السهروردي المقتول باتهام الكفر والزندقة؟!!!

قائل: اهل الهوى قسمان

ﺃَﺑﺪﺍً ﺗَﺤﻦُّ ﺇِﻟَﻴﻜُﻢُ ﺍﻷَﺭﻭﺍﺡُ
ﻭَﻭِﺻﺎﻟُﻜُﻢ ﺭَﻳﺤﺎﻧُﻬﺎ ﻭَﺍﻟﺮﺍﺡُ
ﻭَﻗُﻠﻮﺏُ ﺃَﻫﻞِ ﻭِﺩﺍﺩﻛﻢ ﺗَﺸﺘﺎﻗُﻜُﻢ
ﻭَﺇِﻟﻰ ﻟَﺬﻳﺬ ﻟﻘﺎﺋﻜﻢ ﺗَﺮﺗﺎﺡُ
ﻭَﺍ ﺭَﺣﻤﺔً ﻟﻠﻌﺎﺷِﻘﻴﻦَ ﺗَﻜﻠّﻔﻮﺍ
ﺳﺮّ ﺍﻟﻤَﺤﺒّﺔِ ﻭَﺍﻟﻬَﻮﻯ ﻓَﻀّﺎﺡُ
***
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻗﺴﻤﺎﻥ: ﻗﺴﻢ ﻣﻨﻬﻤﻮ
ﻛﺘﻤﻮﺍ، ﻭﻗﺴﻢٌ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﺔ ﺑﺎﺣﻮﺍ
ﻓﺎﻟﺒﺎﺣﺌﻮﻥ ﺑﺴﺮﻫﻢ ﺷﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﻬﻮﻯ
ﺻﺮﻓﺎً ﻓﻬﺰﻫﻤﻮﺍ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﻓﺒﺎﺣﻮﺍ
ﻭﺍﻟﻜﺎﺗﻤﻮﻥ ﻟﺴﺮﻫﻢ ﺷﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﻬﻮﻯ
ﻣﻤﺰﻭﺟﺔً ﻓﺤَﻤﺘْﻬﻤﻮ ﺍﻷﻗﺪﺍﺡُ
***
ﺑِﺎﻟﺴﺮِّ ﺇِﻥ ﺑﺎﺣﻮﺍ ﺗُﺒﺎﺡُ ﺩِﻣﺎﺅُﻫﻢ
ﻭَﻛَﺬﺍ ﺩِﻣﺎﺀُ ﺍﻟﻌﺎﺷِﻘﻴﻦَ ﺗُﺒﺎﺡُ
ﻭَﺇِﺫﺍ ﻫُﻢ ﻛَﺘَﻤﻮﺍ ﺗَﺤَﺪّﺙ ﻋَﻨﻬُﻢ
ﻋِﻨﺪَ ﺍﻟﻮﺷﺎﺓِ ﺍﻟﻤَﺪﻣﻊُ ﺍﻟﺴَﻔّﺎﺡُ
ﺃَﺣﺒﺎﺑﻨﺎ ﻣﺎﺫﺍ ﺍﻟَّﺬﻱ ﺃَﻓﺴﺪﺗﻢُ
ﺑِﺠﻔﺎﺋﻜﻢ ﻏَﻴﺮ ﺍﻟﻔَﺴﺎﺩِ ﺻَﻼﺡُ
ﺧَﻔﺾَ ﺍﻟﺠَﻨﺎﺡ ﻟَﻜُﻢ ﻭَﻟَﻴﺲَ ﻋَﻠَﻴﻜُﻢ
ﻟِﻠﺼَﺐّ ﻓﻲ ﺧَﻔﺾِ ﺍﻟﺠَﻨﺎﺡ ﺟُﻨﺎﺡُ
ﻭَﺑَﺪَﺕ ﺷَﻮﺍﻫِﺪُ ﻟﻠﺴّﻘﺎﻡِ ﻋَﻠَﻴﻬﻢُ
ﻓﻴﻬﺎ ﻟِﻤُﺸﻜﻞ ﺃﻣّﻬﻢ ﺇِﻳﻀﺎﺡُ
ﻓَﺈِﻟﻰ ﻟِﻘﺎﻛﻢ ﻧَﻔﺴﻪُ ﻣُﺮﺗﺎﺣﺔٌ
ﻭَﺇِﻟﻰ ﺭِﺿﺎﻛُﻢ ﻃَﺮﻓﻪ ﻃَﻤّﺎﺡُ
ﻋﻮﺩﻭﺍ ﺑِﻨﻮﺭِ ﺍﻟﻮَﺻﻞِ ﻣِﻦ ﻏَﺴَﻖ ﺍﻟﺪُّﺟﻰ
ﻓَﺎﻟﻬَﺠﺮُ ﻟَﻴﻞٌ ﻭَﺍﻟﻮﺻﺎﻝُ ﺻَﺒﺎﺡُ
***
ﺻﺎﻓﺎﻫُﻢُ ﻓَﺼَﻔﻮﺍ ﻟَﻪُ ﻓَﻘُﻠﻮﺑﻬﻢ
ﻓﻲ ﻧُﻮﺭِﻫﺎ ﺍﻟﻤِﺸﻜﺎﺓُ ﻭَﺍﻟﻤِﺼﺒﺎﺡُ
ﻭَﺗَﻤَﺘّﻌﻮﺍ ﻓَﺎﻟﻮَﻗﺖُ ﻃﺎﺏَ ﻟِﻘُﺮﺑِﻜُﻢ
ﺭﺍﻕَ ﺍﻟﺸّﺮﺍﺏ ﻭَﺭَﻗّﺖِ ﺍﻷَﻗﺪﺍﺡُ
ﻳﺎ ﺻﺎﺡِ ﻟَﻴﺲَ ﻋَﻠﻰ ﺍﻟﻤُﺤﺐِّ ﻣَﻼﻣَﺔٌ
ﺇِﻥ ﻻﺡَ ﻓﻲ ﺃُﻓﻖ ﺍﻟﻮِﺻﺎﻝِ ﺻَﺒﺎﺡُ
ﻻ ﺫَﻧﺐَ ﻟِﻠﻌُﺸّﺎﻕِ ﺇِﻥ ﻏَﻠَﺐَ ﺍﻟﻬَﻮﻯ
ﻛِﺘﻤﺎﻧَﻬُﻢ ﻓَﻨﻤﺎ ﺍﻟﻐَﺮﺍﻡُ ﻓَﺒﺎﺣﻮﺍ
ﺳَﻤَﺤﻮﺍ ﺑِﺄَﻧﻔُﺴِﻬﻢ ﻭَﻣﺎ ﺑَﺨِﻠﻮﺍ ﺑِﻬﺎ
ﻟَﻤّﺎ ﺩَﺭﻭﺍ ﺃَﻥّ ﺍﻟﺴَّﻤﺎﺡ ﺭَﺑﺎﺡُ
ﻭَﺩﻋﺎﻫُﻢُ ﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﺤَﻘﺎﺋﻖِ ﺩَﻋﻮﺓ
ﻓَﻐَﺪﻭﺍ ﺑِﻬﺎ ﻣُﺴﺘَﺄﻧﺴﻴﻦ ﻭَﺭﺍﺣﻮﺍ
ﺭَﻛِﺒﻮﺍ ﻋَﻠﻰ ﺳﻨَﻦِ ﺍﻟﻮَﻓﺎ ﻭَﺩُﻣﻮﻋﻬُﻢ
ﺑَﺤﺮٌ ﻭَﺷِﺪّﺓ ﺷَﻮﻗﻬﻢ ﻣَﻠّﺎﺡُ
ﻭَﺍﻟﻠَّﻪِ ﻣﺎ ﻃَﻠَﺒﻮﺍ ﺍﻟﻮُﻗﻮﻑَ ﺑِﺒﺎﺑِﻪِ
ﺣَﺘّﻰ ﺩﻋﻮﺍ ﻓَﺄَﺗﺎﻫُﻢ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡُ
ﻻ ﻳَﻄﺮﺑﻮﻥَ ﺑِﻐَﻴﺮِ ﺫِﻛﺮ ﺣَﺒﻴﺒِﻬﻢ
ﺃَﺑَﺪﺍً ﻓَﻜُﻞُّ ﺯَﻣﺎﻧِﻬﻢ ﺃَﻓﺮﺍﺡُ
ﺣَﻀَﺮﻭﺍ ﻭَﻗَﺪ ﻏﺎﺑَﺖ ﺷَﻮﺍﻫِﺪُ ﺫﺍﺗِﻬﻢ
ﻓَﺘَﻬَﺘّﻜﻮﺍ ﻟَﻤّﺎ ﺭَﺃﻭﻩ ﻭَﺻﺎﺣﻮﺍ
ﺃَﻓﻨﺎﻫُﻢ ﻋَﻨﻬُﻢ ﻭَﻗَﺪ ﻛﺸﻔَﺖ ﻟَﻬُﻢ
ﺣﺠﺐُ ﺍﻟﺒﻘﺎ ﻓَﺘَﻼﺷﺖِ ﺍﻷَﺭﻭﺍﺡُ
ﻓَﺘَﺸَﺒّﻬﻮﺍ ﺇِﻥ ﻟَﻢ ﺗَﻜُﻮﻧﻮﺍ ﻣِﺜﻠَﻬُﻢ
ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺘَّﺸَﺒّﻪ ﺑِﺎﻟﻜِﺮﺍﻡِ ﻓَﻼﺡُ
ﻗُﻢ ﻳﺎ ﻧَﺪﻳﻢ ﺇِﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﻡِ ﻓَﻬﺎﺗﻬﺎ
ﻓﻲ ﻛَﺄﺳِﻬﺎ ﻗَﺪ ﺩﺍﺭَﺕِ ﺍﻷَﻗﺪﺍﺡُ
ﻣِﻦ ﻛَﺮﻡِ ﺃَﻛﺮﺍﻡ ﺑﺪﻥّ ﺩﻳﺎﻧَﺔٍ
ﻻ ﺧَﻤﺮَﺓ ﻗَﺪ ﺩﺍﺳَﻬﺎ ﺍﻟﻔَﻠّﺎﺡُ
ﻫﻲَ ﺧَﻤﺮﺓُ ﺍﻟﺤُﺐِّ ﺍﻟﻘَﺪﻳﻢِ ﻭَﻣُﻨﺘَﻬﻰ
ﻏَﺮﺽ ﺍﻟﻨَﺪﻳﻢ ﻓَﻨﻌﻢ ﺫﺍﻙَ ﺍﻟﺮﺍﺡُ
ﻭَﻛَﺬﺍﻙَ ﻧﻮﺡٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺴَّﻔﻴﻨﺔ ﺃَﺳﻜَﺮَﺕ
ﻭَﻟَﻪُ ﺑِﺬَﻟِﻚَ ﺭَﻧَّﺔً ﻭَﻧِﻴﺎﺡُ
ﻭَﺻَﺒَﺖ ﺇِﻟﻰ ﻣَﻠَﻜﻮﺗِﻪِ ﺍﻷَﺭﻭﺍﺡُ
ﻭَﺇِﻟﻰ ﻟِﻘﺎﺀِ ﺳِﻮﺍﻩ ﻣﺎ ﻳَﺮﺗﺎﺡُ
ﻭَﻛَﺄَﻧَّﻤﺎ ﺃَﺟﺴﺎﻣﻬُﻢ ﻭَﻗُﻠﻮﺑﻬُﻢ
ﻓﻲ ﺿَﻮﺋِﻬﺎ ﺍﻟﻤِﺸﻜﺎﺓُ ﻭَﺍﻟﻤِﺼﺒﺎﺡُ
ﻣَﻦ ﺑﺎﺡَ ﺑَﻴﻨَﻬُﻢ ﺑِﺬِﻛﺮِ ﺣَﺒﻴﺒِﻪِ
ﺩَﻣﻪُ ﺣﻼﻝٌ ﻟِﻠﺴّﻴﻮﻑِ ﻣباح

شهاب الدين السهروردى المقتول

هو أبو الفتوح يحيى بن حبش بن أميرك السهروردي ويلقب بـ «شهاب الدين»، واشتهر بالشيخ المقتول تمييزاً له عن صوفيين آخرين هما: شهاب الدين أبو حفص عمر السهروردي (632هـ)، مؤلف كتاب «عوارف المعارف» في التصوف، أما الآخر فهو أبو النجيب السهروردي (ت:563هـ).
وأبو الفتوح فيلسوف إشراقي، شافعي المذهب، ولد في سهرورد الواقعة شمال غربي إيران، وقرأ كتب الدين والحكمة ونشأ في مراغة وسافر إلى حلب وبغداد, حيث كان مقتله بأمر صلاح الدين بعد أن نسب البعض إليه الفساد المعتقد، ولِتَوَهم صلاح الدين أن السهروردي يفتن ابنه بالكفر والخروج عن الدين، وكان مقتله فى قلعة حلب سنة 586 هـ.. وكان من كبار المتصوفة في زمانه ومن أفقه علماء عصره بأمور الدين والفلسفة والمنطق والحكمة، جمع بين عدة توجهات فلسفية من اليونان ومصر وغيرهما كنماذج فلسفية لتوضيح الفلسفة الإشراقية، فلما أتى إلى حلب وناظر بها الفقهاء كثر تشنيعهم عليه. وعملوا محاضر بكفره وسيروها إلى دمشق إلى الملك الناصر صلاح الدين. فبعث صلاح الدين إلى ولده الملك الظاهر بحلب كتابا في حقه بخط القاضي الفاضل يقول فيه إن هذا الشاب السهروردي لا بد من قتله، ولا سبيل أن يطلق ولا يبقى بوجه من الوجوه، ولما بلغ شهاب الدين السهروردي ذلك، وأيقن أنه سيقتل، وليس هناك حيلة إلى الإفراج عنه اختار أن يترك في مكان مفرد ويمنع من الطعام والشراب إلى أن يلقى الله ففعل به ذلك.
وكان ذلك في أواخر سنة ست وثمانين وخمسمائة بقلعة حلب فى سورية سنة 586 هـ 1190م. لكن اختلف في موته الكتاب في تاريخ الفلاسفة فمنهم من ذكر أنه قتل عن طريق الجوع ومنعه من الطعام ومنهم من قال بالسيف كما قيل إنه أحرق لكن اجتمعوا على أنه حكم عليه بالإعدام بتهمة الإلحاد والزندقة،

وبعد ذلك بعدة سنوات كان ابن رشد في قرطبة يعاني نفس المصير.
وفى صلاة للسهروردي لله تعالى، يقول: «الحقيقة شمس واحدة لا تتعدد بتعدد مظاهرها من البروج. المدينة واحدة، والدروب كثيرة، والطرُقُ غير يسيرة. صُم عن الشهوات صوماً ينقطع باستهلال هلال موتك، وورود عيدك بقدومك على مُبدئك ومعيدك. صلِّ لربك والليل مظلم فَيَسْترهِبُك بتحيير حواسك، ويخوّفك بهمس أنفاسك، فيَلزَمك، حينئذ، الالتجاء إلى نور الأنوار. قفْ على باب الملكوت وقل: يا قيّوم الملكوت، الظلامُ أحاط بي، وحيّات الهوى قصدَتني، وعقاربُ الدنيا لسعَتني، وتماسيح الشهوات لدغتني وتركتني بين خصومي غريباً. يا أرحمَ عليّ من أبويّ، أنقذني وخلصني من سخطك. أدعوك يا رب بأنين المذنبين، أدعوك يا رب بتأوّه المجرمين، أناديك يا رب نداء غريق في بحر الطبيعة، هالك في مَهْمَهِ الشُبُهات. ها أنا مطروح على باب كبريائك. أيحسن من لطفك رد الفقير خائباً؟ أيليق بجودك طردُ الكئيب قانطاً؟ كل عبد إذا استجار بمولاه أجاره. فما لعبدك قد استجار فلا خلف الملتجئ بجناب جبروتك لا تلتفت إليه بجذبة من جذبات نورك.

شاهد أيضاً

نبوءة الغراب بزوال الكيان

احمد الشريف  قبل فترة ليست بطويلة من حدوث عملية طوفان الأقصى يوم 7أكتوبر من العام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *