من هي العاهرة؟؟؟

راوية المصري ..

كنت جالسة في حديقة منزلي عندما سمعت صراخ طفل، ولم يمضِ وقتٌ طويل حتى اختفى الصوت وبدأت أصوات النساء تعلو. ظننت للوهلة الاولى ان الطفل اصيب بمكروه… وتبين لاحقا ان الطفل تعارك مع طفل الجيران وكل منهم ذهب لامه شاكيا ..
وخرجوا الامهات وبدؤا المشاجرة على الفور هذه تقول ابنك المعتدي وتلك تقول ابنك المعتدي ..

حاولت الخروج لمحاولة تهدئة الأمور، لكن أختي منعتني، قائلة: “لا تُشاركين في هذه الفوضى، فقد تتعرضين للإهانة والتجريح وأنتِ أبعد ما تكونين عن هذا النوع من السلوك”.

لم أستطع إلا أن أشعر بالصدمة والغضب عندما تطور الخلاف الى نتف الشعر وتمزيق الملابس وللحظة تخيّلتُ نفسي وكأنني أشاهد فيلمًا قباحيا لفظيا… عندما بدأت كل منهن بوصف الأخرى بألفاظٍ لا يتقبلها العقل غير أبهين لوجود الاطفال…
وكانت صدمة اكبر عندما تدخل الاطفال واصبحوا يرددون عبارات تشبه تلك التي يرددوها الامهات. ولكن الأكثر غرابة كانت تصرفات أزواجهن الذين كانوا يراهنون على فوز زوجاتهم وكأنهم في منافسة ..

خلال تلك المعركة أستعمل بين الجيران جميع الاعضاء التناسلية للرجال والنساء. وفي ذلك الصراع، كان كل شخصٍ يستخدم جميع الألفاظ الخادشة والهجومية.

لم يمضِ وقتٌ طويل حتى تدخّل الجيران لفض النزاع، وبعد ذلك بدأت النساء بالظهور بحلّة الدين والتقوى، عندما رفع أذان المغرب فلملموا انفسهم وذهبوا الى الصلاة. للوقوف بين يدي الخالق..

هذا المشهد، بالطبع، ليس غريبًا عليكم، فقد تشاهدون مواقف مماثلة. ولكن يُثير الدهشة أحيانًا تلك النساء الذين يدّعون الشرف والعفّة ويتحدثون بطريقةٍ لا لبس فيها عن الآخرين بطريقةٍ بذيئة، وربما يتسببون في هتك اعراض وربما موت فتيات لاتنام بعضهم بألفاظ قذرة عند الغضب…

فالاذى الذي يسببوه هؤلاء النساء لبعضهم البعض على مسامع الكبار والصغار بصورة هستيرية وعنيفة أن صح التعبير هؤلاء هم العاهرات الحقيقيين…بكل ما تحمل الكلمة من معنى, واخطر بكثير من التي تمارس الجنس بالاجرة وتسمى بالعاهرة الذي يكون مقابلها رجل عاهر فهي تؤذي نفسها وسمعتها فقط.

.إن هذا المشهد يجسد الجانب المظلم والمحزن من بعض العلاقات الأسرية، و يحتمين خلف ستار من النفاق والانغلاق على أنفسهن.
يؤدي هذا السلوك إلى زعزعة الثقة والسلام النفسي في المجتمع ويدفعنا للتفكير في ضرورة تغيير هذه السلوكيات الضارة والسعي نحو بناء علاقات أسرية صحية تستند إلى الاحترام والتسامح والتعاون..

الى كل من يقرأ كلماتي ….اعلموا ان العهر الحقيقي في الفكر وليس الجسد..