رضوان عقيلي …نشامة الدراما السورية

بقلم// جهاد أيوب

هو من طراز رفيع في الفن السوري، لا يثرثر، ولا يحسد زميل، ولا يكترث إلى نجومية كاذبة…
هو من معدن أصيل، أنا لا أعرفه شخصياً ولكن أعرفه منذ الصغر عبر مسلسلات أبيض وأسود خاصة البدوي منها، ورغم تلبيته لأدوار القساوة والحادة والشر إلا أنه عكس ذلك في الحياة، ومن المستحيل أن تسأل الأجيال التي زاملته وعاصرته إلا وكان الإحترام والتقدير هو الجواب الحسم.
رضوان عقيلي فنان سوري من رعيل الريادة وشريك في التأسيس، هو خميرة التعب والصبر والحضور، وهو نشامة الحضور، وكل نجوم الدراما السورية اليوم هو وأمثاله مهدوا لهم الطريق، وفرشوا لهم الورد، وجيله من تحمل الشوك والصعاب!
رضوان عقيلي مخضرم موهوب في فن التمثيل الذي يتقنه بإخلاص وتميز، يلعب كل الأدوار بمسؤولية، ويقنعك حتى لو كان الدور صغيراً، يعطيه نكهة الحقيقة، ولا يعرف الغرور مهما كانت مساحة الدور…وإذا لم يكن الدور اساسياً في العمل، ومعه يصبح الدور هو الأساسي!
رضوان عقيلي ( 1949 حلب) عمل في الإذاعة فتعلم أصول استخدام الصوت، وها هو يقدم صوته كحالة درامية شريكة في العمل، علماً لم نعد نجد ذلك مع طلاب المعهد وجيل اليوم!
هو عمل في المسرح فجعل جسده مطواعاً ليخدم وجوده في كل منصة فنية إبداعية، ولا يزال صديقاً للحركة رغم مر الزمان!
هو غازل السينما فتعلم منها رشاقة الحضور الثاقب، وأما في التلفزيون فهو ملعبه بتفوق بعد مسيرة عامرة في كل مرافق الفن، عرف اسراره، وعانق نجاحات كل خطواته، وأخذ منه دروس النظر والايماءيات ودراسة الحركة واتقان اللفظ والحوار بكلام يخدمه بوضوح المفردات…أقصد مخارج حروفه نطقه سليمة، ويا ليت غالبية جيل اليوم سورياً وعربياً يتعلمون ذلك…
ونحن من يتابعه يقدر تميزه وتفوقه وتواضعه…وهذه الأخيرة أصبحت نادرة عند غالبية نجوم اليوم، وأتأسف أن أقول عند غالبية نجوم الدراما السورية، علماً الغرور مقبرة الفنان، والجمهور هو شريك الفنان، والكبار أمثال الكبير رضوان راية من رايات الفن السوري المجبول بالتعب، وراية من رايات الفن العربي يجب أن نتعلم من مشواره وسيرته!
اليوم على المنتجين تدارك هذه القيمة وهذا العمر من روح الزمن، وكتابة بطولات وشراكات تليق بالموهبة الذهبية، وإعطاء فرص للجيل المخضرم أمثال رضوان يعني ضمنا النجاح، وعرفنا استقطاب المشاهد والتميز خارج العضل والمكياج والفستان!
القامة رضوان عقيلي حكاية عزيزة ومشرقة في الفن السوري، ومن نشامة الدراما…وهذه تحية احترام وتقدير وإعجاب لكل ما قدمته وستقدمه، والتحية بالتأكيد تليق بك…

شاهد أيضاً

في فلسفة الحب والمعاناة والقيمة !

. 🍊🍊 تفاجئ الغلام جورج ,15 عاما ,عندما عاد الى منزله في مدينة أوسلو عاصمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *