🇱🇧الأمل المستحيل واليأس المحتم🇱🇧 

✍️بقلم الكاتب نضال عيسى 🇱🇧

هو ليس تشائما” ولكن المعطيات السياسية هي التي تفرض هذا الكلام.
فقد دخلت مشاورات تشكيل الحكومة في غياهب القرار. وجميع المؤشرات تدل على ذلك وقد أتت العقوبات الجديدة على الوزير جبران باسيل لتزيد الطين بلة وتعقد أكثر ولادة الحكومة وطبعا” هذه العقوبات ليست السبب إنما أحد أسبابها.
ففي معلومات خاصة إن الرئيس سعد الحريري كان قد اتفق مع فخامة الرئيس ميشال عون أسناد وزارة الدفاع ووزارة الداخلية للتيار الوطني الحر وأبقاء وزارة المالية والصحة للثنائي الشيعي على أن تسند وزارة الأشغال للمستقبل ووزارة الطاقة لتيار المردة وتوزع باقي الحقائب على الأحزاب الأخرى. هذا الطرح لاقى أعتراض من قبل مفتي الجمهورية وقام ببعض الاتصالات فكان لفرنسا والسعودية الآذان الصاغية لهذا الأمتعاض فأبلغوا الرئيس الحريري عدم موافقتهم على هذا الأقتراح بتسليم وزارتين أمنيتين للتيار الوطني الحر وسلب الطائفة السنية وزارة الداخلية المركز الثاني بعد رئاسة الحكومة وهذا يضعف الطائفة معنويا” بشكل كبير خصوصا” وأن التيار حليف للثنائي الشيعي ولا يمكن القبول بأمساكهم مفاصل الأمن بهذا الظرف الدقيق فكان القرار بالتعطيل وأصبح تشكيل الحكومة مستحيل ودخلنا في مرحلة من اليأس المحتم للخروج من أزمة تعصف بالبلاد منذ ما يقارب السنة
هذا بالنسبة للعبة السياسة في تشكيل الحكومة ودخول الدول عليها وليس هذه المرة الأولى بالطبع فنحن لا نملك القرار ولا يستطيع أحد في لبنان أتخاذ القرار فحقنا مسلوب كما إرادة من يعمل على تشكيل الحكومة فنحن لم نصل إلى مرحلة الرشد بأتخاذ القرار؟
ونرى انه لا يوجد أي رأي لأي طرف أخر في لبنان فما زال نفس الأشخاص يتحاورن ويجتمون ويقسمون وينقيمون فيما بينهم ضاربين عرض الحائط المواطن ورأيه ومستقبله فالهم الوحيد هو الحفاظ على مصالحهم خصوصا” بعد شرزمة وتفتيت واندثار الثورة حتى أنقراضها التي كانت تشكل بعض الخوف ولكن اليوم لم يعد لها أي تأثير فعادت الأمور إلى طبيعتها وعاد القرار لمجموعة أحزاب اغتصبت السلطة ونهبتها وها هي اليوم تحاول تشكيل حكومة ولكن دون جدوى لأن المصالح الخاصة هي من تتحكم بهذا التشكيل ولا يوجد من يرى الألم والصعاب التي نواجهها على كافة الصعد. حتى بتنا متأكدين أن رجال السياسة في لبنان يعملون على تمزيق عقول البشر إلى أشلاء ووضعها مرة أخرى في أشكال جديدة؟ كي يمرروا مشاريعهم ومخططاتهم. ولكن للأسف إذا لم يضعوا اطماعهم جانبا” ويتخلون عن نرجسيتهم فلن يبقى لبنان وسوف نكون فعلا” قد دخلنا في المجهول وبات تشكيل الحكومة مستحيل واليأس والفوضى محتم.