أقامت معرضها الفني بعنوان “الهروب السريع”

زنتوت: للـ “كواليس”: “علّمتُ نفسي بنفسي ورسالتي تهدف

إبراز أهمية الطبيعة في الحياة اليومية”

كتب مدير التحرير المسؤول:
محمد خليل السباعي

أقامت الفنانة الرسامة اللبنانية – الفرنسية، راوية غندور زنتوت، معرضها الفني الفردي بعنوان: “الهروب السريع – “Ephemeral Escape في المقر الثقافي لجمعية Rebirth Beirut في منطقة الجميزة في بيروت، على مدى 9 أيام، وتضمن 30 لوحة فنية زيتية، بحضور عدد من الشخصيات الثقافية، النقابية، التربوية، الفكرية، الفنية والإعلامية وجمهور من المهتمين.

في هذا السياق، تحدثت الفنانة زنتوت إلى “كواليس” فقالت: “أعشق فن الرسم منذ نعومة أظافري، ولم أحظى بأي دعم من والديّ، من أجل هذا المسار الفني، بل نصحني الوالد بأن أنهي دراستي الجامعية، والعمل في الإختصاص الذي درسته. وتابعتُ شغفي لفن الرسم، أثناء دراستي إدارة الأعمال والتمويل، في جامعة موناكو الدولية، وتوجهتُ نحو إغناء موهبتي الفنية، فاشتغلت على ذاتي في مجال الرسم، لأصبح في نهاية المطاف، الرسامة التي علّمتُ نفسي بنفسي”.
وأضافت زنتوت: “حققت حلم طفولتي وشبابي، التي قضيتها في جنوب فرنسا، فكنت متأثرة جداً بالرسامين المنتمين إلى المدرسة التجريدية الإنطباعية، لناحية إعتماد طريقة رسمهم والألوان التي يتميزون بها، والعودة إلى الطبيعة وجذورها، باعتماد الألوان الزاهية، التي تشير إلى الفرح والسرور والتفاؤل”.

وتابعت زنتوت: “إن خسارة الطبيعة لمميزاتها وجمالاتها وألوانها في لبنان والعالم العربي عموماً، والعالم الغربي خصوصاً، يعود إلى طغيان المشاهد العمرانية فيها، وطمع الإنسان في تدمير كل ما يمت إليها بصلة، من جمال الجبال ورونق السهول وهواء البحار ونسيم الأنهر والمستنقعات والغابات وسواها، فالإنسان دمّر الطبيعة بأفعاله وأعماله وبأياديه، مما ألحق الأذى والضرر بها وبالإنسان بشكل متوازي”.

 

وأوضحت زنتوت: “إن اللوحات الـ 30 التي عرضتها في المعرض الأخير، الذي حمل عنوان: “الهروب السريع”، أردتُ من خلاله توجيه رسالة محددة تتعلق بإبراز أهمية الطبيعة، في حياة الإنسان، لأن خسارتها يعني الإنتهاء من جمال طبيعة لبنان”.
وأكدت زنتوت: “أنتمي إلى المدرسة التجريدي الإنطباعية، لكن أعبّر باعتماد طريقة خاصة بي، وأستعمل طبقات الألوان فوق بعضها البعض، لناحية أن تكون اللوحة أو الرسمة الفنية التي أرسمها، غنية بالعمق والأحاسيس والمشاعر المرهّفة، والتي أعبّر من خلال حركة الأيادي ومخيلتي الذاتية، في تجسيد هذا العمل الفني أو ذاك، مع التركيز على المواضيع البيئية والمناظر الجمالية الطبيعية”.
وتابعت زنتوت: “إن مسار رحلتي الفنية، بمثابة شهادة على قوة التصميم والإرادة لديّ، وأحبُ أن يتعمق المشاهد في رؤية كافة جوانب اللوحة الفنية التي أرسمها، ويذهب في خياله إلى أبعد الحدود، ليفهم ما رسمته، والرسالة التي أريد إيصالها إليه، وهذا الأسلوب الفني التجريدي، يحظى بإعجاب متذوقي فن الرسم في لبنان والعالم العربي”.

وأكدت زنتوت: “انطلقت في عالم فن الرسم، ونفذتُ في مرحلة ما بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في 14 شباط 2005، الكثير فرسمت الكثير من اللوحات الفنية، المرتبطة بالتظاهرات الشعبية، التي عمّت لبنان، فنزلتُ إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح، ورسمتُ المشهد بشكلها الحقيقي والفعلي، وقدمتُ إحدى لوحاتي الفنية التي رسمتها، إلى الرئيس سعد الحريري، الذي وضعها في مكتبه الخاص، في بيت الوسط في بيروت”.

وكشفت زنتوت: “لقد رسمتُ الكثير من اللوحات الفنية، التي جسّدت تظاهرات الربيع العربي، التي بدأت في العام 2011، وأشرتُ في اللوحات التي رسمتها إلى الثورات الشعبية التي حصلت في العالم العربي، قبل 13 عاماً، وفي لبنان في العام 2019، والهدف منها توجيه رسائل متعددة من خلال لوحاتي ورسوماتي الفنية، للأحزاب السياسية والطائفية في لبنان، بأن الشعب اللبناني يرفض الأوضاع الإقتصادية والمعيشية الصعبة، التي عانى منها، فانفجر بثورة شعبية عارمة عمّت لبنان كله”.

وتابعت زنتوت: “رسمتُ لوحات فنية متعددة، تحاكي إنفجار مرفأ بيروت، الذي وقع في 4 آب 2020 وأدى إلى إستشهاد أكثر من 220 شخصاً، وجرح أكثر من 7000 مواطن، وتضرّر 50 ألف وحدة سكنية، وبات 300 ألف شخص بلا مأوى، وقدّرت الخسائر المادية، ما بين 10 إلى 15 مليار دولار أميركي، فقمتُ بإبراز المشاهد الأليمة والمفجعة، التي رافقت هذا الإنفجار المدمّر، في المقابل أعطيت بعض الأمل للناس، من خلال رسم اللوحات الفنية التي أشرتُ فيها بأن عاصمة الوطن سوف تعود إلى سابق عهدها، فيعاد إعمارها من جديد”.
وأضاف زنتوت: “في الفترة الأخيرة رسمتُ لوحات فنية متعددة، تحاكي العدوان الإسرائيلي المدمّر على قطاع غزة، والإبادة الإنسانية باستشهاد آلاف المواطنين والجرحى والدمار والتهجير والتشريد، الذي لحق بالشعب الفلسطيني، وأردتُ توجيه رسائل للمجتمع اللبناني والعربي والغربي، بدعوتهم ليعودوا إلى إنسانية الإنسان، وليعرفوا حقيقة معاناة الشعب الفلسطيني الذي هجّر من أرض أبائه وأجداده، منذ 76 عاماً”.

وتابعت غندور: “رسمتُ اللوحات الفنية، التي تحمل إسم بورتريه للعديد من السياسيين والزعماء في لبنان والعالمين العربي والغربي، ومنها الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، الرئيس ميشال عون، الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس جمعية تجار بيروت، نقولا الشماس، وسواهم. بالإضافة إلى صور لعدد من رؤساء الحكومات السابقين، وضعتها في لوحات فنية مميزة، تعرض في السراي الحكومي في بيروت”.
وأكدت زنتوت: “أتحمّس للرسم عندما أرى البسمة، على وجوه من يرى لوحاتي ورسوماتي، في المعارض الفنية التي أنظّمها لوحدي، أو أشترك فيها مع غيري من الرسامين، فهناك من يحب ما أرسمه، وهذا ما يولّد فيّ السرور والفرح، وإن المتابعين والمحبين والمتذوقين لفني في مجال الرسم، هم الركيزة الأساسية لمتابعة مسيرتي الفنية”.
وأضافت زنتوت: “أريد أن أوجّه رسائل متعددة من وراء كل لوحة فنية أرسمها، وأتمنى أن أبقى على مستوى توقعات جمهوري، من أجل إستكمال مسيرتي الفنية، التي عناوينها التوعية والحب والفرح والتفاؤل والخير والسلام”.

وختمت زنتوت: “إن جزءاً من العائدات المالية للمعرض، خصِّصت في دعم مبادرات Rebirth Beirut المستمرة مع التركيز على المشاريع الحيوية التي تهدف إلى تعزيز الواقع البيئي في العاصمة بيروت، والبنية التحتية لهذه المدينة، بما فيها إعادة تأهيل إشارات السير وإنارة الشوارع فيها”.

شاهد أيضاً

“المؤتمر الشعبي اللبناني” في الشوف زار مستوصف بلدة حلبا في محافظة عكار

زار وفد من “المؤتمر الشعبي اللبناني” فيالشوف  و“المجلس الشعبي” في إقليمالخروب محافظة عكّار، حيث استقبله …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *