو المبتهِج، وهي الشدو المتماوج، الرقراق.
وعلى رغم قسوة كثير من مفردات المجموعة ـ التي تقع في 106 صفحات ـ القطع الوسط ـ وتضمّ 23 قصيدة ـ مثل: “مقابر”، “منفى”، “الدم”، فهي غنيّة أيضاً بمفردات من نوع: “المطر”، “الحقول”، “البيادر”، “الموسيقى”، وهي في ص79 ـ قمّة زهوّها ـ تقول: “صدري العاري كمقدّم سفينة”.
أمان السيّد تعرف أن الحياة الكريمة مسؤوليّة، وأنّها وطن عزيز، منيع، غير مستسلم، وكيف وهذا الوطن هو وطن الياسمين الذي تعرف، وهم في مرّة، وقبل سنوات قليلة مضت، قطعوا رأس تمثال الشاعر الفيلسوف أبي العلاء المعرّي في مدينته معرّة النعمان إنتقاماً منه ومن نثره وشعره الجليلين ولو بعد ألفيّة من السنين وأكثر، ومن يريد السلام لا يكون عند ذئاب.. وعند موائدها، كما لا ينتظر هبوب رياح غريبة مستعجلة للإنقضاض على الياسمين.
أمان السيّد، في مجموعتها ـ ثورتها، تحتّم السؤال، وهو كيف السبيل إلى الشعر فيما على المرء أن يزن فلا ينتهي عند من لا يريدون أن يكون وجود للياسمين ولو شكليّاً، ولا رسماً أو صورة؟.
“النهرُ أنتَ يا حبيبي وأنا الأفعوان” مجموعة فيها غضب، وكلّ غضب أخيراً هو بذاته ثورة.

Shawkimoselmani1957@gmail.com

شاهد أيضاً

حـ.ركة أمل ودّعت المجاهد الراحل الحاج عاطف عون بمأتم مهيب في الشبريحا

مصطفى الحمود بمأتم مهيب، شيّعت حـركة أمل أحد قادتها المؤسسين عضو المكتب السياسي في الحركة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *