#غريبة ستوكهولم

الروائية راوية المصري

لم يمضِ وقت طويل حتى قامت الأرض المنغمسة بدماء قريتنا بتقبيل أقدامنا، وضربت الحقيقة المرة بقوة مؤلمة. وأصبحت وسائل رزقنا أجزاءً متلاشية من الذكريات الباهتة, بيوتنا فقدت أنسها، واراضينا غابت عنها الحياة ، تلاشى جوهرها في الهاوية كان قلبي ينبض بلا هوادة، وعقلي يكافح لفهم حجم هذه المأساة. ، وكان ذنبنا الوحيد اننا نحمل جينات القتلة، ونرث هذا الوزر على أكتافنا الهشة؟

تم تحويل الأحضان المريحة والآمنة لقريتنا، التي كانت مثالًا للتآلف، إلى ساحة نزاع وتشرذم ،وميدان للتقاتل والعداء، فقط يُسفك دم قرويين أبرياء بلا رحمة، في لحظة من اليأس،والرجعية اللعينة، تتشبث عائلتنا بعضها ببعض، وتتداخل أرواحنا في رقصة يائسة ،مفجوعة تسعى جاهدة للبقاء على قيد الحياة.

لم يعد بإمكاننا الثقة في أولئك الذين كانوا يحتضنوننا، وأصبحت صلة القرابة خيطًا خطيرًا. كان هروبنا معجزة، تتحدى قبضة الموت الحتمية. أقدامنا ثقيلة، وارواحنا مهشمة، نمشي على طول الطريق، رحلتنا التي لا تستغرق سوى القليل ،جعلها الرعب سفرا” طويلا” وشاقا” ،بل وتشعرنا بأنها أبدية بلا واجهة أو اتجاه،سفر أقل ما يقال فيه أنه رحيل نحو مجهول ينتظرنا.

 

شاهد أيضاً

عروس النيل الفنانة لبنى عبد العزيز:

★خرج من بيتي العندليب عبد الحليم حافظ وانا أحمل سيناريو الفيلم. ★زمن جميل بكل الفنون: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *