تنديد رسمي دولي وعربي واسع باستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق و”مجلس الأمن” يعقد جلسة عاجلة…

“إسرائيل” تغتال الديبلوماسية وتجرّ المنطقة إلى “حرب شاملة”

أحمد موسى

كواليس|
تطايرت الدبلوماسية أشلاء من دمشق، ونفذت إسرائيل الضربة المرة على المزة حيث مبنى “السفارة الايرانية وقنصليتها” الذي دمر بالكامل لحظة اجتماع السفير الإيراني مع قيادات جمعت قادة من الحرس الثوري الإيراني مع حركة ا-ل-ج-ه-ا-د في دمشق، حيث نفذت إسرائيل غارات على مبنى القنصلية الملاصق للسفارة الإيرانية بواسطة طائرة F35 فقتلت ١١ شخصاً بينهم ٧ من قياديي الحرس الثوري الذي أكد نعي ٧ على رأسهم القيادي في فيلق القدس بين سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي ومساعده محمد هادي رحيمي ، فيما تحدث التلفزيون الرسمي الإيراني عن استشهاد دبلوماسيين عدة وثلاثة من الحرس الثوري.

هي ضربة على مقر دبلوماسي من شأنها أن تضع إيران أمام أصعب امتحان، وعلى الارجح فإنها لن تكون في وارد الاستدراج إلى الرد الموازي الذي سيسحبها إلى “ملاعب النار الموسعة” أن مارست إيران اللعب من الحدائق الخلفية، إذ إن ضرب قنصليتها اليوم جاء بعد ساعات من عصف ناري قامت به حركة “النجباء” العراقية ، بضربة عسكرية أصابت مبنى يضم مواقع إسرائيلية في “إيلات” عبر طائرات مسيرة ، ما يضع إيران أمام “استيعاب الصدمة والاحتفاظ بالثأر” أو ترجمته في ساحة من وحدة الساحات وفق السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري الذي أعلن فيه أن “رد طهران سيكون قاسياً” ، في المقابل فإن إسرائيل التي “تجاوزت القوانين الدولية” في غزة، لن تقيم وزناً لأي من الأعراف والقوانين الدبلوماسية.

ومجمع الشفاء في غزة يحكي لاجيال قادمة عن وحش إسرائيلي وحصار الطاقم الطبي والمرضى ١٥ يوماً فضلاً عن الحصار والتدمير والإبادة لفلسطينيي غزة منذ ٧ أكتوبر وحتى اليوم ، فيما تعذر وصف الدمار الهائل في المباني والمنازل الذي يجسد إحدى اللوحات التراجيدية ، ومع نهوض بنيامين نتنياهو من جرح “الفتق” الغزي فانه استفاق من المخدر على اجتياح رفح ، لاعباً على جراح ذوي الرهائن الذين اصبحوا في خيمة اعتصام دائمة أمام الكنيست ، ولمقاتلة الوقت فإن نتنياهو “يتفاوض” بين الدوحة والقاهرة من دون تقديم تسهيلات للمفاوضين ، ويصر على اجتياح “رفح” ، معززاً بقدرة تسليح أميركية شحنها وزير دفاعه يوآف غالات من واشنطن.


أحزاب البقاع

كالعادة توالت المواقف “العربية” الرسمية تنديداً وشجباً ، حيث شجب لقاء “الأحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع” العدوان الصهيوني الغادر على القنصلية الايرانية في دمشق ورأى فيه: أن العدو الصهيوني “شرّع أبواب المنطقة برمتها لنيران الحرب الشاملة” ، متوهماً انقاذ طبيعته الوظيفية المتآكلة جراء الحرب على غزة واستنزافه الممنهج في ساحات محور ال-م-ق-ا-و-م-ة.

وأكد لقاء الأحزاب في بيان ، أن تمادي العدو باستهداف دمشق مركز القرار القومي “لن يثنيها عن كونها مدد ال-م-ق-ا-و-م-ة وظهيرها” في المنطقة.

وتوجه اللقاء الى الجمهورية الإسلامية في إيران وقيادة الحرس الثوري الايراني بأحر التعازي بالشهداء القادة الذين ارتقوا على “طريق القدس” حيث ستزهر دماؤهم ثأراً ونصراً قريباً.


الفصائل الفلسطينية

وفيما دانت سوريا وسلطنة عمان وقطر والإمارات العربية المتحدة وفلسطين والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية والعراق وكوبا وفنزويلا استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق ، وصفت السلطة الفلسطينية هذا الإستهدف بأنه “للهروب من الفشل في غزة” ، وأكدت السلطة الفلسطينية في بيان الإدانة “هو محاولة من العدو لتوسيع العدوان والهروب من الفشل في غزة”، معربةً عن “تضامنها مع كلٍ من سورية وإيران في وجه جرائم الاحتلال”، فيما ذهب “مجلس الأمن” وبطلب من روسيا بشأن الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق لعقد جلسة عاجلة اليوم.

ح-م-ا-س

ودانت حركة ح-م-ا-س بأشد العبارات العدوان الصهيوني الإرهابي الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق عصر اليوم (أمس) وأدّى لاستشهاد عددٍ من الدبلوماسيين والمستشارين الإيرانيين، معتبرةً أنَّه “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتعدياً على سيادة كلّ من سورية وإيران، وتصعيداً صهيونياً خطيراً”.

وأعربت الحركة عن تضامنها الكامل مع إيران وسورية في وجه هذا العدوان النازي الغاشم، مطالبةً مجلس الأمن الدولي بضرورة “التحرك الفاعل لردع الاحتلال وقادته المجرمين” ، بوقف عدوانهم على قطاع غزّة والمنطقة ، والذي “يصب الزيت على النار، ويقوّض الاستقرار والأمن الدوليين”.


الجهاد الإسلامي

بدورها، أدانت حركة ا-ل-ج-ه-ا-د الإسلامي في فلسطين، بأشد العبارات العدوان الصهيوني الغادر على مبنى قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق.

ولفتت إلى أنّ “هذا الهجوم الصهيوني الغادر هو محاولة من العدو لتوسيع العدوان والهروب من الفشل في غزة”، مؤكدة أنّ “العدو سيستمر في الفشل، وسيفشل في كل الجبهات، حتى إلحاق الهزيمة الكاملة به بإذن الله”.

هذا، وتقدمت من الأخوة في الجمهورية الإسلامية في إيران ومن الشعب الإيراني الشقيق ومن ذوي الشهداء بأحر التعازي، سائلين المولى أن يتغمد الشهداء برحمته الواسعة وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل.

الجبهة الشعبية

من جانبها، أدانت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” بأشد العبارات جريمة الاغتيال الصهيونية الجبانة للسيد محمد رضا زاهدي القيادي البارز في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني وعدة دبلوماسيين إيرانيين بعد استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق، ووصفت هذه الجريمة بأنها “تصعيد كبير ، وإرهاب دولة منظم”.

وتقدمت الجبهة من الأخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأحر التعازي، مؤكدةً أنَّ هذه الجريمة البشعة لم ولن تثني إيران عن مواصلة واجبها في دعم ال-م-ق-ا-و-م-ة الفلسطينية وإسناد القضايا العادلة في المنطقة.

وأكَّدت الجبهة أنَّ الكيان الصهيوني يتعامل مع نفسه كدولة “عصابات مارقة تدوس بأقدامها على كلّ المواثيق والمعاهدات الدولية” ، مشددة أن الكيان الصهيوني مصمم على جر المنطقة إلى “تصعيد كبير” ، وهو يدرك تماماً أنه سيدفع ثمن هذه الجرائم باهظاً ، وسيدخل مواطنيه في حمام من الدم وويلات وكوارث لن يستطيع تحملها، كما سيجر المنطقة إلى تصعيد وتفجير كبير.

وختمت الجبهة مؤكدة أن سياسة الاغتيالات فاشلة كانت دوماً دافعاً إوحافزاً لتصعيد الضربات الموجعة على الكيان الصهيوني.

يعقوب

وأكد رئيس حركة “النهج” النائب السابق حسن يعقوب ، أن العدوان الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق يشير إلى أمرين على الأقل:
أولاً: تصعيد إسرائيلي مفتوح وتجاوز للخطوط الحمراء وربما يتبعها في لبنان، وثانياً: “الإسرائيلي مأزوم في وضعه الداخلي وجودياً وعسكرياً وشعبياً”.

المؤتمر العام للأحزاب العربية

ودانت الأمانة العامة “للمؤتمر العام للأحزاب العربية”، في بيان، “العدوان الصهيوني الغاشم على القنصلية الإيرانية في دمشق، في تطور خطير وانتهاك صارخ للقوانين الدولية لا سيما اتفاقية فيينا للعلاقات الدولية والديبلوماسية ، كما أنه يأتي، بعد عدة اعتداءات متلاحقة، ضد أهداف سورية وإيرانية”.

ورأت أن هذا الاعتداء الإرهابي الغاشم يؤكد “الطبيعة العدوانية الإجرامية للكيان الصهيوني الذي يحظى بدعم أميركي مباشر والذي يسعى إلى تغطية هزيمة مشروعه في غزة وخسارته الواضحة أمام إرادة ال-م-ق-ا-و-م-ي-ن في فلسطين”.

وقالت الأمانة ، لقد شكلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع حلفائها في محور ال-م-ق-ا-و-م-ة “حالة رعب للكيان الصهيوني” ، وأسست لمشروع م-ق-ا-و-م أحبط كل مخططات الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، وأثبتت وفاءها للقضايا العادلة ووقوفها إلى جانب المظلومين والمستضعفين في العالم، كما واجهت الإرهاب بوجهيه الصهيوني والتكفيري في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق”.

وختمت الأمانة العامة مقدمة “خالص العزاء والتبريكات للشعبين الإيراني والسوري ولأسر الضحايا الشهداء”، ومعلنة “تضامنها مع الدولتين الإيرانية والسورية والدعم لشعب غزة و-م-ق-ا-و-م-ت-ه الباسلة”.

الخارجية الروسية

أما وزارة الخارجية الروسية فنددت بالهجوم الذي رأت فيه أنه “غير المقبول” على قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق، محملة الجيش الإسرائيلي مسؤولية الضربة.

وقالت الخارجية الروسية في بيان “ندين بشدة هذا الهجوم غير المقبول على البعثة القنصلية الإيرانية في سوريا”، مؤكدة أن أي هجوم على مقر ديبلوماسي هو أمر “غير مقبول”.

يشار إلى أن روسيا لديها منظوة دفاع جوي على مساحة سوريا عبارة عن منظومتي صواريخ S300 و S400 باستطاعتها تأمين الحماية الجوية لسوريا من أي عدوان جوي أو صاروخي يتهدد سوريا، لكن تلك المنظومة لم تفعل منذ أن وجدت ، وسماء وأرض سوريا تستباح من الإسرائيلي.

بشور

واعتبر الرئيس المؤسس ل”المنتدى القومي العربي” معن بشور، في بيان، أن “العدوان الصهيوني الجديد على دمشق العروبة والذي استهدف مبنى القنصلية الايرانية، جاء ليؤكد على وحدة قوى ال-م-ق-ا-و-م-ة على مستوى الأمة ، بل على وحدة الأمة كلها التي سعى الصهاينة وداعموهم على الإيقاع بين مكوناتها وإثارة الفتن والصراعات الاهلية بينها”.

ورأى أنه “اذا كان من حق الجمهورية الاسلامية في إيران أن تختار اسلوبها في الرد على هذا العدوان الذي استهدف القانون الدولي والاتفاقات الديبلوماسية أيضاً ، فان من واجب أمتنا العربية والإسلامية ان تنتصر اليوم للأخوة في الجمهورية الإسلامية في إيران ، كما لسوريا الصامدة على ثوابت الأمة ، و-ل-ل-م-ق-ا-و-م-ة في لبنان ، كما لشعبنا العظيم في غزة وعموم فلسطين، لكي يدرك العدو أنه في كل عدوان يقوم به ضد أي بلد من بلدان الإقليم إنما يعتدي على شعوب الإقليم كلها”.

شاهد أيضاً

هل هو القضاء والقدر فقط؟

كتب نبيه البرجي في صحيفة الدياريقول: إذا رددنا مثلما يردد الكثيرون “انه القضاء والقدر”، من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *